رئيس هيئة تنمية الصعيد لـ "الدستور": توفير فرص عمل للمرأة الصعيدية ضمن مخططاتنا
رئيس هيئة تنمية الصعيد فى حواره لـ "الدستور"
الدولة عازمة على تنمية الصعيد من خلال عدة محاور على رأسها بناء المواطن الصعيدي وايجاد جسور للتنمية
نفذنا 35 مشروعا من 2018 حتى الأن باستثمارات تقدر بـ 2.5 مليار جنيه بالشراكة والتعاون مع أجهزة الدولة المختلفة
توفير فرص عمل للمرأة الصعيدية ضمن مخططاتنا وننفذ مشروعاتنا بالتشاور مع الأهالي
زرعنا 2000 فدان جوجوبا وننفذ 1000 حاليا ونستهدف 50 ألف فدان فى الصعيد بنهاية 2030
شهد المصريون خاصة أهالي الصعيد افتتاح كم غير مسبوق من المشروعات التنموية فى صعيد مصر خلال اسبوع الصعيد الذي عقد عام 2021، وبدأت الصورة الذهنية عن تهميش الصعيد تتغير بعدما استمرت سائدة لعقود طويلة، حتى تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم فى عام 2014.
عقب تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم كانت هناك تكليفات واضحة لكل الجهات المعنية بإحداث طفرة تنموية فى صعيد مصر، حتى جاء القرار بإنشاء هيئة مستقلة لتنمية الصعيد تتبع رئاسة مجلس الوزراء، خلفا لتوصيات مؤتمر الشباب عام 2017، على أن تقوم بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية لتنفيذ المشروعات التي تحتاجها كل منطقة فى الصعيد حسب طبيعتها واحتياجها.
وللوقوف على حقيقة ما جري وما يجري من عمليات تنمية فى الصعيد، التقت "الدستور" اللواء شريف صالح رئيس هيئة تنمية الصعيد خلال الحوار التالي:
بداية ما الجدوي من انشاء جهة مستقلة لادارة عمليات تنمية الصعيد؟
لابد أن نفهم جيدا اهتمام الدولة وتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ تولى الحكم فى 2014، بإحداث طفرة تنموية كبيرة فى محافظات الصعيد، وحتى نتحدث عن التنمية فلا بد أن يكون هناك دعائم للتنمية، أساسها بناء المواطن، وجسور التنمية بمعني أن تكون هناك مشروعات اقتصادية تحقق التنمية المستدامة، ويمكن ان نعتبر أن من أهم توجيهات السيد الرئيس فى هذا الشأن إنشاء كيان يشترك مع جميع أجهزة الدولة لوضع خطة عاجلة لتنفيذ مشروعات تنموية فى كافة محافظات الصعيد، وهذا التوجيه من فخامة الرئيس كان فى 2017 فى مؤتمر الشباب، ووجه فخامة الرئيس الرئيس بأن يقوم هذا الكيان بعملية التخطيط وتنفيذ المشروعات سواءا كان بإمكانياته أو بالاشتراك مع الاجهزة الاخرى المعنية.
ماذا حققتم على أرض الواقع منذ تكليفكم بالأمر؟
حتى تحقق التنمية المستدامة، لابد أولا من تنفيذ جسور للتنمية متمثلة فى تنفيذ المحاور والطرق والسكك الحديدة والمرافق والمدن الجديدة واعادة هيكلة المرافق القائمة، بحيث يشعر المواطن الصعيدي انه ليس مهمشا، لأنه لم يكن على خريطة التنمية، لكن الخطط الاستيراتيجية للتنمية بدءا من 2014 تركز على تنمية الصعيد وفقا لـ 3 محاور (جسور التنمية وبناء المواطن الصعيدي من حيث الصحة والتعليم قبل الجامعي والجامعي والتنمية الاقتصادية المتمثلة فى انشاء المصانع واستصلاح الاراضي وزيادة الرقعة الزراعية.
وأين الهيئة من هذه المحاور حاليا؟
بالفعل حققت الدولة انجازات كبيرة فى الصعيد خلال الاعوام الماضية، لمسها المواطن الصعيدي، ويكفي شعوره بأن الدولة مهتمة بتغيير وجه الصعيد وتنفيذ تنمية حقيقية على أرض الواقع، من خلال توفير فرص عمل وبيئة صحية مناسبة وبيئة تعليمية وطرق وكباري، وخلال اسبوع الصعيد فى 2021 شهدنا حجم افتتاحات لمشروعات غير مسبوقة فى تاري خ الصعيد، فى جميع التخصصات، من أول محافظة الفيوم وصولا لمحافظة أسوان.
كم عدد المحافظات المعنية بها الهيئة؟
الهيئة معنية بـ 10 محافظات (بنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والاقصر وأسوان بالاضافة لمحافظة البحر الأحمر والوادي الجديد والفيوم) هم نطاق عمل الهيئة سواء كان بشكل مباشر أو بالاشتراك مع أجهزة الدولة الاخرى بحسب تخصص كل منها.
كيفية التنسيق؟
عند اختيار منطقة ما لتنميتها، نقوم بوضع الرؤية الخاصة بها وفقا لمطالب التنمية فيها، سواء كانت تنمية صحية أو تنمية ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية، وذلك من خلال فرق الافرع التابعة – لنا أفرع فى كل محافظة بخلاف المقر الرئيسي، وذلك بالتنسيق مع اجهزة الدولة المختلفة، ومن ثم نقوم بزيارات ودراسات ميدانية، نجلس مع الأهالي ونسمع مشاكلهم ومتطلباتهم واحتياجاتهم، ثم نضع الاستيراتيجية المطلوبة للتنفيذ سواء كان من قبل الهيئة أو بالتعاون مع جهات أخرى أو من خلال رفع توصية لدولة رئيس مجلس الوزراء لاتخاذ القرار اللازم.
هل هناك أرقام محددة تم انجازها فى تنفيذ المشروعات؟
الهيئة منذ قرار لإنشائها فى 2018 عملت فى 35 مشروعا على مستوى الـ 10 محافظات، تم تنفيذهم من خلال 3 محاور: الأول محور تعظيم الاستفادة من موقع الاقليم، والمحور الثاني توفير حياة كريمة من خلال توفير فرص العمل وتنمية الصناعات الصغيرة والصناعات الحرفية والصناعات التراثية، والمحور الثالث من خلال اعادة تأهيل بعض المشروعات الانتاجية ذات الجدوى الاقتصادية مثل الثروة الداجنة ومشروعات زراعية وحرفية.
هل تحقق هذه المشروعات الجدوى المطلوبة؟
الفيوم على سبيل المثال، تشتهر لعقود بامتلاكها للسلالات الاصيلة من الدواجن على مستوى الجمهورية، لذلك قمنا برفع كفاءة مزرعة الدواجن فى العزب بالفيوم، وهي مزرعة قائمة على الحفاظ على السلالات الاصيلة، وتطوير هذه السلالات أيضا لاستنباط سلالات جديدة، وتغذية كافة المحافظات منها، وهي مزرعة مملوكة للدولة، ورفع كفاءتها يكون فى عدة اتجاهات.
وفى محافظة المنيا قمنا برفع كفاءة مصنع انتاج العسل الاسود هناك، نفذنا مشروعا كبير جدا فى اسوان بالاشتراك مع وزارة الزراعة، لانتاج شتلات قصب السكر وزيادة انتاجيته، وهي زراعة استيراتيجية، والقيمة المضافة له كبيرة جدا.. ننتج منه السكر، وبالتالي هدفنا تحقيق الاكتفاء الذاتي سواء كان من زراعته أو من القيمة المضافة له بإنتاج السكر.
هل نراجع تحقيق هذه المشروعات الهدف منها بعد تنفيذها؟
الصعيد مجالاته مستمرة، والتنمية فيه مستمرة، لأنه يمتلك من الثروات القومية والموارد المحلية التي لا تتوافر فى أي إقليم أخر، ويكفي هناك المواطن الصعيدي الذي يتميز بالدءب فى العمل لفترات أطول من غيره.
هل هناك محور يهتم بالمرأة فى الصعيد؟
بالطبع لنا مشروعات تخص المرأة الصعيدية، لدعمها اقتصاديا من خلال توفير فرص عمل لها، سواء كان فى المجمعات الصناعية أو مشاغل للصناعات اليدوية أو توفير صالات لأعمال الخياطة والتطريز والحرف اليدوية، وذلك فى كل محافظات الصعيد وليس فى محافظة بعينها.
هل هناك تواصل مع مواطني الصعيد وكيف يكون ان وجد؟
بالطبع هي من أهم الأمور، نتواصل مع المواطنين هناك ونتناقش معهم فى امكانياتهم الحرفية وما هي المشاكل التي تواجههم لنقوم بحلها على الفور وتوفير المطالب سواء كان من ناحيتنا أو من ناحية أجهزة الدولة المعنية أو من خلال رفع توصية للسيد رئيس الوزراء.
كم بلغت تكلفة المشروعات التي نفذتها الهيئة فى الصعيد؟
حجم الاستثمارات للمشروعات التي نفذناها بلغ حوالي 2.5 مليار جنيه خلال الفترة من 2018 حتى الأن، وهناك فرص عمل كثيرة توفرت خلفا لهذه الاستثمارات، وبالطبع كل هذه المشروعات تعود فى المقام الأول بالنفع على المواطن الصعيدي، وهو ما يعني العمل على توفير جودة حياة لأهالينا فى الصعيد، سواء كان فى مسكنه أو فى صحته أو تعليمه أو توفير فرصة عمل، وكل المشروعات التي ننفذها فى إطار التنمية المستدامة.
هل واجهتم تحديات فى عمليات تنمية الصعيد؟
واجهنا تحديات وهو أمر طبيعي، هناك تحديات تخطيطية، هناك فجوات تنموية سكنية وأخرى اقتصادية، وعندما نواجه هذا الأمر نضع خطة استيراتيجية نعرضها على السيد رئيس الوزراء، بوضع مقترحاتنا وخططنا، وكما أشرت لحضرتك مسبقا نحن جزء من الدولة وجزء من المنظومة/ نرفع لمتخذ القرار وعلى اساس قراره نعمل والكل حريص فى اتخاذ قراره على احداث تنمية حقيقية فى الصعيد.
ما هي ألية اختيار المشروعات والية تنفيذها؟
حتى نختار مشروعا بعينه فى منطقة ما، يكون بعد إشراك أهالينا فى هذه المنطقة وسؤالهم عن المشروع الذي تتوافر موارده هناك يمكن ان نحدث عليه قيمة مضافة، هل الميول زراعية أم صناعية؟، وبعد جمع المعلومات اللازمة نخرج بالقرار المناسب للمشروع المناسب الذي يصلح فى هذه المنطقة.
هل واجهتم تحديات مالية فى تنفيذ أي مشروع؟
بكل صراحة.. لم يسبق ان عرضنا مشروعا بعد الدراسة الجيدة الا ووفرت الدولة الموارد المالية المطلوبة، بمعني أوضح الدولة لا تأخر نهائيا بهدف تحقيق جودة حياة للمواطن وفى نفس الوقت هذه المشروعات تدعم اقتصاد الدولة.
سمعنا مؤخرا عن دخولكم فى تنفيذ مشروعات مزارع الجوجوبا.. ما حقيقة الأمر؟
مشروع الجوجوبا أحد المشروعات التي نطلق عليها الاستفادة من الميزة والتنافسية الموجودة فى الصعيد، وبالفعل خططنا لتنفيذ هذا المشروع على مساحة 3 ألاف فدان فى الغردقة، نفذنا المرحلة الأولى منه، وهي اهم مرحلة لأننا كنا ننفذ محطات الرفع وشبكة الري بالاضافة لزراعة 1000 فدان، وننفذ المرحلة الثانية حاليا على 1000 فدان أخرى وبنهاية العام الجاري نكون نفذنا الـ 3 مراحل بالكامل على مساحة 3 الاف فدان.
لماذا اخترتم منطقة البحر الاحمر تحديدا دون غيرها؟
لأكثر من سبب.. الأول لأن محافظة البحر الأحمر محافظة سياحية من الطراز الأول، نضيف لها نشاط تنموي جديد هو الزراعة، وبالتالي توفير فرص عمل لمواطني المحافظة والمحافظات المجاورة أيضا، وسبب أخر هو الاستفادة من الميزات البيئية التي تتمتع بها المحافظة من مناخ مناسب لزراعة الجوجوبا التي تتحمل الملوحة العالية ودرجات الحرارة العالية، وسبب أخر ايضا هو اضافة قيمة مضافة لمحطات معالجة المياه الثلاثية.
ما هي الجدوى الاقتصادية من زراعة الجوجوبا؟
العالم كله يتكلم حاليا عن القيمة المضافة من زراعة الجوجوبا، والتي تتمثل فى الزيوت الطبيعية التي تنتج منه، مع الاتجاه للاقتصاد الأخضر، وبالتالي المنتج من هذا المشروع ومخرجاته عالية جدا، وتحديدا زيوت الطائرات وزيوت محولات الكهرباء التي تحتاج لزيوت تتحمل درجات الحرارة العالية، ونحن كدولة نتماشي مع التوجه العالمي للاقتصاد الاخضر، هذا بخلاف اشكال اخرى للاستخدامات.
متى تنتج هذه الزراعة وكم تعيش؟
شجرة الجوجوبا تنتج بعد 4 لـ 5 سنوات وتعيش لمائة عام تنتج بنفس الكفاءة طيلة عمرها، وهذا يعني أن شجرة الجوجوبا تحقق التنمية المستدامة لذلك نطلق عليها الذهب الأخضر.
هل هناك نية لزراعة الجوجوبا فى مناطق أخرى؟
نستهدف زراعة 50 الف فدان من نبات الجوجوبا على مستوى محافظات وسننتهي منها تماما بنهاية 2030 وفقا لخطتنا.