رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللاتينية تحتفل بذكرى الآباء الفرنسيسكان والأخوة المسابكيون في دمشق

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى الآباء الفرنسيسكان والاخوة المسابكيون في دمشق، وأثناء حركة 1860 في لبنان وسوريا استشهد من المسيحيين ومن بينهم الآباء الفرنسيسكان والاخوة المسابكيون في دمشق. أما الأخوة المسابكيون فهم ثلاثة من آلاف الموارنة الذين استشهدوا في سبيل المسيح. 

عُرفوا بسيرتهم المسيحية الطيبة. كان عمر الاخوة الثلاثة فرنسيس وعبد المعطي ورافائيل فوق الستين، وكان فرنسيس وعبد المعطي متزوِّجين ولهم أولاد كثر، أما رافائيل فكان أعزب. تاجر فرنسيس بالحرير وعُرِفَ بسيرتِه المسيحية اذ لم يكن يذهب الى عمله كل صباح قبل أن يمرّ في الكنيسة. اما عبد المعطي فكان قد ترك التجارة ليُعلم في مدرسة الفرنسيسكان حيث كان رافائيل يساعد الأخ المكلف بالسكرستيا.

 في ليلة العاشر من تموز احتموا في الكنيسة جميعهم وقتلوا في الكنيسة امام المذبح. ولا تزال اعضاؤهم محفوظة في كنيسة الموارنة في دمشق. طوبهم البابا بيوس الحادي عشر في 10 يوليو سنة 1926.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يؤمن الإنسان المعاصر بالشهود أكثر منه بالمعلّمين، وبالاختبار أكثر منه بالعقيدة، وبالحياة والأعمال أكثر منه بالنظريات. الوجه الأوّل للرسالة، هو شهادة الحياة المسيحيّة التي لا غنى عنها. إن الرّب يسوع المسيح الذي نتابع رسالته، هو "الشَّاهِدِ الأَمين" ونموذج الشهادة المسيحيّة. والرُّوح القدس يرافق الكنيسة في سيرها ويُشرِكها بالشهادة التي يشهدها للرّب يسوع المسيح

إنّ الوجه الأوّل للشهادة هو حياة المُرسَل عينها، وحياة العائلة المسيحيّة والجماعة الكنسيّة والحياة التي تُظهر وجهًا جديدًا للسلوك. فالمُرسَل الذي، بالرغم من كلّ حدوده وعدم كماله الإنسانيّ، يعيش ببساطة على مثال الرّب يسوع المسيح، هو علامة الله والحقائق السامية. لكنّ الجميع في الكنيسة، بِبَذلِهم قصارى جهدهم للاقتداء بالمعلّم الإلهي، يستطيعون ويتوجّب عليهم إعطاء هذه الشهادة، ففي كثير من الحالات، هذه هي الطريقة الوحيدة الممكنة للمرء ليكون مُرسَلاً.

إنّ الشهادة الإنجيليّة التي يكون العالم أكثر تحسّسًا لها، إنّما هي شهادة الالتفات إلى الأشخاص وشهادة المحبّة نحو الفقراء والصغار والمتألّمين. فمجانية هذا الموقف وهذه الأفعال التي تتعارض والأنانيّة المتملّكة في الإنسان، تثير تساؤلات معيّنة توجّه نحو الله ونحو الإنجيل.

وكذلك فإنّ الالتزام بقضايا السلام والعدالة وحقوق الإنسان ورقيّ الشخص البشري يكون شهادة إنجيليّة بقدر ما يكون علامة التفات نحو الأشخاص وبقدر ما يهدف إلى تنمية الإنسان تنمية كاملة.