جماعة الكذب فى سبيل الله!
تندهش عندما تتعمق فى تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية وتكتشف أن الكذب عندهم منهج، يحللونه ويباركونه بضمير ميت، فلا أصدق على كذبهم ما رواه أحد الطلبة المرشحين لانتخابات اتحادات الطلبة فى إحدى الجامعات، عندما أرادوا التحالف مع مرشحين الجماعة وتعهدوا على المصحف ألا يخونوا بعضًا وأن الأصوات الانتخابية ستوزع عليهم بالتساوى، التزم الطرف الأول ولم يلتزم الإخوان وخانوا زملاءهم رغم حلف اليمين على كتاب الله بعدم الخيانة.
وعند عتابهم، قالوا إن أعضاء الجماعة اجتمعوا بعد صلاة الفجر وأقسموا على أن كل حلفانهم اليوم كذب، فهم لم يكذبوا لأن حلفانهم على الكذب سبق حلفانهم مع حلفائهم المرشحين للانتخابات.
هكذا هُم الإخوان لا عهد ولا صدق ولا أمان لهم، من كبيرهم لصغيرهم، فعندما أصدر مؤسسهم حسن البنا البيان الشهير «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين» للتبرؤ من جريمة قتل رئيس وزراء مصر المرحوم محمود فهمى النقراشى، كان يعرف أنه يكذب، فإذا كان القتل له مبرره، فما بالنا بالكذب.
وظلت جماعة الإخوان تكذب وتروج لفكرة فبركة حادث المنشية الذى شهد محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، وظلت الجماعة لنحو 60 عامًا تدعى أن الحادث مجرد تمثيلية حتى خرج المتهم الثالث فى الحادث خليفة عطوة، وحكى تفاصيل المؤامرة وكيف ولماذا خطط قادة الجماعة للواقعة.
وزعمت زينب الغزالى فى كتابها الصادر عام 1978 تعرضها لتعذيب أثناء القبض عليها على خلفية قضية تنظيم سيد قطب، وقالت إنه تم جلدها 500 جلدة 6 مرات و250 جلدة مرة واحدة، وتم تعليقها على أعمدة حديد وقطع خشب 11 مرة، وضربت بالسياط مرات متفرقة 46 مرة، ووضعها فى غرف الكلاب المسعورة 9 مرات، وتركها بلا طعام أو ماء 6 أيام متتالية، وإدخالها زنازين الماء 5 مرات وغرف النار 3 مرات، وإحضار وحوش بشرية حاولوا أن يفعلوا بها الفحشاء 3 مرات، وتندهش من دقة الأرقام التى استطاعت حفظها رغم ما كانت فيه خلف الزنازين ولا تعرف لماذا فشل الوحوش الآدمية فى فعل الفاحشة ولا بين أيديهم لا حول لها ولا قوة.
حتى خرج القيادى الإخوانى يوسف ندا ليكشف أكاذيب زينب الغزالى التى جاءت فى كتابها «أيام من حياتى» ويعترف بأنه هو الذى ألف الكتاب.. وقال أمام قيادات إخوانية «اللى تغلب به العب به».
ولم يخجل أعضاء الجماعة من التبرؤ من قائد النظام الخاص المخصص للعمليات الإرهابية عبد الرحمن السندى الذراع اليمنى للإرهابي حسن البنا، الذى أشرف على كل العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر فى حياة البنا، وقالوا إنه ليس إخوانيًا.
الكذب عند جماعة الإخوان يمارس كمنهج ثابت يلجأون إليه عند الضرورة التى تبيح كل شىء وأى شىء، فعندما سئل الرئيس السودانى عمر البشير المعروف بانتمائه الإخوانى عقب نجاح انقلابه العسكرى على النظام الديمقراطى عن علاقته بحزب الجبهة القومية الإسلامية «فرع جماعة الإخوان المسلمين فى السودان» قال: «أريد أن أؤكد بشكل قاطع أنه لم تكن لنا علاقة بالجبهة القومية الإسلامية لا قبل ولا أثناء ولا بعد الانقلاب ولا توجد لدينا نية للتعاون معهم بالمرة.
ولا يوجد مثال على قدرة الإخوان على الكذب مما قاله القيادى حسن الترابى بنفسه حين أنكر علاقته بانقلاب عمر البشير، ثم عاد واعترف لاحقًا بحقيقة كذبه، وقال إنه التقى قائد الانقلاب قبل ساعات من التنفيذ وبارك له الخطوة وقال له «اذهب أنت للقصر رئيسًا، وأذهب أنا للسجن حبيسًا» حيث تم التمويه بحبس الترابى نفسه.
هكذا تتعامل الجماعة الإرهابية مع المجتمع ومع الناس وهكذا يتلاعبون بالدين، لأن المصلحة تغلب، وكله فى سبيل الله.