بعد كارثة "مايكروسوفت".. الرابح والخاسر في أزمة الخلل التقني العالمي
إخفاق تكنولوجي كبير أثار أزمة عالمية طالت العديد من الدول أمس الجمعة، حيث أدى تحديث لبرنامج شركة الأمن السيبراني الأمريكية "كراود سترايك" إلى تعطل أنظمة كمبيوتر ويندوز في جميع أنحاء العالم.
قامت "مايكروسوفت" و"كراود سترايك"، بطرح الإصلاحات، ويتم استعادة الأنظمة تدريجيًا. لكن لعدة ساعات، وجد المصرفيون في هونج كونج، والأطباء في المملكة المتحدة، والمستجيبون للطوارئ في نيو هامبشاير أنفسهم محرومين من البرامج المهمة لإبقاء عملياتهم واقفة على قدميها.
وتواجه بعض الشركات احتمال استمرار الاضطرابات، حيث تتطلب عملية الاستعادة، في بعض الحالات، من العاملين في مجال التكنولوجيا إعادة تشغيل الأنظمة يدويًا وإزالة الملفات المعيبة.
وقال آلان وودوارد، أستاذ الأمن السيبراني في جامعة ساري في تصريح لصحيفة "إيكونوميك تايمز": "هذا أمر غير مسبوق". "الأثر الاقتصادي سيكون هائلا"، ما أثار تساؤلات حول من الرابح والخاسر من هذه الحادثة التي أحدثت شلل في العالم:
كبار بائعي تكنولوجيا المعلومات
قالت أويكو إيشيك أستاذة الإستراتيجية الرقمية والأمن السيبراني في شركة "أي أم دي" الأمريكية المتخصصة في صناعة المعالجات، إن الدرس المهم المستفاد من هذا الحادث هو مخاطر الاعتماد بشكل كبير على بائع واحد لتكنولوجيا المعلومات.
وقالت: "تحصي مايكروسوفت حوالي 1.4 مليار جهاز نشط شهريًا يعمل بنظام ويندوز. وهذا يسلط الضوء على نقاط الضعف المحتملة في الاعتماد بشكل كبير على اللاعبين المهيمنين في صناعة التكنولوجيا".
وقالت: "يقدم كبار البائعين أسعارًا أفضل نظرًا لوفورات الحجم، وتسمح لهم بصمتهم الرقمية الواسعة باكتساب خبرة قيمة، وتحسين عروض خدماتهم. وهذا يخلق حلقة حميدة حيث يصبح كبار البائعين أكثر جاذبية بسبب كفاءتهم وخبرتهم. ومع ذلك، فإن هذا الاعتماد يعني أيضًا أن أي انقطاع في عمل هؤلاء الموردين الرئيسيين يمكن أن يكون له آثار بعيدة المدى".
وقالت: "إن الثقة بالشركات العملاقة الراسخة مثل مايكروسوفت، أحد منشئي النظام البيئي الرقمي، أمر منطقي بالنسبة للعديد من الشركات. ومع ذلك، ينبغي موازنة هذه الثقة مع فهم المخاطر الكامنة".
ولفتت في الوقت ذاته إلى أنه على الرغم من أن تنويع البائعين مفيد في الحد من المخاطر، إلا أنه يجب إدارته بعناية لتجنب التعقيد وعدم الكفاءة في التعامل مع عدد كبير جدًا من الأنظمة المختلفة.
هذا ومع سعي شركتي مايكروسوفت وكراود سترايك لحل المشكلة، انخفضت أسهمهما بنسبة 0.8% و13% على التوالي بحلول وقت الغداء في نيويورك.
وبحسب بلومبرج انخفضت أسهم كراود سترايك بنسبة 11٪ إلى 304.96 دولارًا في تداولات نيويورك، مما أدى إلى محو أكثر من 9 مليارات دولار من القيمة السوقية. وكان هذا أكبر انخفاض لهم في يوم واحد منذ نوفمبر 2022. وانخفضت أسهم مايكروسوفت بأقل من 1٪ إلى 437.11 دولارًا.