البيئة: إجراءات استباقية وغرف عمليات بجميع المحافظات استعدادًا لموسم السحابة السوداء
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة اجتماعًا موسعًا مع قيادات وزارة البيئة وممثلى مشروع البنك الدولى لمناقشة الاستعدادات الخاصة بالوزارة لبدء موسم نوبات تلوث الهواء الحادة المعروف إعلاميًا بالسحابة السوداء، وذلك بحضور الدكتور على أبو سنة، الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة الدكتورة إيمان عاطف، رئيس قطاع نوعية البيئة، الدكتورة شيرين فكرى، مساعد الوزيرة للسياسات البيئية، الدكتور عصام عامر، رئيس قطاع الفروع، ومن البنك الدولى الدكتورة داليا لطيف، كبير إخصائى البيئة بالبنك الدولى، والمهندس محمد حسن، مدير مشروع البنك الدولى لإدارة تحسين الهواء وتغير المناخ بالقاهرة الكبرى، والدكتور محمد فتحى، استشارى بمشروع البنك الدولى.
وقد أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة أهمية تنسيق الأعمال وتحديد الأدوار قبل بدء موسم نوبات تلوث الهواء لضمان العمل بسهولة ويسر مع وضع سيناريوهات لكل الأوضاع المحتملة والتنسيق مع الوزارة والجهات المعنية لإحكام السيطرة منذ البداية على كل مصادر التلوث، حيث تشير التنبوءات بأن هذا الموسم سيشهد أعلى معدل سكون للرياح منذ تاريخ السحابة وهو ما يتطلب اتخاذ اجراءات جادة منذ البداية نظرًا، لأنها تزيد من الشعور بنوبات تلوث الهواء الحادة.
خطة السحابة السوداء
ولفتت د. ياسمين فؤاد إلى أنه تم عقد مجموعة من الاجتماعات التنسيقية مع عدد من الوزراء وهم وزيرة التنمية المحلية ووزير الزراعة والمحافظين الذين تولوا حقائب جديدة للتعريف بخطة السحابة السوداء والأدوار المتوقعة ومسؤليات كل جهة، كما تم طرح المعوقات والتحديات التى واجهت وزارة الزراعة العام الماضى لتفادى تلك المشكلات هذا العام، وقد شملت الاجتماعات تحديد آليات الرصد والمتابعة لتحديد نقاط الحرق، حيث تم الاتفاق على تخصيص وزارة الزراعة مجموعة كبيرة من الأفراد للمتابعة مع اللجان والفروع التابعة لوزارة البيئة، والعمل على حل المشكلات الخاصة بالمتعهدين وما يشملها من عمليات جمع وتشوين لقش الأرز.
وأشارت د. ياسمين فؤاد إلي أن وزارة البيئة تسعى لتطوير آليات عمل المنظومة والعمل على اتخاذ إجراءات استباقية لضمان إحكام السيطرة على كل الملوثات، لافتةً إلى دور البنك الدولى هذا العام كشريك جديد فى المنظومة لتحسين وتطوير الآداء، مؤكدةً ضرورة تحديد مسئوليات الجهات المعنية بدقة ودراسة كل الترتيبات سواء الخاصة بالجمع والتدوير أو الخاصة بتوفير المعدات للمزراعين والعمل على صيانة المعدات التى تحتاج لذلك، مع ربط غرف العمليات بين الجهات المختلفة المعنية ببعضها البعض لتسهيل التواصل وضمان سرعة الاستجابة.
ولفتت وزيرة البيئة إلى سعى الوزارة أن يشهد هذا الموسم تمكين للقطاع الخاص لدخوله على نطاق واسع للاستفادة من المخلفات الزراعية بكل أشكالها وليس فقط قش الأرز، مُشددة على ضرورة العمل خلال الفترة القادمة على تذليل العقبات أمام المستثمرين الراغبين فى الدخول فى هذا المجال، خاصة أنه تم الانتهاء من وضع خريطة للمخلفات الزراعية على مستوى الجمهورية، وكذلك طرح فرص استثمارية لمشروعات صغيرة ومتوسطة لجمع وتدوير المخلفات الزراعية لصغار المستثمرين.
وطالبت وزيرة البيئة من ممثلى مشروع البنك الدولى معاونة الوزارة فى إعداد تقرير يومى برصد أكثر الأماكن والمحافظات ونقاط الحرق لقش الأرز، والعمل على تحديدها، ويشمل أيضًا آليات تطوير العمل بمنظومة مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة عن الأعوام السابقة.
جديرًا بالذكر أن مصادر وأسباب السحابة السوداء، تشتمل مصادر انبعاثات متعددة، تتمثل فى حرق المخلفات الزراعية- خاصة قش الأرز وحطب الذرة، بالإضافة إلى الحرق المكشوف للمخلفات البلدية: "القمامة ومخلفات الصناعة" فى العديد من المواقع إضافة إلى الأنشطة الصناعية "كبيرة - متوسطة - صغيرة" المنتشرة حول القاهرة ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، وعوادم المركبات، فضلًا عن العوامل الجوية التى تساعد على تركيز الملوثات، لافتةً إلى أهمية الدور التوعوى للمزراعين بخطورة وأضرار حرق المخلفات الرراعية مما يتطلب تكثيف الندوات واللقاءات مع صغار المزارعين لتعريفهم بالإجراءات الخاصة بالحد من نوبات تلوث الهواء وكيفية الاستفادة من قش الأرز، والعقوبات والإجراءات القانونية التى ستتخذ ضد المخالفين.