رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يبدأ الثلاثاء ويستمر حتى 17 أغسطس.. دليل شامل لعروض المهرجان القومى للمسرح

 المهرجان القومى
المهرجان القومى للمسرح

- يبدأ غدًا ويستمر حتى 17 أغسطس.. ويحمل اسم سميحة أيوب

تنطلق الدورة الجديدة من المهرجان القومى للمسرح، الثلاثاء، وحتى ١٧ أغسطس المقبل، وتحمل الدورة الـ١٧ اسم سيدة المسرح العربى سميحة أيوب.

ويتيح المهرجان القومى للمسرح، سنويًا، للجمهور، فرصة متابعة أفضل عروض الموسم المسرحى، ويفتح جميع المسارح المشاركة التى تحتضن المهرجان أبوابها مجانًا.

ولأن المهرجان يقدم نحو ٥ عروض يوميًا على مسارح مختلفة، يحج الجمهور طوال مدة المهرجان من مسرح لآخر، حتى يحظى المشاهد بأكبر قدر من المتعة، وبعد إعلان الجوائز تكرم العروض المتفوقة بفرصة تقديم العرض للجمهور أكثر من مرة عقب المهرجان. 

«الدستور» تقدم لقرائها دليلًا للتعرف على بعض العروض المشاركة بالمهرجان، بعيون نقاد وفنانين يرشحونها للجمهور، والعروض مرتبة وفقًا لتواريخ عرضها، وفى تغطيتنا المقبلة سنرشح عروضًا أخرى.

«النقطة العمياء»: قصة سويسرية وسهرة تليفزيونية قديمة

العرض المسرحى «النقطة العمياء» من إخراج أحمد فؤاد، مأخوذ عن نص أدبى غير مشهور؛ وهو القصة القصيرة «العطل» للكاتب السويسرى فريدريش دورينمات.

هذه القصة جرى تقديمها فى سهرة تليفزيونية شهيرة باسم «ليلة القتل الأبيض»، بطولة مصطفى فهمى وبثينة رشوان، قُدمت عام ١٩٩٩.

وبذلك، يستطيع العرص المسرحى جذب أكثر من فئة من الجمهور، منها مشاهدو السهرة من جيل سابق، الذين سيرونها فى وسيط وسياق وزمن مختلف، بجانب قارئى النص الأصلى، وأخيرًا الجيل الأصغر الذى يشاهد حكاية جديدة كليًا عليه.

وعنصر الجذب الأهم فى العرض، أنه يضم وجهًا تليفزيونيًا محبوبًا، هو الممثل نور محمود، بطل العرض، فضلًا عن أن موقع مسرح الغد بالعجوزة قريب من أغلب الأماكن، ويمكن الوصول له بسهولة بالغة، بجانب طبيعة قاعة مسرح الغد، كغرفة صغيرة يتوحد بها الجمهور مع الممثل؛ ليستشعر فى لحظات أنه جزء من الحكاية، بل ومتورط بها أيضًا.

ويقدم العرض لعبة نفسية صعبة، يتورط فيها البطل بين قاض ومحام ووكيل نيابة.. تستهويه اللعبة ويظنها خفيفة لقضاء ليلة مرحة، ثم يجد نفسه فيما بعد داخل محاكمة حقيقية تؤدى به لاكتشاف ذاته من جديد، وتحدد مصيره فى النهاية.

إنتاج مسرح الغد - البيت الفنى للمسرح

يومى ٣١ يوليو و١ أغسطس، ٧م على مسرح الغد 

«حاجة تخوف»: بيت رعب ومرآة الكوميديا السوداء الجديدة

العرض المسرحى «حاجة تخوف» ناقش أزمة الخوف بكل ثقة، واستطاع الفنان المخرج خالد جلال أن يحكى عن الخوف بشكل جميل، وقدم العرض فريق ورشته بمركز الإبداع الفنى بالأوبرا، ضمن مشروع تخرجهم.

ذلك العرض أظهر إمكانات فريق الورشة من المسرحيين المدربين، بقيادة الفنان خالد جلال، ليخرج بالعرض المسرحى خارج حدود المسرح التقليدى ويعرض هذه المرة منظومة خوف تختلج بداخل كل متلق، فكانت خشبة المسرح تفيض بالمشاعر ونقاط الضعف والهزائم التى يحاول الممثلون إخفاءها، وتحدث العرض عن أننا نتجنب النظر فى المرآة؛ لكى لا نرى حقيقة أنفسنا.

نجح العرض فى أن يجعل بداخل كل متفرج خشبة مسرح يتعرى عليها ويرى مشاعره الدفينة التى تضعفه.

كانت المرايا فى كل زوايا أرواحنا نحن الجمهور، ولم نستمتع فقط بقدر ما توحدنا مع أبطال المسرحية، الذين نجحوا فى بث مشاعر الخوف فى أرواحنا وكل منا يهمس إلى روحه بضرورة التطهر من الخوف.

العرض المسرحى «حاجة تخوف» جعل السحر ينقلب على الساحر، وانتقلت مشاعر الخوف من الأبطال إلى الجمهور، وفى أقل من نصف الساعة كان كل مشاهد يقف أمام مرآته الخاصة يعترف لنفسه أمامها بهزائمه وأحلامه المهدرة وخذلانه ومساوئه. 

لهذا كان العرض المسرحى بمثابة بيت الرعب، الذى تدخله لكى تصرخ وتنطلق طاقتك السلبية فى الظلام دون أن تدرى فى أجواء من الدراما المحبوكة والكوميديا السوداء، التى تتناغم وتضغط على نقاط الضعف ووصمات العار، فى إطار مزركش يقبع بداخله الخوف.

وجاءت رسالة العرض المسرحى «حاجة تخوف» واضحة من خلال ديكور مبهر وأزياء وإضاءة وموسيقى كلها دفعت بالرسالة إلى قلوبنا؛ لكى نتحرر من مخاوفنا.

إنتاج ورشة مركز الإبداع الفنى- صندوق التنمية الثقافية

يومى ٧ و٨ أغسطس ٩م على مسرح مركز الإبداع

«ماكبث الصنع»: استحضار مأساة شكسبيرية فى العصر الحديث

نجح شباب فريق كلية طب الأسنان بجامعة القاهرة، فى تقديم عرض قوى، هو «ماكبث الصنع»، من إخراج محمود الحسينى. 

يحاول العرض طرح المكنون الدرامى لمسرحية «ماكبث» الشهيرة لشكسبير، لكن برؤية جديدة، إذ تصبح الأحداث معاصرة، دون التخلى عن روح ومضمون ومأساة شكسبير الكلاسيكية.  فى هذه التجربة المسرحية نرى كيف يتحول الإنسان الموهوب ذو العزيمة والروح القيادية المفعمة بالأمل إلى مجرم يترنح بين إثم الجريمة وقهر العقاب. 

فى تلك الملحمة نشاهد معالجة مسرحية شيقة تتناغم فيها عناصر العمل المسرحى، تناسب تفكير المشاهد الحالى المشتت بين عالمه الافتراضى وعالمه الواقعى، وفى زمن مسرحى مختصر دون الإسهاب فى تفاصيل مملة.

كانت السينوغرافيا موفقة، وعلى مستوى الطرح والرؤية والتجريب لم يكسر العرض المألوف لكنه صاغ مألوفًا جديدًا تتفرد فيه الدلالة والعلامة وبناء الصورة.

إنتاج كلية طب أسنان- جامعة القاهرة 

يومى ٢ و٣ أغسطس، ٩م بمسرح مركز الهناجر للفنون

«اللعبة»: من منّا ليس مجرمًا؟

يناقش عرض «اللعبة» مفهوم الجريمة، من خلال حكاية السيد «ترابس»، الذى تعطلت به سيارته بجوار إحدى المدن الصغيرة، ولكى يجد ميكانيكيًا عليه الانتظار حتى الصباح. لكن الانتظار فى هذه المدينة ورطه فى لعبة يمارسها سكانها من حين لآخر مع الغرباء: القاضى والجلاد والمحامى والمدعى العام. وهى لعبة «العدالة».

«ترابس» عامل بسيط، ظهرت عليه أمارات الثراء منذ فترة قصيرة، وخلالها أقام علاقة مع زوجة رئيسه فى العمل، الذى فقد حياته نتيجة نوبة قلبية أصابته حينما اكتشف خيانة زوجته. 

وهنا يضع المدعى الأسانيد حول تعمد ترابس إلى إخبار رئيسه فى العمل بخيانة زوجته ويسأله بوضوح هل كان يعرف بمرض رئيسه؟.. هل عرف أن التوتر والانفعال يؤثران على حالته الصحية؟ 

هذه واحدة من المعالجات الدرامية التى تستحق التقدير على عدة مستويات لنص الكاتب السويسرى فريدريتش دورينمات، خاصة أنها أعادت تفكيك رؤية «دورينمات» وإنتاجها فى وجهة نظر تتماس كثيرًا مع واقعنا المعاصر. 

فى رواية دورينمات الأصلية باسم «العطل»؛ سقط «ترابس» فى تأنيب ضمير كبير، بعدما رأى كل مبرراته تتهاوى فى قاع سحيق من الشعور بالذنب والاعتراف بأنه أراد فى أعماق نفسه قتل رئيسه فى العمل للاستحواذ على منصبه، وعلى هذا الأساس لم يعد قادرًا على أن يرى الحياة كما كان يراها، وصار يتمنى لو يمثل للإعدام فعلًا أو يقدم على الانتحار. 

أما فى عرض «اللعبة» فقد قلب المخرج مصطفى إبراهيم هذه الرؤية وأدان الإنسان باعتباره مجرمًا يهرب من العدالة دائمًا، وبعد محاكمة طويلة؛ يستيقظ ترابس على خبر أن الميكانيكى قد أصلح سيارته؛ فيبتسم، ويزداد إصرارًا على الاستمرار فى ممارسة جرائمه الخالية من قطرة دم من جديد. تعد الصورة المسرحية أبرز القطع الجمالية فى عرض اللعبة، وليتضح ما يدور داخل ذهن ترابس من عواطف وأفكار؛ تم تشويه الواقع المحيط به، حتى يمكننا استجلاء الحقائق، هذا التشويه ظهر فى عناصر الصورة المسرحية، بداية من البيوت التى تدور فى أوقات التوتر وخلف مظهرها الجميل زنازين وأدوات تعذيب، والتروس فى الخلفية تثير التوتر مع حركة بندول الساعة، وحتى أهل المدينة لا نرى وجوههم طوال اللعبة.عرض «اللعبة» تقدمه فرقة سوهاج القومية المسرحية، ضمن مشاركات الهيئة العامة لقصور الثقافة فى المهرجان القومى للمسرح، وهو من إعداد وإخراج المخرج القدير مصطفى إبراهيم. 

إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة

يومى ٨ و٩ أغسطس ١٠م على مسرح السامر

«أوبرا العتبة»: فنوننا الجميلة وعامة الشعب

هو عرض مسرحى «خارج الصندوق»، فلك أن تتخيل أن مطربًا ومطربة يقفان فى الساحة أمام مسرح الطليعة ينشدان مقطعًا طويلًا من أوبرا كارمن لجورج بيزيه، بلغة لا يفهمها المتعلم، فما بالك بذلك العابر الذى يقف أمام فرشات الباعة يجادل فى سعر ثمن حذاء أو لعبة لطفله! هنا سيضعنا مخرج العرض، منذ اللحظة الأولى، وقبل بداية حدثه الرئيسى، أمام سؤال كان وما زال يشغلنا عن سر الانقطاع بين فنوننا الجميلة وبين عامة الشعب، ليصطحبنا بعد هذه المقدمة إلى داخل المسرح نحيا أجواءه التقليدية «خشبة وصالة ودقات ثلاث»، لكنه لم يقدم لنا حدوتة نتابعها بشغف عبر شخصيات محددة الملامح تتصارع حول فكرة، لكنه سيضعنا فى مباغتة جديدة أمام مرآة كبرى يستكمل بها محاولة الإجابة عن سر ذلك الانفصال. العرض ينتهج منهجًا تغريبيًا كاشفًا لمأساة نحياها يوميًا ونتجاهلها، أو على أقل تقدير نكتفى بلعنها دون محاولة جادة فى فهم أسبابها الحقيقية، ومن ثم محاولة الخروج منها، فى العرض ستجد عناصر هذا التغريب المستهدف لإثارة عقلك، بدءًا من المقدمة التى أشرنا إليها، مرورًا بالأغنية والرقصة والتلاحم بين جمهور الصالة ومجموعة المؤدين، وصولًا إلى الأداء الذى لا يستهدف أن يكون الشخصية بقدر ما يكون معلقًا عليها.

إنتاج مسرح الطليعة - البيت الفنى للمسرح 

يومى ٩ و١٠ أغسطس فى تمام السابعة مساء على مسرح الطليعة

«الأرتيست»: زينات صدقى تبعث من جديد

فى مسرحية «الأرتيست»، يناقش المؤلف والمخرج محمد زكى قضية شائكة تمس الفنانين من جانب، والجمهور من جانب آخر، هى مصير الفنانين بعد فقدان الشهرة والمال.

اختار «زكى» أن يسلط الضوء على حياة الفنانة زينات صدقى، فى العرض المسرحى «الأرتيست» على مسرح الهناجر للفنون، الذى لقى استحسانًا من الجمهور والنقاد معًا، وسلط الضوء على حدث يكشف به حياة تلك الفنانة التى أثرت الفن وجعلتنا نضحك معها من قلوبنا على مدار تاريخها العريق.

تتلقى «زينات» عبر الهاتف دعوة لتكريمها من الرئيس جمال عبدالناصر، إلا أن الخبر السعيد يكشف عن مأساة «زينات»، فهى لا تملك فستانًا تذهب به إلى تكريم ينتظره كل فنان. وجعل مصمم الديكور فادى فوكيه خزانة الملابس بمثابة صندوق لذكرياتها، إضافة لبراعة تصميم المنزل وتقسيمه للتعبير والاستدلال على الأحداث الدرامية بإتقان شديد، وجرى استغلال خشبة المسرح بأفضل شكل، مع الحفاظ على جماليات الصورة وتفاصيلها، التى تبرزها الإضاءة بتنوع حالاتها لمصممها أبوبكر الشريف، خاصة فى تلك اللحظات التى يكشفها لنا المخرج بوعى، من خلال استخدامه تقنية «فلاش باك»، ليعرض ومضات سريعة من حياة تلك الفنانة من تشدد الأسرة، مرورًا بزيجات لم يكتب لها النجاح وعلاقتها مع صديقة عمرها خيرية صدقى، وحتى تبرؤ أسرتها منها؛ لأنها قررت أن تعمل بمجال التمثيل، وكأنها وصمة يوصم بها الفنان عقابًا على موهبته، وما زالت تلك النظرة تلاحق العاملين بالفن. 

كل تلك العناصر تناغمت برؤية مخرج واع، اختار الفنانة هايدى عبدالخالق لتجسيد شخصية زينات صدقى، وهى فنانة خبيرة، وتشاركها الرحلة الفنانة فاطمة عادل، فى دور صديقتها، وتقدمه بمهارة، ويشارك ياسر أبوالعينين فى دور الأب بأداء متقن وينتهى العرض المسرحى بصوت زينات صدقى ليربط الماضى بالحاضر.

إنتاج مركز الهناجر للفنون 

يومى ٣١ يوليو و١ أغسطس، ٩م على مسرح الهناجر

«مع الشغل والجواز»: حكاية بسيطة عن المستقبل الغامض.. وفقر الإنتاج لا يمنع الإبداع

مسرحية «مع الشغل والجواز» تضمن أن تستمتع بحكاية بسيطة تضعك أمام سؤال، ماذا لو ذهبنا لمستقبل حياتنا التى لم تحدث؟ عبر مشاهد منفصلة متصلة لزوجين توفيا فى حادث ليلة زفافهما، فى عرض ممتع بين الغناء الحى والكوميديا، وجبة مبهجة لطلاب معهد الفنون المسرحية، وبرعاية نقابة المهن التمثيلية وهو عرض بغض النظر عن فكرة التنافس يستحق أن يقدم كموسم مسرحى لتشاهده الأسرة المصرية. العرض يقدم لنا قصة خيالية عما نعتقد أننا نريده وما نستطيعه، ويضعنا أمام السؤال: هل سنختار تلك الحياة لو استطعنا الاختيار بعد أن نعيشها؟ مجموعة موهوبة من الممثلين المغنين الكوميديانات يفجرون خشبة المسرح إمتاعًا وضحكًا، مع كاتب وشاعر واعد «أحمد رجب» يمسك زمام شِعره فى بساطة، وإن اختلفنا حول حبكة النص، مع ملحن يقدم تنوعًا موسيقيًا «أحمد حسنى» ومخرج قادر على أن يضبط إيقاع عرضه بصور مختلفة وغنية «عبدالبارى سعد»، مع «أحمد جمال» مصمم ديكور لديه حلول جمالية بسيطة قادرة على التنوع، رغم فقر الإنتاج، أرشح لكم العرض بقوة إن قررتم أن تقضوا سهرة ممتعة وتستمتعوا بفن المسرح بلا روح منافسة وتقييم.

إنتاج نقابة المهن التمثيلية

يومى ١٠ و١١ أغسطس فى تمام التاسعة مساء على مسرح المعهد العالى للفنون المسرحية