القصة الكاملة لعملية اغتيال إسماعيل هنية
استعرض مراسل فضائية "الغد" من طهران تفاصيل جديدة حول اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وكيفية تنفيذ عملية الاغتيال.
وقال مراسل "الغد" في طهران إن بعض التقارير أوضحت أن إسماعيل هنية لم يتم اغتياله من قِبل طائرة مُسيّرة، كما قيل في إيران، أو حتى بسبب إطلاق صاروخ من قِبل طائرة أو عبوة ناسفة.
وأشار إلى وجود صدى كبير حيال هذه المعلومات التي تتحدث عن الطريقة التي اغتيل بها هنية، وخرجت بها إحدى الصحف الأمريكية، موضحًا أن البيانات الرسمية الإيرانية لم تشر إلى أنه تم اغتيال هنية عن طريق مُسيّرة أو صاروخ، واكتفت فقط بعبارة "مقذوف جوي".
ولفت إلى أنه حتى اللحظة لا يوجد تأكيد رسمي عن الطريقة التي اغتيل بها هنية، متابعًا: "نحن بانتظار أن تخرج النتيجة المؤكدة من التحقيق الذي فُتح بالفعل من قِبل الجهات المعنية في القضاء الإيراني".
وفي السياق، قال الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إن الولايات المتحدة ستأخذ خط الدفاع عن إسرائيل وعدم المساس بها، من أي جهة، وهى إحدى مهماتها المركزية الحفاظ على وجود إسرائيل.
ولفت "سهيل" خلال مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية، إلى أن المحادثة التي دارت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تركزت على نشر قوات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط، تتضمن إشارتين مهمتين، الأولى أنه تم إدخال كامالا هاريس إلى خط الهاتف، ما يعني أن المكالمة تضمنت الكثير من الأمور التي تؤثر على سير الانتخابات الأمريكية، حيث يسعى نتنياهو لإحراج الإدارة الأمريكية بمن في ذلك اغتيال إسماعيل هنية.
وأضاف أن الإشارة الثانية ما صدر عن بايدن حينما قال إن اغتيال إسماعيل هنية يضر بمساعي السلام ويبعد إمكانية الوصول لصفقة تبادل الأسرى، وهاتان الإشارتان تقولان إن أهداف نتنياهو واضحة، بما في ذلك جر الولايات المتحدة لمواجهة إقليمية، والتدخل الفظ من نتنياهو في الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب.
وأكد أن المحادثة كلها لم تكن تقييمًا لما جرى، ولا لما هو قادم، وإنما بشأن تدخل نتنياهو في الانتخابات الأمريكية.
وعما إذا كانت الولايات المتحدة تنتوي مهاجمة إيران إذا تطورت الأمور لحرب شاملة، قال دياب "أشك في هذا الأمر، أصبح واضحًا للجميع، كما أن المرشد العام الإيراني في خطابه، كان واضحًا أن الرد قادم وحتمي، أن الرد لن يكون شكليًا، وأنهم يسعون ألا يؤدي إلى مواجهة إقليمية، ويتبقى تحديد التوقيت والأهداف، والتي أكد أنها لن تكون أهدافًا مدنية، وإنما أهداف استراتيجية موجعة لإسرائيل".
فيما قالت وكالة فارس الإيرانية للأنباء، إن التحقيقات الأولية تظهر وقوف إسرائيل وراء اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
وأوضحت الوكالة أن التحقيقات أشارت إلى تعرض مقر إقامة هنية في طهران، وهو منزل بمنطقة الزعفرانية، إلى قذيفة، الأمر الذي أدى إلى تحطم أجزاء من السقف والنوافذ، ومقتل هنية وأحد حراسه.
وأكدت الوكالة أن التحقيقات ذهبت إلى وقوف إسرائيل وراء عملية الاغتيال هذه.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هنية قتل بـ"عبوة ناسفة تم تهريبها إلى دار الضيافة منذ أشهر".
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن العبوة الناسفة التي قتلت هنية "فُجّرت عن بعد".
كما أوضحت "نيويورك تايمز" أن دار الضيافة حيث قتل هنية، تتم إدارتها وحمايتها من قبل الحرس الثوري الإيراني.
من جهته قال الدكتور منير نسيبة، أستاذ القانون بجامعة القدس، إنه تفاجأ بخبر اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مؤكدًا أن اغتيال هنية يعبر عن اختراق أمني ذى شأن عظيم في دولة إيران، ويضع مسئولية كبيرة على السلطات الإيرانية لمتابعة هذا الاختراق.
وأضاف "نسيبة"، خلال مداخلة على برنامج «ملف اليوم»، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لإسماعيل هنية في جميع الأحوال خارج نطاق القانون، موضحًا أن هنية ليس هدفًا عسكريًا، وبالتالي فإن اغتياله لا يقع ضمن الأعمال الحربية التي يسمح بها القانون الدولي، وإنما يقع ضمن الاغتيالات السياسية الخارجة عن القانون.
ولفت إلى أن استهداف قائد سياسي يعمل على التوصل إلى المفاوضات في الوقت الحالي وإنهاء الحرب من خلال التوصل إلى صفقة ما، وهو ما يحمل وجهين، الأول هو جريمة بحد ذاته، لأنه استهداف لسياسي، والثاني أن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لا يريد التوصل إلى نهاية الإبادة الجماعية، وبالتالي يظهر سوء النية في المفاوضات التي يجريها الاحتلال.
وتابع أستاذ القانون أن رئيس وزراء دولة الاحتلال وحكوماته لا يريدون التوصل لاتفاق ينهي هذا العدوان، لأن هناك طموحًا إسرائيليًا في الاستعمار والاستيطان داخل قطاع غزة، وتغيير وجه القطاع على مدى طويل، ويظهر ذلك من خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة.