بعد رحيلها .. أبرز أعمال الكاتبة الأيرلندية إيدنا أوبراين
توفيت الكاتبة الأيرلندية إيدنا أوبراين، التي عبرت عن تعقيدات وتناقضات حياة الكثير من النساء في مسيرتها الأدبية التي استمرت أكثر من نصف قرن، عن عمر يناهز 93 عاما بعد مرض طويل، حسبما أعلن وكيل أعمالها.
رحيل الكاتبة الأيرلندية إيدنا أوبراين عن عمر 93 عامًا
ووفقًا لصحيفة ذا جارديان البريطانية، فإن الكاتبة إيدنا أوبراين، قدمت أصوات النساء المكافحات، في سلسلة من الروايات التي بدأت برواية "بنات البلد" والتي حُظِرَت في البداية في أيرلندا ولكنها حظيت بالتقدير في الخارج، فأعطت أوبراين صوتًا للنساء اللواتي يكافحن ضد القمع والحياة الريفية.
واتسع نطاق أعمالها الروائية، حيث صدر لها لاحقًا روايات خيالية مثل "بيت العزلة" و"الكراسي الحمراء الصغيرة"، لكنها حافظت دائمًا على الذكاء الحاد والجرأة التي جعلت الروائي الراحل فيليب روث، يصفها ذات يوم بأنها "المرأة الأكثر موهبة في كتابة القصص الخيالية باللغة الإنجليزية".
قال ناشرها، فابر، إنها كانت "واحدة من أعظم الكاتبات في عصرنا" مضيفًا "لقد أحدثت ثورة في الأدب الأيرلندي، حيث صورت حياة النساء وتعقيدات الحالة الإنسانية في نثر مضيء ومختصر، وكان له تأثير عميق على العديد من الكتاب فيما بعد.
وأضاف: "كانت إيدنا، التي كانت تتمتع بروح التحدي والشجاعة، تسعى باستمرار إلى اقتحام آفاق فنية جديدة، والكتابة بصدق، من مكان مليء بالمشاعر العميقة، وكان حيوية نثرها يعكس شغفها بالحياة".
محطات في حياة الكاتبة إيدنا أوبراين
ولدت أوبراين في إحدى قرى مقاطعة كلير عام 1930، وكانت أصغر أفراد عائلة كبيرة كان والدها مدمنًا على الخمر ومقامرًا، حيث كتبت عن طفولتها قائلة إنها كانت مليئة "بمشاكل المال، ومشاكل الشراب، وكل أنواع المشاكل الأخرى"، وبعد أن حصلت على مؤهل صيدلانية عام 1950، تزوجت من الكاتب إرنست جيبلر ضد رغبة أسرتها، وهو القرار الذي وصفته في عام 2011 في إحدى حواراتها الصحفية، بأنه "انتقال من أسرتها إليها؛ من بيت يملؤه التحكم إلى بيت تحكم آخر".
وعندما انتقل الزوجان إلى لندن مع ابنيهما في عام 1959، بدأت أوبراين العمل لدى دار النشر هاتشينسون، التي كلفتها بعد فترة وجيزة بإنتاج رواية.
حظر روايتها في أيرلندا
وعكفت الكاتبة على تأليف روايتها "بنات البلد" في ثلاثة أسابيع، وهي مليئة بالذكاء والمشاعر، تم حظر الرواية بسرعة في أيرلندا، كما حدث مع روايات أوبراين الست التالية، بدءًا من جزأين على نهج مسار رواية فتيات الريف وهم: رواية الفتاة الوحيدة عام 1962، ورواية الفتيات في سعادتهن الزوجية عام 1964.
وانتهى زواج أوبراين في عام 1967، لكن الخيال استمر، فصدر لها بعد ذلك رواية "مكان وثني" في سبعينيات القرن العشرين، وتحكي الرواية كيف تتعرض فتاة صغيرة للإغراء من قِبَل كاهن، وتتحدث الراوية عن نفسها بضمير المخاطب، في حين تقدم رواية "الوقت والمد" التي نُشرت في عام 1992 صورة قاتمة لامرأة تمر بطلاق محرج وتكافح من أجل حضانة ابنيها.
وسبق صرحت الكاتبة في عام 2011 أن الحياة كأم عزباء كانت صعبة، قائلة: "لكنني كنت قادرة على القيام بذلك، بدا الأمر وكأنني أمتلك طاقة لا نهاية لها في ذلك الوقت، كنت أستطيع الطبخ والتنظيف والكتابة".
كما تناولت في كتابها "على ضفاف النهر" الجدل الدائر حول الإجهاض، في حين تناول كتابها Wild Decembers المواجهة بين الحداثة والتقاليد.
جوائز وتكريمات
ونالت الكاتبة سلسلة من الجوائز الأدبية منها جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية القلم الأيرلندية لعام 2001، وميدالية يوليسيس لعام 2006، وتحول الموقف الوطني تجاهها، كما منحها الرئيس الأيرلندي مايكل دي هيجينز أعلى وسام أدبي في البلاد، وهو وسام "ساوي أوف أوسدانا"، في عام 2015، ووصفها بأنها "راوية الحقيقة الشجاعة" التي استمرت في الكتابة دون خوف.
كما فازت بجائزة "فرانك أوكانر"، وهي الجائزة التي سبق وفاز بها كل الكتاب هاروكى موراكامى، وجومبا لاهيرى وسيمون ون بوى.