رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خرجت من جحورها.. رعب في الوادي الجديد بسبب الثعابين والعقارب

ثعابين وعقارب
ثعابين وعقارب

78 حالة لدغ عقرب و4 حالات لدغ ثعبان سجلتها محافظة واحدة في مصر وهى محافظة الوادي الجديد في 22 يومًا فقط، الأمر الذي تسبب في جدل وذعر واسع بين المواطنين حول انتشار الثعابين والعقارب خاصة في قرى وصحراء مصر، وذلك في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

إذ أنه وفوق أن الحرّ يشكل خطرًا كبيرًا على حياة المواطنين بالوادي الجديد وغيرها من المحافظات الأخرى  في هذه الفترة من العام، ويسبب زيادة في أعداد حرائق مزارع النخيل فإنه تسبب في الآونة الأخيرة في خروج العقارب والثعابين من جحورها، بحثًا عن مصادر المياه والظل وهربًا من درجات الحرارة المرتفعة التي تُصبح قاتلةً في بعض الأحيان.

وعن مواجهة هذه الثعابين والعقارب قال د.الحسين حسّان خبير التنمية المحلية في حديثه الخاص لـ"الدستور" إنه يجب تغيير الطريقة البدائية التي يتم بها مواجهة الثعابين والعقارب التي كانت تتمثل في وضع البيض والتونة لجذبها ثم اصطيادها بعد ذلك، موضحًا أن هذه الطريقة أصبحت لاتجدي خاصة مع انتشار هذه الزواحف بصورة كبيرة نتيجة التغير المناخي والارتفاع الكبير في درجات الحرارة وكذلك الأمطار التي تخرجها من جحورها.

وتابع  الحسين أن هذا الانتشار سبب أضرارًا كبيرة على المواطنين وخاصة الأطفال الذين لا يتحملون  هذه اللدغات نظرًا لقلة كثافة أوزانهم.

وأضاف أن انتشار هذه الزواحف يؤثر كذلك على فرص الاستثمار خاصة في الأماكن الصحراوية التي يكثر فيها، إذ أنه دفع البعض إلى الفرار منها نظرًا لعدم قدرته على منع هذه الزواحف من التسلل إلى مكان سكنه، وعدم قدرته كذلك على تحمل تكاليف الشركات الخاصة بمكافحة هذه الزواحف التي تتسم بأنها باهظة.

وأشار حسّان إلى أن مكافحة الزواحف تمثل عبئًا كبيرًا على الدولة، لايمكنها تحمله وحدها لذا اقترح أن يتدخل المجتمع المدني ومنظماته، في ذلك بحيث أن يتولى التعاقد مع شركات مكافحة هذه الزواحف، لكن بأسعار مخفضة، وذلك لحماية المواطنين وسلامتهم.

وأكد خبير التنمية المحلية أن أسباب انتشار العقارب والثعابين وخروجها من جحورها تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة حيث تكون جحورها حارةً للغاية، ممّا يُشكل خطرًا على حياتها، كما أكد أنها تخرج كذلك بحثًا عن الماء، فمع قلة مصادر المياه في فصل الصيف، تبحث تلك الكائنات عن أي مصدر ماء متاح للبقاء على قيد الحياة، لذا من الوارد أن تنجذب إلى بعض مصادر المياه المنزلية، مثل خزانات المياه وحمامات السباحة.

أوضح حسان أن من بين أسباب خروج العقارب والثعابين من جحورها أيضًا هو تفضيلها أماكن الظل هربًا من أشعة الشمس الحارقة، وهو ما يجعلها تختبئ تحت الصخور أو الأشجار أو في المنازل.

تشير الإحصاءات حول معدلات الإصابة بلدغات العقارب بتعرض أكثر من مليون شخص كل عام للدغات مختلفة تتفاوت فى مدى خطورتها، وذلك من الإصابات التى لاتحتاج أمصالًا وصولًا إلى اللدغات القاتلة.

 مايزيد عن 2600 حالة وفاة كل عام بسبب لدغ العقارب والثعابين 

كذلك توضح دراسة نشرتها مجلة البحوث "ساينس دايركت"، أن هناك ما بين 1.2 إلى 1.5 مليون حالة لدغة عقرب كل عام تؤدى إلى ما يزيد على 2600 حالة وفاة، وقد شكلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو 42% من تلك الحالات ونصف العدد الإجمالي للوفيات.

وأحصت منظمة الصحة العالمية إجمالي حالات التعرض لعض الكلاب ولدغ الثعابين والعقارب سنويًا حول العالم بحوالى 12 مليون شخص منهم 5 ملايين حالة لدغات ثعابين وعقارب مجتمعين غالبيتهم في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

وكيل صحة الوادي الجديد: الدولة وفّرت أمصال كافية 

وقال د.هشام بكر هارون، وكيل وزارة الصحة والسكان بالوادي الجديد إن الوزارة وفرت كميات هائلة من الأمصال لمحافظة الوادي الجديد بحيث مؤكدًا أنه أصبح هناك وفرة كبيرة جدا في عددها داخل الوحدات الصحية القروية وجميع المستشفيات بالمراكز والمدن بحيث أن الأمصال تتوافر بشكل كبير جدا نظرا لطبيعة المحافظة الصحراوية وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الحالية مما يعرض المواطنين لهجمات الزواحف السامة مثل العقارب والثعابين أو ثعبان " الطريشة.

وأكدت مديرية الصحة بالوادي الجديد أنها وفرت كميات هائلة من الأمصال لمحافظة الوادي الجديد، بحيث أصبح هناك وفرة كبيرة في عددها داخل الوحدات الصحية القروية البالغ عددها 62 وجميع المستشفيات بالمراكز والمدن بواقع 7 مستشفيات، 

واتخذت وزارة الصحة حزمة إجراءات تزامنا مع الموجة الحارة خاصة في المحافظات النائية، تمثلت في تجهيز غرف للاحتباس الحراري مع توفير الأمصال المضادة لسم العقارب والثعابين في جميع المستشفيات والوحدات الصحية، ونشر فرق للتوعية بمخاطر التعرض للدغات العقارب والثعابين وطرق الوقاية منها.

رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة: حالات التسمم انخفضت إلى اقل من 1% 

وأوضح د.خالد الخطيب، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة أن نسبة الوفيات الناتجة عن حالات التسمم انخفضت خلال الفترة الماضية إلى أقل من 1% نتيجة لزيادة التوعية وتقديم الإرشادات الخاصة بحالات التسمم وكيفية التعامل مع المريض لحين الوصول إلى المستشفى.

وأشار الخطيب إلى تقديم الاستشارات التليفونية عبر الخط الساخن لطوارئ وزارة الصحة والسكان على رقم 137 بالتنسيق مع الخطوط الساخنة لمراكز السموم التابعة للمستشفيات الجامعية، لتقديم أفضل وأرقى خدمة طبية للمواطن المصري.

أعلنت وزارة الصحة استحداث 22 مركزا للسموم في 21 محافظة وإمدادها بأحدث الأجهزة لسرعة التعامل مع حالات السموم التي تعتبر من الإصابات الطارئة التي تحتاج إلى تدخل سريع.