رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهجوم على بيروت.. هل تخطط إسرائيل لحرب شاملة مع لبنان؟

الهجوم على بيروت
الهجوم على بيروت

استهدفت غارة إسرائيلية مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله وفق ما أفاد به مصدر مقرب من حزب الله لوكالة "فرانس برس"، وذلك بعد 3 أيام من توعد إسرائيل بالرد على هجوم مميت في الجولان المحتل نسبته إلى الحزب.

قال المصدر، من دون الكشف عن هويته إن القصف استهدف مبنى في محيط مجلس الشورى التابع لحزب الله في حارة حريك، فيما أفاد شهود عيان عن دوي قوي تردد صداه في المنطقة، تبعه انبعاث سحابة دخان كثيفة.

سقوط مدنيين

ويرى المحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية يؤكد أن كل الكلام عن ضمانات غير مجدٍ، وهي رسالة قاسية لحزب الله؛ لأنه هذه المرة استهدف مسئولًا في الحزب، والأمر الآخر أن هناك مدنيين سقطوا بين قتيل وجريح.

وقال العاقوري لـ"الدستور": حتى هذه اللحظة لا مؤشرات على دخول إسرائيل حربًا شاملة، لأن بنك الأهداف والاغتيالات التي نجحت بمعظمها توجع الحزب، ولا تكبد إسرائيل الكثير من الخسائر، مستبعدًا أن تكون لدى إسرائيل النية للدخول في حرب شاملة في الوقت الحالي.

وأضاف أنه لطالما ردد السيد حسن نصرالله أنه مقابل كل مدني مدني ومقابل قصف بيروت قصف تل أبيب، فالمسألة مفتوحة، وحزب الله أمام ساعة الحسم، هل يحقق ما كان يرفعه نصرالله، أم يكتفي برد محدود نسبيًا لا يتلاءم مع حجم الضرر؟.

وتابع أن كل السيناريوهات واردة فيما يتعلق بجبهة الجنوب، لأن اللاعب الإسرائيلي لا يمكن التكهن بمدى التزامه بأي موقف قد يكون ضربة لعواصم القرار التي تعمل على التهدئة في لبنان. 

وحول إصرار إسرائيل والولايات المتحدة على تحميل حزب الله مسئولية الهجوم على مجدل شمس رغم نفي الحزب ذلك، قال العاقوري: "من البديهي أن تحمل إسرائيل المسئولية لحزب الله، ومن الطبيعي جدًا أن تكون الولايات المتحدة واقفة إلى جانب إسرائيل، فهي حليفتها التاريخية".

وأشار إلى أن المسألة تكمن في أن هذا الهجوم هو نتيجة  لسبب، والسبب يتمثل بإقدام حزب الله على خطف القرار اللبناني حين فتح الجبهة في الثامن من أكتوبر منفردًا، مستبيحًا القرار السيادي بالحرب والسلم في لبنان.

واختتم بالقول: لبنان الشعب والدولة غير جاهز لأي ضربة، ويجب ألا ننسى أن لبنان يعيش اليوم أسوأ أزمة ليس في تاريخه بل في التاريخ المعاصر، فنحن نعيش انهيارًا ماليًا واقتصاديًا غير مسبوق، وفراغًا رئاسيًا طويلًا، وحكومة تصريف أعمال بصلاحيات محدودة.

فشل نتنياهو

وقال المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز، إن فشل رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تحقيق أي هدف للحرب على غزة على امتداد عشرة أشهر، وأحدث انشقاقًا خطيرًا داخل المجتمع الإسرائيلي وبين أركان حكومته المتوحشة، إضافة إلى إلحاق انهيار بسمعة إسرائيل عالميًا وفي محافل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية مع تغيير عميق في النظرة إلى إسرائيل على مستوى الرأي العام العالمي، يحدث لأول مرة في جامعات الولايات المتحدة ودول أوروبا، ما أدى إلى متغيرات انتخابية قلبت المقاييس.

أضاف الرز لـ"الدستور"، أنه لذلك لجأ نتنياهو إلى أسلوب الهروب إلى الأمام باتجاه محاولة شن عدوان موسع على لبنان، علمًا بأنه كان قد أعلن أمام الكونجرس الأمريكي عن أهدافه للمرحلة المقبلة وهي تتلخص في نقطتين: أولاهما السيطرة على كامل فلسطين تحت زعم أنها إرث من أجداده، وثانيتهما محاولة تصوير إسرائيل وكأنها رأس حربة في مواجهة إيران وأدواتها في المنطقة.

وتابع بقوله: لذلك رأينا كيف تم تكثيف المجازر الإسرائيلية في غزة ثم العمل على تحميل حزب الله مسئولية الصاروخ الذي سقط في بلدة مجدل شمس العربية المحتلة في الجولان السوري.

واستطرد: "إذا كان نتنياهو قد فشل في تحقيق أي انجاز في غزة على امتداد عشرة أشهر، فهل سيكون قادرًا على تصفية الوجود الفلسطيني؟ وإذا كان حزب الله لم يستهدف طيلة معاركه المدنيين الإسرائيليين وركز على تجمعات الجيش ومراكزه في الأراضي اللبنانية المحتلة، فهل يكون هو الذي أطلق الصاروخ على أطفال عرب في بلدة سورية طالما انتفضت بوجه إسرائيل ورفض أهلها الجنسية الإسرائيلية؟ وإذا كانت العلاقات العربية الإيرانية تتجه نحو حل الأزمات اعتمادًا على الحوار الإيجابي فإن محاولة نتنياهو لتصوير إيران على أنها البعبع المخيف للعرب أصبحت متهافتة وطوتها الظروف الجديدة".

وأكد أن هدف نتنياهو في مواجهة لبنان هو التملص من مفاوضات تبادل الأسرى والتخلص من أي دعوة لوقف إطلاق النار إضافة إلى سعيه للبقاء على رأس الحكم في ظل الحرب التي يشعلها ويحاول توسيعها في لبنان وغيره.

وشدد على أن أهداف نتنياهو سوف تسقط في لبنان أكثر مما سقطت في غزة، فالإرباك الإسرائيلي في التعامل مع لبنان هو سيد الموقف، خاصة إذا ما تحولت الاعتداءات على لبنان إلى حرب موسعة لن يكون في وسع الجيش الإسرائيلي المنهك بمعارك غزة تحملها، فكيف إذا كانت ترسانة حزب الله تحوي كمية ضخمة من الصواريخ الدقيقة مع منظومة دفاع جوي متكاملة وشبكة إلكترونية متقدمة وقوة بحرية؟