الكنيسة اللاتينية تحتفل بتذكار القدّيس عبد الأحد الكاهن
تحتفل الكنيسة اللاتينية، بذكرى القدّيس عبد الأحد، الكاهن، الذي ولد في اسبانيا (1170-1221). أسس رهبنة في تولوز في فرنسا ليقاوم هرطقة "الكاثار" (أو مدّعي الطهارة) في أوروبا. وأراد أن يهتم رهبانه بالوعظ والصلاة. تعرف رهبنته باسم رهبنة الدومينيكان، نسبة الى اسمه "دومينيك". توفي في بولونيا في ايطاليا.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كان ذلك فيما مضى، مصدر حَيْرة عند المؤمنين، كما نقرأ في كتب المزامير والأنبياء، أن يَرَوا أنّ الأشرار ينجحون حيث يبدو أنّ خدّام الله يفشلون. كذلك الأمر في زمن الإنجيل. مع أنّ الكنيسة لها هذا الامتياز الخاصّ الّذي لا تملكه أيّ ديانة أخرى، وهو أن تعلم أنّه، بما أنّها تأسّست عند المجيء الأول للرّب يسوع المسيح، فهي لن تندثر قبل رجوعه.
مع ذلك، في كلّ جيل، يبدو أنّها تستسلم وأنّ أعداءَها ينتصرون. فالصراع بين الكنيسة والعالم له هذه الفَرادة: يبدو أنّ العالم ينتصر عليها، أمّا في الواقع، فهي الّتي تنتصر. ينتصر أعداؤها باستمرار قائلين إنّها مهزومة. غالبًا ما يفقد أعضاؤها الأمل. لكنّ الكنيسة باقية... الممالك تؤسَّس وتنهار، الأمم تنتشر وتتقلّص، السلالات تبدأ وتنتهي، الأمراء يولدون ويموتون. التحالفات والأحزاب والاتّحادات والمهن والتعاونيّات والمؤسّسات والفلسفات والبدع والهرطقات تصنع وتنحلّ. كلّهم لهم زمنهم، أمّا الكنيسة فهي أزليّة. ومع ذلك، في زمنهم، كانوا يبدون مهمّين جدًّا...
في هذا الوقت، أمور كثيرة تمتحن إيماننا. فإننا لا نرى المستقبل. لا نرى أنّ ما يبدو الآن انتصارًا وتباهيًا لن يدوم طويلاً. نرى اليوم فلاسفة وبدعًا وعشائر تتمدّد وتزدهر. وتبدو الكنيسة فقيرة وعاجزة... لنصلِّ إلى الله لكي يرشدنا: فنحن بحاجة لأن نتعلّم منه، لأنّنا عميان. عندما امتحنت كلمات الرّي يسوع المسيح يومًا الرسل، قالوا له: "زدنا إيمانًا". فلنأتِ إليه بثقة: إنّنا لا نعرف ذواتنا، ونحتاج إلى نعمته. مهما كانت الحَيرة الّتي يوحي بها العالم إلينا... فلنأتِ إليه بروح نقيّ وصادق. لنطلب منه بتواضع أن يظهر لنا ما لا نفهمه، أن يُحني قلبنا عند إصراره، وأن يعطينا أن نحبّه ونطيعه بإخلاص في بحثنا.