"فاينانشيال تايمز": اختيار "السنوار" خلفًا لـ"هنية" يُعرقل مفاوضات حل الصراع فى غزة
اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن اختيار حركة حماس ليحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي خلفًا لإسماعيل هنية، الذي تم اغتياله بمقر إقامته في العاصمة الإيرانية يوم الثلاثاء الماضي، قد يُعرقل مسار مفاوضات حل الصراع الراهن في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة، في سياق مقال تحليلي لها اليوم الأربعاء، "إن تعيين السنوار قد يُخاطر بتشديد موقف الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في محادثات وقف إطلاق النار، خاصة أن إسرائيل تتهمه بالوقوف وراء التخطيط لهجمات 7 أكتوبر الماضي، وأن اختياره خطوة استفزازية قد تهدد بتعقيد الجهود المتوقفة التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب على القطاع المحاصر".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها ينظرون إلى المحادثات على أنها حيوية لإنهاء الحرب ونزع فتيل التوترات الإقليمية المتصاعدة، وقبل وقت قصير من إعلان حماس عن تولي السنوار لرئاسة المكتب السياسي لحماس، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتفيًا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من أجل التوصل لاتفاق بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان قوله: "إن اختيار السنوار تم بالإجماع، وأن فريق حماس المشارك في المفاوضات، الذي كان يرأسه هنية، سيستمر تحت إشراف السنوار".
اندلاع حرب استمرت 10 أشهر
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السنوار بأنه "رجل ميت يمشي" لدوره في تدبير هجوم السابع من أكتوبر والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي، وأدى إلى اندلاع حرب استمرت 10 أشهر، وأسفرت عن مقتل ما يقرب من 40 ألف شخص وإصابة مئات الآلاف في غزة.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاجاري - في تصريح له أمس الثلاثاء: يحيى السنوار هو المسئول عن الهجوم الأكثر وحشية في تاريخ إسرائيل ولا يوجد سوى مكان واحد ليحيى السنوار وهو بجوار محمد ضيف رئيس الجناح العسكري لحركة حماس بغزة الذي قالت إسرائيل إنها استهدفته في السابع من أكتوبر الماضي.
وأفادت الصحيفة البريطانية بأن السنوار وُلد في حي فقير في خان يونس، وهي مدينة تقع في جنوب غزة، وبرز في الثمانينيات كمستشار لمؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين، كما أنه ساعد في بناء الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، وكُلف لاحقًا بقيادة جهاز الأمن الداخلي الذي طارد المتعاونين الفلسطينيين المشتبه بهم.
وأمضى السنوار أكثر من 22 عامًا في سجن إسرائيلي لدوره في القضاء على العملاء، وأُطلق سراحه كجزء من صفقة تبادل أسرى عام 2011 تم فيها إطلاق سراح أكثر من 1000 فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كان محتجزًا لدى حماس في غزة، أما أولئك الذين قضوا وقتًا معه وصفوه بأنه رجل كاريزمي قليل الكلام سريع الغضب وله حضور مهيمن.. حسب الصحيفة.