الكنيسة البيزنطية تروي قصة الاحتفال بعيد تجلي المسيح
تحتفل الكنيسة البيزنطية بحلول عيد التجلي حيث أخذ المعلم بطرس ويعقوب ويوحنا، وأصعدهم إلى جبل عالٍ منفرد. نعرف من التقليد أنه جبل ثابور قرب الناصرة. وهناك بينما كان يصلّي تجلّى قدامهم، فأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاءَ كالثلج. إنه ضياء اللاهوت اخترق فجأة وبإدارة السيد له المجد كثافة الجسد وانعكس على البشرة. فظهر يسوع في إشعاع ابن الله الوحيد وكلمته الأزلية وضياء مجده.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "فأَشَعَّ وَجهُه كالشَّمس" ... لقد أشرق "النُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان"، بعد أن لبس الجسد البشري. اليوم، يعظّم النور الحقيقي هذا الجسد البشري، إذ يظهره إلهيًّا أمام الرسل، ليقوموا هم أيضًا بتعظيمه في الأمم. وأنتِ أيّتها المدينة المقدّسة، فإنّك ستستمتعين إلى الأبد بهذه الشمس، عندما تنزلين "مِنَ السَّماءِ مِن عِندِ الله، مُهَيَّأَةً مِثلَ عَروسٍ مُزَيَّنَةٍ لِعَريسِها.". إنّ هذه الشمس لن تغرُبَ عنكِ أبدًا، هي الأزليّة التي ستُبقي على صباحٍ أزلي. لن تحجُبَ أيّ سحابة هذه الشمس، لكن نورها المشّع أبدًا سيمتّعكِ بنورٍ لا يخبو. لن يعميكِ نورُ هذه الشمس، وإنّما سيمنحكِ قدرة النظر إليها مباشرة والانبهار بعظمتها الإلهيّة... "ولِلمَوتِ لن يَبْقى وُجودٌ بَعدَ الآن، ولا لِلحُزنِ ولا لِلصُّراخِ ولا لِلأَلَمِ"، ولا شيء يمكنه أن يُظلم النور الذي وهَبَكِ إيّاه الله. وقد قيل ليوحنا في سفر الرّؤيا: "لأَنَّ العالَمَ القَديمَ قد زال".
ها هي الشمس التي قال عنها النبي: "لا تَكونُ الشَّمسُ مِن بَعدُ نوراً لَكِ في النَّهار ولا يُنيرُكِ القَمَرُ بِضِيائِه في اللَّيل بلِ الرَّبُّ يَكونُ لَكِ نوراً أَبَدِيّاً...". هذا هو النور الأبديّ الذي يشّع على وجه الربّ من أجلِكِ. أنتِ تسمعين صوت الربّ، وتتأمّلين في وجهه البهيّ، فتصبحين كالشمس. نحن نتعرّف إلى الشخص من وجهه؛ وعندما نتعرّف إليه، نصبح كالمُستَنيرينَ به. على هذه الأرض، تُصدّقين بالإيمان أمّا هناك فستعرفينه؛ هنا، أنتِ تفهمين من خلال الذكاء؛ لكن هناك، ستستحوذين على الأمور. هنا، "أنتِ ترين في مِرآةٍ رُؤَيةً مُلتَبِسة"، وأَمَّا هناك "فتَكونُ رُؤيتُكِ وَجْهًا لِوَجْه". ع عندها، تتحقّق رغبة النبيّ: " وليضِئ بِوَجهِه علَينا! " ... في هذا النور، ستستمتعين إلى الأبد؛ في هذا النور، ستمشين بدون تعب؛ في هذا النور، سترين النور الأزلي.