رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل ما قاله عمر الشريف عن طفولته بالإسكندرية لصحيفة فرنسية.. عما تحدث؟

الفنان عمر الشريف
الفنان عمر الشريف

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان المصري العالمي عمر الشريف في يوم 10 يوليو 2015، تاركًا إرثًا كبيرًا من الأفلام المصرية والعالمية، وحبًا كبيرًا في وجدان المصريين.

ونستعرض في السطور التالية، أبرز ما قاله عمر الشريف عن طفولته بـ الإسكندرية لصحيفة فرنسية؟

وُلد عمر الشريف، بالإسكندرية، التي كان لها التأثير الوجداني الأكبر في مسيرته، باسم ميشيل ديمتري شلهوب، لأب لبناني يُدعى جوزيف شلهوب، وأم تدعى كلير سعادة.

ووفقًا لكتاب “وجوه عمر الشريف” للمترجم والناقد السينمائي محمود قاسم، فقد دار حوار بين عمر الشريف مع الصحفية الفرنسية ماري تيريز جينشار بعنوان "الرجل الخالد"، فقد كشف الفنان العالمي عن الكثير من ذكريات طفولته ومحل ميلاده بالإسكندرية.

الإسكندرية في حياة عمر الشريف

فقال عمر الشريف لـ الصحفية الفرنسية: وُلدتُ في العاشر من أبريل ١٩٣٢م؛ فأنا من مواليد برج الحمل، وتحت تأثير برج الميزان، وقد رأيتُ النور في مدينة الإسكندرية، تلك المدينة الساحرة، التي خلَّفَت المزيد من الذكريات الحلوة للذين عبَروا أرضها طوال الأجيال. 

وتغزل عمر الشريف بمديتنه قائلًا: الإسكندرية بمنارتها التي تشعُّ بالضوء فتهدي السفن البعيدة، والإسكندرية التي طالما غمَرَت العالم بضوء المعرفة، بواسطة مكتبتها القديمة التي كانت تضم أكثر من ستة آلاف مليون من المخطوطات القيمة على لفَّات ورق البردي، قبل أن تلتهمها نيرانٌ غادرة، المدينة التي حفرت في بطن رمالها، قبل مئات السنين، القنوات التحتية، لتنقل ماء النيل العذب إلى قصورها التاريخية.

وتابع:  فوق تلك الأرض التي وَرثَت عن الإغريق أرقى ما في حضارتهم شبَبت، والدي كان، ولا يزال، تاجرًا كبيرًا من تجار الأخشاب، وكانت حياته نموذجًا منسوخًا عن حياة رجل الأعمال الناجح الذي ينحدر من أصلٍ لبناني سوري، وهي حياةٌ رغدة في الغالب، بعيدة عن التعقيد، وكان مركزه ورصيده يسمحان له بأن يؤم تلك النوادي الكبرى التي تتردَّد عليها علية القوم، وهي نوادٍ ذات طابعٍ إنجليزي، وتقاليدَ إنجليزية؛ لأن أغلبها أقيم أصلًا بمعرفة الإنجليز.

 عمر الشريف يتذكر والديه في عمر الطفولة

وأضاف عمر الشريف عن والده: أحوال أبي كان يرعاها نجم سعد؛ وبالتالي كانت مسيرته إلى فلك ازدهار وكان مستوى معيشتنا يرتفع مع كل صفقةٍ جديدةٍ رابحة، أمي كانت تسعد أكثر من غيرها بما يحقِّقه أبي من مكسب؛ لأنها كانت تحصل على نصيبٍ منه، فتلعب أكثر وأكثر.

أما والدته التي حكى أنها كانت تلعب القمار، قال: وبدأت ظروفنا الجديدة التي تتحسَّن يومًا بعد يوم، تدفع بأمي إلى مخالطة النخبة، ومعاشرة الطبقة الأرقى، وساعدها في هذا أن تلك الفئة هي التي تقامر أكثر من غيرها. واصفًا والدته: صورتها قريبة جدًّا مما كانت عليه ممثلات السينما في الثلاثينيات، الطول المتوسط، والجسد الملآن في غير ترهل، أما سحرها ومكمن جاذبيتها فكان شعرها الطويل، الضارب إلى الحمرة.

كما تحدث عمر الشريف عن تربية والديه له التي كانت تحصنها المبادي والقيم، قائلًا: تعلم أبي في مدارس الفرير، ودرسَت أمي عند الراهبات، ومن هنا ترسبَت في نفسيهما تقاليد موحدة وقوية، وظلا مرتبطَين دائمًا بذلك الوشاح القوي، الذي يتولد عن التربية الدينية، ويجعل المثالية هي القِبلة، والمسلك القويم هو الطريق المختار. ولم يحدث أبدًا أن سمعتُ أبي يتلفظ مرةً واحدة بلفظةٍ نابية، كما لم يحدُث أن اغتاب والداي أحدًا؛ فقد كان كلٌّ منهما ملتزمًا بالمبادئ القويمة في قوله وتصرفاته.