مهرجان العلمين: بين الفن والسياحة وتعزيز الثقافة المصرية
يضع مهرجان العلمين منطقة الساحل الشمالي على خريطة السياحة العالمية، إذ تشهد المنطقة مشروعات ضخمة قادرة على جذب السياح. ورغم ذلك، تحتاج هذه المنطقة إلى دعم إضافي يمكن للفن أن يقدمه. أقيم حفل للفنان الكبير محمد منير في الجمعة الفائتة، وهو المغني الذي تجاوز زمنه وحافظ على مكانته الغنائية العالية. قد يشعر بعض الناس بالاستفزاز من الاهتمام الكبير بهذه المنطقة مرتفعة التكاليف، التي تحوي طبقة ضئيلة من المصريين. ومع ذلك، يجب علينا التعامل مع الأمر بنية حسنة والتطلع إلى المستقبل بتفاؤل، لأن كل ما يمكن أن يجعلنا أغنياء وأقوياء في المستقبل يستحق الاحترام، حتى لو لم نتفق معه حاليًا.
وقوف منير على المسرح يمنح الأغلبية ثقة في المكان؛ فمنير المتميز فنيًا يظل محسوبًا على التيار اليساري في يقين معارفه، ويبقى الإنسان النبيل الذي يتمنى للمبتدئين أن يجدوا سكنًا بسيطًا يجمع حبهم الجميل (غرفة وصالة بتعبيره). كما أنه ابن الطبقة المصرية المكافحة، وقد نزح من جنوب الوطن إلى شماله، وهو ينتمي إلى أسرة نوبية عادية لكنها متعلمة. سعى بجدية إلى ترجمة موهبته البارزة إلى نجومية زاهية في سماء العاصمة، ومنها إلى سماوات العرب والعالم.
انطلقت فعاليات المهرجان الرياضية والفنية في 11 يوليو، وقدم عدة فقرات، من بينها فقرة منير في نفس اليوم. تتوالى الفقرات بدءًا من الأسبوع الثاني للمهرجان، الذي يبدأ يوم الخميس 18 يوليو. ومع ذلك، لا أدري لماذا غاب الشعر عن المهرجان؛ فالأمسيات الشعرية الحاشدة كان يمكن أن تضيف لمسة إبداعية مهمة وتدفع الجماهير إلى متابعة فن راق. أدعو إلى ضم الشعر إلى فعاليات الدورات المقبلة، وأكاد أرى استجابة المسئولين لهذه الدعوة المهمة، وأحتفظ بكوني أول من دعا إليها.
يشمل المهرجان، المقسم إلى ثمانية أسابيع تنتهي في 31 أغسطس، بجانب العروض الغنائية والمسرحية الأساسية، فقرات موسيقية خالصة وفقرات لفرق غنائية مثل فرقة ويجز وفرقة كاريوكي. كما يضم معارض لوزارة الثقافة وأنشطة ريد، بل وبطولة Volleyball وبطولة Padel.
لا يعترض أحد على مهرجان رياضي وفني إلا إذا كان به خلل. إذا كان الهدف من إقامة المهرجان هو النفع العام، فمن حق المواطن المصري أن يراقب ما يجري، ويستفسر عما لا يجد له تفسيرًا، ويحاكم الفاسد والمقصر، ويقترح الجديد والمفيد كما اقترحت أنا الشعر سابقًا. ومع ذلك، عليه أن يفعل ذلك بما يليق بالحدث وبطريقة لا تثير صراعًا بائسًا لا يقود إلى شيء. مصر أجمل في زي شابة حالمة طموحة، ونحن بحاجة ماسة إلى فرحتها التي تمنحنا أملًا صادقًا.