السودان.. مجاعة دارفور الأكثر فتكًا منذ عقود
حذر مسؤولون أمريكيون من أن المجاعة المؤكدة حديثا في أحد المخيمات المترامية الأطراف للنازحين بسبب الحرب في منطقة دارفور بـ السودان أصبحت خارجة عن السيطرة حيث يمنع المقاتلون في البلاد المساعدات، وتهدد بأن تصبح أكبر وأكثر فتكًا من آخر مجاعة كبرى في العالم قبل 13 عامًا.
وكثفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة وغيرهما من الوكالات الإنسانية المستقلة والحكومية دعواتها لوقف إطلاق النار ووصول المساعدات عبر السودان، وذلك بعد أن أكد خبراء دوليون في لجنة مراجعة المجاعة رسميًا يوم الخميس أن المجاعة في واحد على الأقل من ثلاثة مخيمات مؤقتة عملاقة، والتي تضم ما يصل إلى 600 ألف شخص نزحوا بسبب الحرب في السودان التي استمرت أكثر من عام، قد تحولت إلى مجاعة كاملة.
ووفقا لما أوردته وكالة "أسوشيتد برس" فقد أطلع مسؤولان أمريكيان الصحفيين على تحليلهما للأزمة أمس الجمعة في أعقاب اكتشاف المجاعة، وهو الثالث فقط في تاريخ لجنة مراجعة المجاعة الممتد على مدار 20 عامًا.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: إن الحواجز التي تضعها الأطراف المتحاربة في السودان على الغذاء والمساعدات الأخرى للمدنيين المحاصرين في مخيم زمزم تحقق "أسوأ مخاوف المجتمع الإنساني".
وأظهر تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن الصراع بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور إلى براثن المجاعة.
وأشار البيان إلى أنه من المرجح أن يواجه الناس في السودان ظروفا مماثلة في المناطق الـ 13 المعرضة لخطر المجاعة والتي تم إدراجها في تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر في يونيو 2024.
ضرورة توفير موارد عاجلة ووصول إنساني دون عوائق
من جهتها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمنسقة المقيمة في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، إن المجتمع الإنساني في السودان يناشد توفير موارد عاجلة ووصول إنساني دون عوائق في أعقاب تأكيد تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دافور.
وأكدت أن الأمم المتحدة وشركاءها عملوا على توسيع نطاق الاستجابة في الأشهر الماضية، وأضافت: "لكن الاحتياجات هائلة، ولا توجد لحظة نضيعها".
وأشارت إلى أن المجتمع الإنساني يمضي قدما على جبهات متعددة، بما في ذلك نقل المواد الغذائية والتغذية والإمدادات الصحية والمدخلات الزراعية بشكل عاجل إلى المناطق الأكثر عرضة للخطر، فضلا عن زيادة المساعدات النقدية للمجتمعات المحتاجة، وتوسيع نطاق الوجود في المناطق التي يكون الجوع فيها أكثر حدة.
وشددت على أنه "لتحقيق ذلك، نحتاج إلى إسكات الأسلحة لتمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المحتاجين".
وكانت آخر مرة تمكن فيها عمال الإغاثة من توصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين في المخيمات في دارفور في أبريل الماضي. وتحاصر مليشيا الدعم السريع المنطقة وتتهم بمهاجمة المستشفيات والمخيمات وغيرها من الأهداف المدنية.
يذكر أنه حتى الأول من أغسطس الجاري لم يتم جمع سوى 32% من نداء الاستجابة الإنسانية في السودان، الذي يسعى إلى جمع 2.7 مليار دولار أمريكي.