حرب شاملة.. سيناريوهات كارثية تنتظر المنطقة بعد حادث اغتيال هنية في طهران
ضربة مزدوجة نفذتها إسرائيل خلال الساعات الماضية بقصف مقر إقامة فؤاد شكر القيادي في حزب الله في بيروت، وقصف مقر إقامة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال تواجده في إيران، ويهدد اغتيالهما بجر منطقة الشرق الأوسط إلى سيناريوهات كارثية، إذا ما قررت إيران وحزب الله وحماس الرد على إسرائيل بشكل مباشر.
سيناريوهات كارثية.. الحرب الشاملة تنتظر الشرق الأوسط بعد الاغتيالات الأخيرة
وأفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن الحرب الإسرائيلية الوحشية في غزة وما تبعها من اغتيال لإسماعيل هنية وفؤاد شكر، تنذر بحرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن تواجه إسرائيل حرب ومعارك على عدة جبهات.
وفي خطاب متلفز، مساء أمس الأربعاء، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل وجهت "ضربات ساحقة" لأعدائها في الأيام القليلة الماضية، لكنه لم يذكر وفاة هنية.
وقال نتنياهو: "سنحاسب كل من يؤذينا، وكل من يذبح أطفالنا، وكل من يقتل مواطنينا".
وفي خطاب عدواني، قال إنه لم "يستسلم" للدعوات السابقة لإنهاء الحرب في غزة "ولن أستسلم اليوم"، واعترف بأن "هذه أيام صعبة"، لكنه أكد أن إسرائيل "مستعدة لأي سيناريو".
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن الممارسات الإسرائيلية الوحشية وخطاب نتنياهو العدواني من شأنه تقويض أي آمال متبقية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير المحتجزين في المستقبل القريب، وسط أزمة إنسانية كارثية في القطاع، حيث كان هنية قد لعب دورًا قياديًا ممثلًا لحماس في مفاوضات الهدنة التي استمرت شهورًا، والتي بدت مرارًا وتكرارًا وكأنها وصلت إلى حافة التقدم، ولكنها انهارت في اللحظة الأخيرة.
وفي بيان صدر بعد الضربة، قال منتدى الرهائن والأسر المفقودة ــ الذي يناضل من أجل تحرير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة ــ إن "العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدى الأشهر العشرة الماضية لم تحقق الإنجاز الأكبر المطلوب منها وهو تحرير المحتجزين"، وطالبوا حكومة نتنياهو بالمضي قدمًا في المفاوضات.
أضافت الشبكة الأمريكية، أن إسرائيل اغتالت من قبل القيادي في حماس صالح العاروري خلال تواجده في لبنان خلال يناسر الماضي، ولم يؤثر اغتياله في الحركة، وكذلك اغتيال هنية من المتوقع ألا يؤثر على الحركة بالسلب.
تابعت أن التأثير الذي يخلفه الاغتيال على أي قائد منفرد في حماس من الصعب التنبؤ به، نظرًا لمرونة الحركة في تعيين القادة واستبدالهم والشبكة الواسعة والغاضمة التي تعمل من خلالها، حيث تمكنت الحركة كثيرًا من الصمود أمام اغتيال أكبر قادتها الرئيسيين ولعل أبرزهم الشيخ أحمد ياسين، الأب الروحي ومؤسس الحركة وعبد العزيز الرنتيسي حيث استشهد الثنائي خلال أسابيع فقط في عام 2004.
وأوضحت الشبكة أن اغتيال هنية يتركها دون زعيم علني، ما يعني إمكانية تأثر عملياتها الدولية، ولكن التأثير الأكبر سيكون على كافة أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
وقال العميد (احتياط) عساف أوريون، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن الوفاتين "تزيدان من احتمال رد المحور، وإضافة إيران وهجمات بالوكالة أخرى إلى القائمة".
وأضاف: "في حال كان الرد من كافة الجبهات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط، ستكون الحرب شاملة ومدمرة وعلنية، سيكون ضحيتها كافة دول المحور الإيراني وهي العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة المدمرة بالفعل".
وتابعت الشبكة أن الحرب الإسرائيلية في غزة أخرجت الحرب الخفية الطويلة الأمد مع إيران إلى العلن وألهبت الرأي العام العالمي.
في خطاب ألقاه في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء، ألقى سفير إيران لدى الأمم المتحدة باللوم على الولايات المتحدة في وفاة هنية، قائلًا إنه لم يكن من الممكن أن يحدث ذلك بدون إذن الولايات المتحدة ودعم الاستخبارات.