الطريق إلى حديقة الأمراء.. كيف ينجو «الفراعنة» من لدغات «الديوك»؟
تنتظر روجيرو ميكالى، المدير الفنى لمنتخب مصر الأوليمبى، معركة فنية كبرى ضد تييرى هنرى، أسطورة أرسنال ومنتخب فرنسا، القادم بقوة فى عالم التدريب، وسبق أن تولى منصب المدرب المساعد لمنتخب بلجيكا، قبل أن يقود منتخب بلاده الأوليمبى. ويمتلك «الديوك الفرنسية» أقوى خط دفاع فى الأوليمبياد، إذ لم يتلق أى هدف فى ٤ مباريات سابقة، بجانب قوته الهجومية الساحقة، ما يتطلب من «الفراعنة» استعدادات خاصة للوصول إلى نهائى الحلم، المقرر إقامته على ملعب «حديقة الأمراء» فى باريس. وأجرى «ميكالى» تغييرين فى تشكيل منتخب مصر أمام باراجواى، من خلال الدفع بأحمد نبيل «كوكا» فى مركز الظهير الأيسر بدلًا من كريم الدبيس، ومحمود صابر فى الوسط إلى جانب محمد الننى ومحمد شحاتة.
وساهم التغييران فى جعل تشكيل منتخب مصر متوازنًا من الناحية الدفاعية بشكل أكبر، من خلال استغلال قدرات «كوكا» فى الخروج بالكرة، بجانب مهاراته فى الدفاع، فضلًا عن الاستفادة من قدرات «صابر» فى الزيادة العددية بوسط الملعب.
وقد يكون تشكيل منتخب مصر أمام باراجواى هو الأنسب ضد فرنسا، التى تمتلك أقوى منتخب فى الأوليمبياد، خاصة مع استمرار تألق أحمد سيد «زيزو» وإبراهيم عادل وأسامة فيصل.
وصحيح أن «الديوك» يمتلك وسط ملعب فى غاية القوة، لكن قد تكون الأفضلية لـ«الفراعنة»، بعد غياب أبرز لاعبى وسط فرنسا، إنزو ميليوت، لطرده أمام الأرجنتين فى ربع النهائى، وهو المميز فى الزيادة العددية والخروج بالكرة ودعم زملائه فى الثلث الهجومى.
وبقيادة محمد الننى، سيكون الأداء البطولى هو السلاح الأبرز لـ«الفراعنة» ضد منتخب فرنسا القوى، بعد ١٢٠ دقيقة خيالية أمام باراجواى، خاصة من الدقيقة ٧١، بعد تلقى حمزة علاء هدفًا مباغتًا. وبعد هدف باراجواى، قدم المنتخب مباراة فى غاية الروعة حتى ركلات الترجيح، ما ذكر الجميع بجيل حسن شحاتة التاريخى مع منتخب الشباب، خاصة بعدما تراجع الخصم القوى من أمريكا الجنوبية أمام «الفراعنة» طيلة ٥٠ دقيقة كاملة.
وخلال مباراة باراجواى، أجرى «ميكالى» واحدًا من أكثر التعديلات التى ساعدت منتخب مصر فى السيطرة على اللقاء، بعدما أعاد «زيزو» إلى وسط الملعب، ليؤدى أدوار اللاعب «رقم ٨» فى جهة اليمين.
ولتنفيذ هذا التعديل، أخرج المدرب البرازيلى محمد شحاتة، ودفع بدلًا منه مصطفى سعد «ميسى» كجناح أيمن، وخلفه أحمد عاطف «قطة»، ما مكّن «زيزو» و«الننى» من التحكم بالطول والعرض فى عملية بناء اللعب، مع تميز نجم الزمالك بالاختراق من اليسار واليمين.
ونتج عن هذا التعديل فى النهاية هدف التعادل لمنتخب مصر، بصناعة من «زيزو»، الذى قدم مباراة كبيرة للغاية، حتى خروجه متأثرًا بالإصابة فى الدقائق الأخيرة من الشوط الثانى الإضافى. وساهم رجوع «زيزو» إلى وسط الملعب فى الضغط بـ٣ لاعبين من جهة اليمين، بوجود «قطة» و«ميسى» و«زيزو»، ما صنع خطورة أكبر لمنتخب مصر، خاصة مع وجود إبراهيم عادل و«كوكا» فى الجهة الأخرى، ودعمهما من «زيزو» فى بعض الأوقات، وهو ما يمكن تكراره أمام فرنسا فى مباراة اليوم. ولجعل منتخب مصر أكثر خطورة منذ البداية، قد يستغنى «ميكالى» عن محمود صابر، لصالح وجود «زيزو» و«الننى» و«شحاتة» فى الوسط، إلى جانب الدفع بـ«قطة» فى مركز الجناح.
ويتضمن هذا الشكل الاستفادة من محمود صابر كورقة رابحة على مقاعد البدلاء، وإلزام «زيزو» بالدفاع فى جهة اليمين، التى تعتبر نقطة قوة لمنتخب فرنسا، فى ظل تميز الظهير الأيسر أدريان تروفيرت.
ويضم منتخب فرنسا أكثر ٣ لاعبين مؤثرين من «فوق السن» فى الأوليمبياد، بوجود مايكل أوليزى، نجم بايرن ميونخ الألمانى أخطر لاعبى «الديوك» على الإطلاق، بجانب القائد ألكساندر لاكازيت، مهاجم ليون وهدافه، فضلًا عن جون فيليب ماتيتا، مهاجم كريستال بالاس.
ويعتمد تييرى هنرى على طريقة لعب «٤-٣-١-٢»، بوجود «أوليزى» كلاعب حر تحت «لاكازيت» و«ماتيتا» فى الهجوم، ليشكل جناح بايرن ميونخ المنضم حديثًا هذا الصيف حلقة الوصل بين الوسط والدفاع، فضلًا عن تميزه بالتسديدات القوية ولعب الركلات الحرة المتقنة.
وتعتبر الركلات الحرة من أقوى أسلحة المنتخب الفرنسى، ويعتمد «هنرى» عليها بشكل كبير، خاصة مع استغلال طول قامة «ماتيتا» وعناصر الدفاع، إذ يوجه «أوليزى» عرضيات متقنة لمهاجم كريستال بالاس، الذى يتميز باستقبالها وتوجيهها بقوة فى مرمى المنافسين، خاصة على القائم القريب.
وتعد الجبهة اليسرى بقيادة أدريان تروفيرت أقوى جبهات «الديوك»، ما يتطلب من أحمد عيد و«زيزو» جهودًا كبيرة لإيقاف خطورتها، فى ظل تميز ظهير رين بالاختراقات والعرضيات المميزة، مع ميل ألكساندر لاكازيت إلى هذه الجبهة لتشكيل خطورة أكبر.
