الكهرباء.. بين الأزمة والمواجهة الوطنية
معلوم أن الحكومة المصرية تقوم بتخصيص ميزانيات هائلة للصرف على قطاع الكهرباء سنويًا لتغطية أحمال فترات الذروة، والتى تستغرق فقط عددا محدودًا من الساعات خلال فصل الصيف، ولكن صيف 2024 جاء ساخنًا بشكل غير عادي على مدى النهار والليل، ولذلك كان من الضرورى تعريف المواطنين بواقع الأحوال بشكل علمي وواقعي طبيعة ذلك المتغير المناخي والسبل المتاحة للتعامل مع سلبياته، والدعوة العاجلة لتفعيل آليات الترشيد المنزلي والتوعية بفوائده لترحيل الاحمال غير الضرورية خارج وقت الذروة بالاضافة إلى اتباع ارشادات الترشيد في استخدام الإنارة والاجهزة الكهربائية مما يعود بالنفع على المواطن والدولة.
وعليه، كانت مبادرة جريدتنا "الدستور" من الأهمية بمكان في ظل التحديات الراهنة التي تواجه قطاع الكهرباء للدعوة إلى ترشيد استهلاك الكهرباء وتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ على الطاقة، ومعلوم أنه وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، يسعى الكثير من الأفراد إلى تقليل نفقاتهم الشهرية وتحقيق أكبر قدر من التوفير في ميزانياتهم، من بين الطرق الفعّالة لتحقيق ذلك الهدف، يأتي تقليل الفواتير المختلفة التي تتكبدها الأسرة شهريًا.
وعليه، نبهت المبادرة إلى أهمية استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة: استبدال الأجهزة القديمة بأخرى موفرة للطاقة يمكن أن يقلل من استهلاك الكهرباء بشكل كبير، وضرورة غلق مفاتيح الاتصال بالكهرباء للأجهزة غير المطلوب تشغيلها..
وتأتي مبادرة "الدستور" بالتزامن مع وقف خطة الحكومة لتخفيف أحمال الكهرباء، ما يجعل دور المجتمع في ترشيد الاستهلاك أكثر حيوية وضرورة.
وتعكس هذه الخطوة التزام مؤسسة "الدستور" بمسئوليتها الاجتماعية وسعيها الدءوب للمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
وأرى ضرورة تنبيه حملات التوعية إلى أن ترشيد استخدام الطاقة الكهربائية من الأهمية بمكان لتحقيق العديد من الفوائد منها:
• خفض قيمة فاتورة الكهرباء للمشترك.
• خفض الانبعاثات المؤثرة على البيئة نتيجة الوفر فى استهلاك الوقود فى محطات التوليد.
• دعم صناعة المعدات المرشدة للطاقة وبصفة خاصة من الإنتاج المحلى بما يساعد فى تنمية الاقتصاد الوطنى ككل.
• خفض الاستثمارات اللازمة لإنشاء المشروعات الجديدة وتوجيهها نحو تحسين جودة الخدمة.
• في ظل ارتفاع أسعار الطاقة، أخذ الكثيرون منا يبحثون عن طرق لترشيد استهلاك الطاقة في المنزل. والخبر السارّ هو أن هناك الكثير من الأمور البسيطة، يمكنك القيام بها في الوقت الحالي بدون أي تكلفة. فمن خلال تجربة بعض هذه الأفكار وإجراء بعض التغييرات في عاداتك اليومية، يمكنك توفير المال والمساعدة في الحِفاظ على البيئة دون التضحية براحتك.
• ومعلوم أن المياه الساخنة هي المسئولة عن 25 في المائة من متوسّط فاتورة الطاقة المنزلية، وعليه ضرورة صيانة الأجهزة حتى لا تكون مشاركة في هدر الطاقة.
• ومعلوم أنه مع زيادة كل درجة تدفئة أو تبريد، يزداد استخدام الطاقة بنحو 5 إلى 10 في المائة. ولكي تتحكم في فواتيرك، فكر في ضبط ترموستات التدفئة على 18–20 درجة مئوية في فصل الشتاء، وعلى 25–27 درجة مئوية في الصيف. يمكنك تحقيق الاستفادة القصوى من الطاقة التي تستخدمها عن طريق إغلاق الأبواب الداخلية وتدفئة أو تبريد الغرف التي تستخدمها فقط.
في حين شرعت الحكومة المصرية في تنفيذ إجراءات مواجهة وقائع "سرقة الكهرباء"، تعهدت بوقف خطة "انقطاع الكهرباء".. والتصريح بأن حل أزمة انقطاع الكهرباء، وضبط الأسعار، أولوية قصوى للحكومة المصرية في الفترة المقبلة، كما شدد وزير الكهرباء، محمود عصمت، خلال لقائه برؤساء شركات توزيع الكهرباء بمصر، على ضرورة مراجعة التعديات على التيار الكهربائي، وتكثيف الجهود في التفتيش، وتكثيف حملات الضبطية القضائية، للقضاء على سرقات التيار.