رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوسف إدريس يتلقي "علقة موت" على كوبري عباس.. ما القصة؟

يوسف إدريس
يوسف إدريس

يوسف إدريس، أحد أعمدة فن القصة القصيرة في مصر والعالم العربي، استطاع أن يعبر بقلمه عن قسوة الظروف المعيشية لآلاف من المصريين قبل قيام ثورة 23 يوليو 1952، وربما رائعته “الحرام” وقصة “نظرة” من أشهر هذه الأعمال التي نقل فيها آلام المحرومين والمهمشين.

وربما كان للحياة القاسية التي عاشها وعايشها “إدريس” في بواكير حياته وراء روعة ما قدمه من أدب خالد مازال شاهدا علي عبقريته الإبداعية. 

يحكي يوسف إدريس في إحدي لقاءاته عبر التلفزيون المصري، عن حياته وكيف أن طفولته والتي قد قضاها بعيدا عن أهله من أجل التعليم والتحصيل الدراسي، وسنوات الصبا التي حرم فيها من كل ألوان المتع لمن هم في سنه ليكون في الصفوف الدراسية الأولي أو كما عبر بكلماته: “لأعوض كل الحرمانات التي عانيتها في طفولتي. ومراهقتي كانت في غربة فمنذ كان عمري 12 سنة استأجرت غرفة بمفردي بعيدا عن أهلي وفي نفس الوقت كنت مسئول عن أخي الصغير الذي يتعلم معي”.

وعن سنوات دراسته خلال المرحلة الثانوية يقول “إدريس” إلي: انتقلت إلي مدرسة دمياط الثانوية اكتشفت أن الحياة الحقيقية لازم تكون علي ضفة مياه.

 الكتابة كمرادف للوجود عند يوسف إدريس

وحول الكتابة وعوالمها وما تمثله لديه أوضح “إدريس”: من المستحيل أن أحيا بدون الكتابة. الكتابة ليست فقط رؤية فنية ولكنها رسالة، ولا يمكن أن نجد عبر التاريخ أن هناك كاتب أو فنان أو موسيقي أو رسام لم يكن لأيا منهم رسالة تجاه مجتمعاتهم وتجاه أوطانهم. وعلي سبيل المثال بيتهوفن الموسيقار العظيم كان مؤمنا بألمانيا وبطولاتها فكان يؤلف سيمفونياته بناء علي إحساس برسالة موسيقية تجاه العصر.و"شكسبير"، كان سياسيا خطيرله آراء في السياسة وفي التاريخ والأسرة الحاكمة الإنجليزية، وكان يكتب مسرحياته ليضمنها آراءه هذه.

ويشدد يوسف إدريس علي: "ليس هناك كاتب يخرج هكذا بدون أن تكون له رسالة، الكاتب، كاتب لأنه في الأساس مؤمن بأن له دور قيادي بين شعبه وبلده وقيادة فكرية خطيرة بالنسبة لمجتمعه. فالشاعر قديما كان شاعر القبيلة هو من يحرضها علي الحرب ويشعل حماستها ويهجو أعداءها.

مشاركة يوسف إدريس في المظاهرات

وحول مشاركته في مظاهرات الطلبة في شبابه، أضاف يوسف إدريس: دائما ما تبدأ الرسالات بالمزاولة، وأتذكر جيدا مظاهرة سنة 1946 وأخدت فيها علقة رهيبة جدا علي كوبري عباس. وعندما يكون الإنسان مؤمن برسالة ما عليه أن يطبق أُفكاره وإيمانه بهذه الرسالة بالفعل علي الأرض، وهو ما انعكس علي كتاباتي، فما كتبته وتماس مع السياسة كان له صدي في الواقع. ودائما ما كانت السياسة هى من تحركني للكتابة.

وعن بدايات الكتابة ومتي ظهرت ميوله إليها تابع يوسف إدريس: لا ترجد موهبة في أي مجال دون استعداد لها، “ومفيش” موهبة بالإرادة وحدها كأن يريد الشخص أو يقرر أن يكتب فيكتب، أو يرغب في أن يغني فيغني. الكاتب أو الفنان يكون ذا شخصية لديها استعداد فطري معين وتأخذ عملية تشكيله معظم طفولته وصباه حتي تتكون لديه القدرات الأساسية. كما يتميز بملامح في شخصيته تختزن التجارب تشاهد الأحداث في الحياة بطريقة معينة، كل هذا يختمر ليخرج في النهاية في شكل فني إبداعي.