الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديسان بيلغرينو وبيانكو الحجاج
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديسان بيلغرينو وبيانكو الحجاج.
وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها: لم يكن القديس بيليغرينو قديساً إيطالياً. تقول القصة أنه كان ابن رومانو، ملك اسكتلندا، وأنه بعد أن تخلى عن تاجه، ذهب في رحلة حج عبر أوروبا ثم إلى الأراضي البعيدة في الشرق؛ ثم نجده مرة أخرى في إيطاليا، حيث زار مزارات بلادنا، حتى توقفت رحلته في قرية جبال الألب التي تحمل اسمه اليوم وحيث توفي عام 643 م.
تقول القصة أن القديس بيليغرينو اتخذ من جذع شجرة زان مجوّف مسكنًا له، ومن تلك البقعة الناسكة بدأ معركة لا هوادة فيها ضد الشرير وإغراءاته. كان بيليغرينو صديقًا للحيوانات، وكان يقوم بنشاط لمساعدة الرومان المنعزلين الآخرين الذين مروا في تلك المنطقة المنيعة، وهكذا استبق الضيافة التي ستُبنى في العصور الوسطى تحديدًا كمحطة لمساعدة الحجاج ورعايتهم.
عند وفاة القديس بيليغرينو، واصل تلميذه القديس بيانكو عمله، والآن يرقد ما يُعتقد أنه رفاتهما داخل نفس الضريح داخل المزار. واعتاد الحجاج على حمل حجر ككفارة. وفي الأزمنة الماضية، كان أولئك الذين يأتون إلى سان بيليجرينو لتكريم أضرحة القديسين يحملون معهم حجراً كبيراً كعلامة على التوبة، حتى أنه على مر القرون تكونت كومة ضخمة من الحجارة.
أدّت حياة القدّيس، أو ما يُتصوّر أنها كانت حياة القدّيس بيليغرينو، إلى خلق أساطير أخرى التقت فيها المعتقدات الوثنية والمسيحية. وتبقى خلفية هذه الأساطير دائماً ”سيلفا تينيبروسا“، تلك السلسلة الجبلية في جبال الأبنين التي لطالما اعتبرت أرضاً برية وغير مضيافة والتي كان المسافرون يمرون عبرها على غير رغبة منهم. مثل أي أرض غير مألوفة، كان يتصور أنها مليئة بالوحوش، إن لم تكن أيضًا حيوانات أسطورية تحكمها قوى الشر، ولم يكن لقديس مثل القديس بيليغرينو إلا أن يجد فيها مادة وفيرة يواجه بها من أجل التقدم على طريق القداسة، لمجد الله الأعظم.