رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تأثير التصعيد الحالي على أسعار النفط وسيناريوهات المرحلة المقبلة حال توسعت الحرب

أسواق النفط
أسواق النفط

على الرغم من أن التصعيد الحالي في قطاع غزة لا يشكل تهديدا مباشرا على خطوط الإمدادات النفطية ومصادره الرئيسية في المنطقة، لأنه غير مرتبط بدول نفطية كبرى، فإن الأسواق النفطية تنظر إلى أبعد من ذلك تحديدا، إذ أن هناك العديد من المخاوف بشأن احتمالية توسع الصراع ليشمل أطرافا أخرى، ولا سيما طهران. 

وارتفع إنتاج النفط الإيراني بنحو 750 ألف برميل يوميا منذ بداية العام الماضي، بالإضافة إلى وصول مستويات الإنتاج النفطي الإيراني إلى أعلى مستوى لها في 5 سنوات بحوالي 3.3 مليون برميل يوميا، حيث استفادت طهران من تخفيف التوترات مع واشنطن خلال العام الماضي وتجاوزها لقضية صادرات النفط الإيراني واحتياطياتها النفطية الكبيرة.

وهناك العديد من السيناريوهات المحتملة للصراع الحالي على حركة أسواق النفط المقبلة، حيث تتفاعل أسواق النفط بشكل مباشر مع تلك التطورات الجيوسياسية، وسط سيناريوهات عدة تفرض نفسها على المشهد النفطي العالمي، حال توسع دائرة التوتر وامتداد الصراع بشكل يهدد أمن الطاقة والاستقرار في الأسواق النفطية العالمية “جرس إنذار حقيقي لأمن الطاقة العالمي”.

السيناريو الأول

سيكون تأثير أسعار النفط محدودا، نظرا لبعد منطقة الصراع الحالية عن خطوط الإمداد النفطية المهمة المنابع النفطية الهامة أطراف الصراع الحالية دول مستهلكة للنفط، وعليه يمكن القول إن أسعار النفط الخام قد تشهد ارتفاعا ولكنه محدود، ولكن بشرط أن يظل التأثير الإجمالي للصراع محدودا. تأثير حوالي 4:3 % زيادة في حركة الأسعار، أي السعر سيكون من 80:87 دولار.

السيناريو الثاني

 في حالة التصعيد في غزة وتوسع أطراف جديدة للصراع قد يشمل سوريا ولبنان من خلال هجوم مباشر وحقيقي، فمن الممكن أن يؤدي إلى زيادة محتملة في أسعار النفط الخام، تأثير حوالي 6 -8 % زيادة في حركة الأسعار أي ما يعادل 87:90 دولارا.

السيناريو الثالث

في حالة تصعيد الصراع والحرب ودخول أطراف جديدة للصراع مثل إيران من خلال مواجهة مباشرة ومستمرة، قياسا بما حدث إبان حرب العراق عام 2003ـ فمن الممكن أن يؤدي إلى عودة الإدارة الأمريكية لتضييق الخناق على صادرات النفط الإيراني، والتي وصلت لمستويات عالية، وهو الأمر الذي قد يدفع أسعار النفط لارتفاع فوق مستويات 95 دولار للبرميل النفطي، مع تأثير كير قد يصل إلي 60% في حركة الأسعار، لأن الأمر متعلق بدولة نفطية كبرى، ولذلك يمكن القول إن خفض أو فقدان حوالي 100 ألف برميل يوميا من النفط الإيراني سيؤدي إلى زيادة بمقدار نحو دولار واحد للبرميل خلال العام الجاري.

تجدر الإشارة إلى أن إنتاج النفط الإيراني منذ نهاية العام الماضي2023 بأكثر من حوالي 700 ألف برميل يوميا، مسجلا بذلك أعلى مستوياته في خمس سنوات عند نحو 3 ملايين برميل يوميا.

ويكمن الخطر الكبير في مشاركة إيران في هذه الحرب، وكذلك تعطيلها للملاحة البحرية في مضيق هرمز، وخاصة تعطيل الناقلات التي تشحن النفط، في هذه الحالة قد تصل الأسعار إلى مستويات أعلى من 150 دوًلارا للبرميل النفطي الواحد، كما سترتفع تكاليف الشحن، وكذلك التأمين لأن عنصر المخاطرة علاوة إلي الحرب في هذه الحالة سترفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.