بعد تهديداته بغزو إسرائيل مثل ليبيا وكاراباخ.. ماذا وراء تهديدات أردوغان؟
كثف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، تهديداته ضد إسرائيل، عندما هدد بغزو إسرائيل، وقال الرئيس التركي في اجتماع سياسي للتنظيم الإقليمي لحزب العدالة والتنمية في مدينة ريزا شمالي بلاده: "كما دخلنا كاراباخ وليبيا، سنفعل الشيء نفسه مع إسرائيل"، مضيفًا: "سنفعل الشيء نفسه معهم، لا يوجد سبب يمنعنا من القيام بذلك. نحتاج فقط إلى أن نكون أقوياء حتى نتمكن من المشاركة فيه، هذه الخطوات. يجب أن نكون أقوياء للغاية حتى لا تتمكن إسرائيل من القيام بذلك بفلسطين".
وردًا على تصريحات أردوغان، هدد وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قائلًا: "أردوغان يسير على طريق صدام حسين ويهدد بمهاجمة إسرائيل. فقط دعه يتذكر ما حدث هناك وكيف انتهى الأمر". وعلى الكلمات التي نشرها على شبكة "إكس"، أرفق كاتس صورة للرئيس التركي- إلى جانب صورة صدام حسين الملتحي، بعد أن اعتقلته القوات الأمريكية.
كما هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أردوغان قائلًا: "إنه مرة أخرى يهاجم، هو يشكل خطرًا على الشرق الأوسط. يجب على العالم- وخاصة أعضاء الناتو- أن يدينوا بشدة تهديداته الشنيعة ضد إسرائيل وإجباره على إنهاء دعمه حماس. لن نوافق على تهديدات هذا الديكتاتور".
تكثيف انتقادات أردوغان
قبل الحرب، كان أردوغان مشغولًا بالتقرب من إسرائيل، في سبتمبر الماضي، قبل أسبوعين ونصف فقط من اندلاع الحرب، التقى برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نيويورك، وكان الحديث في حينه أن أردوغان يريد التقرب من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ويريد تهدئة خلافات تركيا مع العالم العربي كذلك.
لكن منذ اندلاع الحرب، كثف أردوغان تدريجيًا انتقاداته لإسرائيل، وسرعان ما عاد إلى سابق عهده بهجمات حادة وخطابات عنيفة، ومهاجمته لنتنياهو، ولم يكتف بالانتقادات، بل إنه ذكر أن حماس ليست "منظمة إرهابية"، واستضاف كبار مسئوليها في بلاده وأشاد بهم، بحسب تقرير للمحل "إيتمار إيشنر" في صحيفة يديعوت أحرونوت.
في مايو الماضي، أعلنت تركيا أيضًا عن وقف التجارة مع إسرائيل، على الأقل حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس، بعد ذلك، خففت وزارة التجارة التركية القرار عندما سمحت للمستوردين الذين يعملون بالفعل مع المصانع من تركيا، أو لديهم عقد موقع ولم يبدأوا العمليات بعد، الاستيراد منها.
وفي نهاية يونيو، انتهكت تركيا بشكل صارخ اتفاقية الطيران الثنائية مع إسرائيل، عندما رفضت في مطار أنطاليا تزويد طائرة إسرائيلية هبطت هناك بالوقود بسبب حالة طبية طارئة، وقبل أسبوعين، احتفلت تركيا بعيد الأضحى، بمظاهرات كراهية ضد نتنياهو وبايدن.
وقالت الدكتورة جاليا ليندنشتراوس، الباحثة البارزة والخبيرة في الشأن التركي بمعهد دراسات الأمن القومي INSS، في إشارة إلى تهديدات أردوغان: "إن السياسة التركية تجاه إسرائيل تتصاعد منذ اندلاع الحرب". هناك ضغوط داخل النظام السياسي الداخلي التركي لاتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل بسبب تصرفاتها في غزة. وكانت هذه الضغوط ناجحة بالفعل في الأشهر السابقة وأسفرت عن مقاطعة اقتصادية كاملة لإسرائيل، ولكن هناك دفع لاتخاذ خطوات إضافية، بحسب تقرير أحرونوت.
نتنياهو من جانبه، انتقد تركيا في خطابه في الكونجرس، وردًا على ذلك، دعت تركيا إسماعيل هنية لإلقاء خطاب أمام البرلمان التركي.
فيما فسرت "أحرونوت" أن تركيا لا تريد أن ترى تصعيدًا بين إسرائيل ولبنان من شأنه أن يضرها أيضًا، وتحاول من خلال التهديدات الضغط على إسرائيل لكي تتصرف بضبط النفس.