رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القاهرة الإخبارية» ترصد تداعيات اغتيال إسماعيل هنية

إسماعيل هنية
إسماعيل هنية

رصدت "القاهرة الإخبارية" عبر محلليها وخبرائها السياسيين المشهد السياسي الدولي عقب موجة الاغتيالات التي شهدها العالم صباح اليوم بعد اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية والرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر.

وقال اللواء محمد عبدالمنعم، مساعد رئيس هيئة الاستخبارات المصرية، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق إن كل الادعاءات والتصريحات التي ذكرها المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية قبل قليل، تأتي في إطار سعي إسرائيل للتغطية على فشل العسكري في تحقيق أهداف العملية العسكرية في قطاع غزة.

أضاف عبدالمنعم، الأربعاء، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "منتصف النهار"، المُذاع عبر "القاهرة الإخبارية" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يعبأ بملف الأسرى والمحتجزين وأن التصعيد الإسرائيلي باغتيال الرجل الثاني في حزب الله وقائد حماس إسماعيل هنية الطرف الرئيسي في الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة في كل المباحثات والمفاوضات ستكون لها تداعيات خطيرة على الجهود القادمة للوصول إلى اتفاق، وهذا ينتج عنه تجميد تلك المفاوضات لفترة وهذا ما يفعله نتنياهو.

أكد أن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية التي تقوم بها تل أبيب قد تدفع فصائل المقاومة جميعًا لردود أفعال لن ينتج عنها سوى خسائر لكل الأطراف، لافتًا إلى أنه بعد هذا المشهد نجحت إيران وخسرت إسرائيل، إذ نجحت إيران في توحيد وزيادة أواصل الصلة بين جميع أطراف المقاومة ضد إسرائيل، وخسرت إسرائيل وذلك بتهديد الشعب اليهودي في جميع أنحاء إسرائيل وجعلته في حالة ترقب وانتظار بجوار الملاجئ ومنتظر أي أعمال وأي ضربة قادمة ضد أهداف داخل العمق الإسرائيلي.

فيما قال د.علي الأعور، خبير بالشئون الإسرائيلية إن الأمة العربية والإسلامية فقدت اليوم قائد عظيم بعد اغتياله على أيدي الاحتلال الصهيوني بالعاصمة الإيرانية طهران.

وأكد الأعور، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مطروح للنقاش" المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الكيان الصهيوني يعلم جيدًا أن هيبته العالمية انخفضت كثيرًا بعد حادث 7 أكتوبر.

وأضاف أن نتنياهو حتى اليوم لم يتمكن من التخلص من كتائب القسام وبسبب هذا الفشل توجه نتنياهو إلى الاغتيالات الفردية.

وأوضح أن الاحتلال لم يفلح إلا في التدمير والقتل، هو يتحدى العالم اليوم، والكيان الصهيوني اليوم مُسعر حرب يريد أن يحرق المنطقة بالكامل، لذلك أراد أن يضرب في لبنان وفي إيران، وهو يعلم أن لبنان وإيران والمقاومة لن تمرر له هذا الإجرام إطلاقًا، ولن تمرره مقاومتنا وكتائب القسام إطلاقًا.

وعلّق د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على الأراضي الإيرانية.

وقال فهمي في مداخلة لقناة "إكسترا نيوز" إن هذا الحدث غير مسبوق لكنه كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء المرسومة في إطار ما يجري سواء في غزة أو تجاه حزب الله.

وأشار إلى أن إسرائيل اغتالت عددًا من القيادات الميدانية في الصف الثاني لحزب الله، وكان متوقعًا أن تغتال عددًا من العناصر الموجودة في إيران وتركيا ولبنان.

وتابع: "إسماعيل هنية لم يكن على قوائم الاغتيالات، والقيادات الميدانية هى التي كانت تستهدفها إسرائيل"، موضحًا أن من ضمن أسباب اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية هى فشلهم في الداخل وعدم الوصول للمحتجزين أو قيادات حماس الميدانية داخل قطاع غزة؛ لذلك اتجهوا لاغتيال إسماعيل هنية لتحسين صورة إسرائيل.

فيما قال الدكتور عماد البشتاوي أستاذ العلوم السياسية، إن الشعب الفلسطيني اليوم وربما العالم العرب والإسلامي استيقظ على صدمة لم تكن متوقعة حقيقةً إذ تم اغتيال رأس الهرم السياسي في حركة حماس وهو إسماعيل هنية واغتياله في طهران، مشيرًا إلى أن هذه عملية الاغتيال حملت أكثر من دلالة سواء إنسانية وسياسية واستراتيجية.

وأضاف البشتاوي، اليوم الأربعاء، خلال مداخلة ببرنامج "منتصف النهار"، المُذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن عملية اغتيال هنية كانت مستبعدة لأن إسماعيل هنية هو الذي يقود التيار المعتدل في حركة حماس ليس فقط في هذه الفترة وإنما منذ فترات سابقة، وهو الذي كان متحمسًا لفكرة إبرام الصفقة وإنقاذ الشعب الفلسطيني من الأهوال التي يعيشها، وبالتالي كأنه في إسرائيل لا تريد حتى لهذا الجناح الذي ينحو باتجاه إبرام الصفقة أن يستمر هذا التيار بالعمل.

وأوضح أن هناك تداعيات إنسانية وهي تتعلق بالشعب الفلسطيني لكن علينا أن نأخذ الجانب الإيجابي في هذا الموضوع ألا وهو أنه ليست المرة الأولى التي يتم من خلالها اغتيال أمناء عاميين للتنظيمات الفلسطينية حركة فتح وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وتنظيمات أخرى كثيرة، ومع ذلك استمرت التنظيمات الفلسطينية بالعمل.

وأكد أن إسرائيل تغيب عنها فكرة مهمة أن عمليات الاغتيال تحديدًا عند الشعب الفلسطيني وتنظيماته تزيد من قوة التنظيم، والعمليات العسكرية تزيد من قوة التنظيم، مشيرًا إلى أنه لم يتعلق ولم يتوقف أي تنظيم فلسطيني على شخصية بعينها مهما كان حتى حركة حماس، فالمؤسس اغتيل وجاء من بعده وتم اغتياله إلى أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه الآن.

كما قال د.محمد محسن أبوالنور، خبير السياسات الدولية والمتخصص في الشأن الإيراني، إن إيران ستتأثر تأثرًا كبيرًا بعملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لأنها هي المستهدفة أصلًا وليس حماس، فإيران هي المتضرر الأكبر من هذا الاغتيال وليس حماس.

أضاف أبوالنور، الأربعاء، خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن اغتيال هنية له علاقة بالزمان والمكان، فالزمان هو بعد ساعات من لقاء رأس الدولة في إيران وهو المرشد الأعلى علي خامنئي ورئيس السلطة التنفيذية ورئيس الحكومة في إيران، وهو الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان وكان هنية قد شارك في البرلمان الإيراني في حفل أداء اليمين الدستورية، ثم توجه وقابل بعض الأشخاص، ثم توجه إلى بيت آمن تابع للحرس الثوري في شمالي طهران، مؤكدًا أن هذا الحدث يجرح إيران جرحًا عميقًا جدًا فيما يتعلق بمنظومتها الأمنية ويكسر هيبتها بشدة أمام الحلفاء الداخليين والإقليميين والدوليين.

وأوضح أن هذا الحدث سوف يستتبع ردًا إيرانيًا جبريًا على هذه العملية على غرار ما تم في شهر أبريل الماضي، مشيرًا إلى أن الشخصية الإيرانية شخصية هادئة جدًا يصعب استفزازها بحيث إنها تقوم بخطوات غير محسوبة.

وتابع "المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني والذي يرأسه وفقًا لمادة 176 من الدستور هو الرئيس الإيراني المنتخب اجتمع فجرًا في بيت القيادة في منزل علي خامنئي، ما يعني أن هناك قرارًا على مستويات عليا سيتخذ أو اتخذ بالفعل لكن كيف سيتم هذا الرد، الرد سيكون  دقيقًا وبمشرط جراح حتى لا يستتبعه توسيع نطاق الحرب إقليميًا أو انفجار الوضع في الإقليم، لأن إيران تعرف أن ذلك يخدم إسرائيل أكثر مما يخدم أي طرف آخر ويخدم نتنياهو الذي يريد توسيع الحرب حتى يستمر ويبقى على رأس السلطة في تل أبيب مهما كلفه ذلك من دمار في الإقليم".

أشار إلى أن الرد الإيراني سيكون ردًا مباشرا يستتبعه رد من كل الأطراف الوكلاء والشركاء لإيران في الإقليم.