"تخوفات واسعة".. شركات الطيران تلغي رحلاتها إلى لبنان خوفا من التصعيد الأمني
ألغت العديد من شركات الطيران أو أجلت رحلاتها إلى مطار العاصمة اللبنانية بيروت، مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، بعد ضربة في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل والتي أسفرت عن مقتل 12 طفلا ومراهقا، ويتهم حزب الله في شنها.
وبحسب وكالة “رويترز” فإن الخطوط الجوية الفرنسية، أعلنت تعليق منذ أمس الاثنين، الرحلات الجوية بين باريس وبيروت، موضحة أن هذا بسبب الوضع الأمني المتدهور، يأتي في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، والخوف من ضربة جوية إسرائيلية على مطار بيروت.
وبينت الخطوط الفرنسية أنها ستراقب الوضع في لبنان، وستغير من موقفها في حالة هدوء الوضع.
كما ألغت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، ما يصل إلى 80٪ من رحلاتها المجدولة وحولت 14 من طائراتها إلى دول أخرى، بما في ذلك قبرص وقطر وفرنسا، خوفا من استهدافها من قبل الطيران الإسرائيلي.
كما أعلنت شركات لوفتهانزا الألمانية وشركة سويس أيرلاين السويسرية ويورو وينجز وغيرها من الشركات، تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى الخامس من أغسطس المقبل، بسبب التطورات الحالية في لبنان والشرق الأوسط.
كما أظهرت لوحة معلومات الرحلات الجوية في مطار بيروت، الذي يعد المطار الوحيد في لبنان، إلغاء شركات أخرى لرحلاتها، بينها شركة الخطوط الجوية التركية وشركة “صن اكسبرس” “ وشركة إيجن أيرلاينز اليونانية، والخطوط الجوية الإثيوبية.
كما ألغت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، رحلات هي الأخرى كانت مقررة إلى مطار بيروت، موضحا أن الاضطرابات في جدول أعمالها يرجع إلى مخاطر التأمين.
شركات الطيران متخوفة من تعرص طائراتها لضربات
وتخشى الشركات من أن تتعرض طياراتها لضربات، الأمر الذي سيسبب ضحايا، ولم تستطع الحصول على تأمين لطائراتها أو تأمين للمسافرين على متن رحلاتها.
إلى جانب ذلك، يخشى العاملون على الرحلات المتجهة إلى لبنان، العمل على هذه الرحلات، الأمر الذي يجعل الشركات تواجه نقص في العاملين لها لهذه الرحلات.
وبحسب الوكالة، فقد ارتفعت تكاليف التأمين على الرحلات المتجهة إلى لبنان بنحو 30٪.
إلى جانب ذلك، طالبت عدد من الدول، على رأسها فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة ودول أوروبية مواطنيها بمغادرة لبنان، أو عدم الذهاب إليها، خوفا من حرب مباشرة بين حزب الله ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وتراجع عدد السياح الداخلين في لبنان بنحو 40٪ خلال الأيام الأخيرة، مع هرع الكثير من الأجانب لمغادرة البلاد، الأمر الذي يعمق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها لبنان.
ويعد قطاع السياحة، أحد القطاعات الرئيسية للعملة الأجنبية وللاقتصاد اللبناني، والذي يواجه أزمة عاصفة منذ أربعة سنوات، أجبرت الحكومة على وقف العديد من الخدمات، أهمها الكهرباء والصحة.
ويخشى الكثيرون من أن حرب في لبنان ستكون مدمرة، في ظل نقص الأدوية والامدادات الطبية، والمستشفيات، إضافة إلى عدم قدرة البلاد على تحمل أزمة اقتصادية مجددة.
وفي 27 يوليو، قتل 12 طفلا داخل ملعب كرة قدم في قرية مجدل شمس على مرتفعات الجولان، ينتمون للطائفة الدروزية، ووجهت اتهامات لحزب الله بإطلاق الصاروخ الذي سقط على الملعب.
وتسبب الحادث في مخاوف عالمية من شن إسرائيل عملية عسكرية داخل لبنان، ردا على الهجوم.
ومنذ اندلاع التصعيد بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر الماضي، قتل العشرات من اللبنانيين في جنوب البلاد، جراء التصعيد بين الطرفين، كما هرب ما يقرب من 100 ألف من المواطنين إلى الشمال، تاركين قراهم كمناطق أشباح خوفا من تعرضهم للقصف.