رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

15 شهرًا من الحرب.. خطر المجاعة والنزوح يهدد مستقبل السودان

السودان
السودان

بعد 15 شهرا من الصراع المتصاعد، أصبح السودان يعاني من أكبر أزمة جوع في العالم حيث يعاني أكثر من نصف البلاد من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث أدت الحرب الأهلية في البلاد الى موت مليوني شخص جوعا. 

وحسب تقرير عبر شبكة “سي بي إس” الأمريكية، أصدرت العديد من الوكالات "إنذارا بوجود أزمة" في السودان الذي مزقته الحرب، مناشدة المجتمع الدولي لفشله في معالجة الحرب التي تدور رحاها هناك منذ أكثر من عام.

كما حذرت لجنة الإنقاذ الدولية من أن خطر المجاعة يلوح في الأفق، وقالت إن عدم التوصل إلى أي حل سياسي ترك السودان على شفا "كارثة ذات نطاق تاريخي".

مجاعة وخسائر فادحة 

وقال اعتزاز يوسف، مدير لجنة الإنقاذ الدولية في السودان، لشبكة سي بي إس نيوز: “العالم لا يراقبنا، نحن نتجه نحو المجاعة والخسائر الفادحة في الأرواح ودولة فاشلة”.

وحذر “يوسف” أن أسوأ أزمة نزوح في العالم سرعان ما تحولت إلى أسوأ أزمة جوع في العالم، وأن الوضع يزداد سوءا.

وأضاف أنه يمكن أن يموت مليوني شخص لأسباب مرتبطة بالجوع إذا لم يتحسن الوضع ولم تدخل مساعدات إنسانية إضافية إلى البلاد، وفقًا للعديد من المجموعات الإنسانية، مضيفة أن الوقت قد فات لتفادي خسائر فادحة في الأرواح، لكنها حذرت من أن البلاد على شفا مجاعة واسعة النطاق، حيث تعاني بعض المناطق بالفعل من وضع يشبه المجاعة.

ويقدر الخبراء أن أكثر من 222 ألف طفل سيموتون في الأشهر القليلة المقبلة إذا لم يتغير شيء، كما أنه من المتوقع أن يواجه 25.6 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد أو ما هو أسوأ من ذلك التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي 3+ خلال موسم العجاف القادم. 

ويمثل هذا زيادة بنسبة 40 في المائة تقريبًا في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر الأربعة الماضية، كما صنف تنبيه التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) المنشور حديثًا 755000 شخص على أنهم يعيشون في كارثة (المرحلة 5 من التصنيف الدولي للأمن الغذائي)، وهو التصنيف الأكثر خطورة على مقياس التصنيف المرحلي المتكامل. 

ويعاني هؤلاء الأشخاص من العوز والجوع، بعد أن استنفدوا سبل الحصول على الغذاء والتغذية السليمة.

ويحذر التقرير أيضا من أن ملايين الأشخاص الذين يعيشون في ولايات دارفور وشمال وجنوب كردفان والخرطوم والجزيرة معرضون لخطر المجاعة بشكل مباشر، وقد أفادت المنظمات غير الحكومية الدولية التي تستجيب في شرق تشاد بالفعل بأن آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، يفرون من دارفور عبر الحدود كل يوم بحثا عن الغذاء.

وأوضح التقرير أن أزمة الجوع غير المسبوقة في السودان هي النتيجة المباشرة للنزاع وتجاهل جميع أطراف النزاع للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، حيث يعيش أولئك الذين يعانون ويواجهون أسوأ أزمة جوع في البلاد في المناطق التي كان فيها العنف على أشده. 

وأدى القتال إلى تعطيل المحاصيل، وبينما تستمر الأسواق في العمل في العديد من المواقع، فإن العديد من الأسر التي تفر من منازلها ودون دخل لا تستطيع ببساطة شراء الغذاء، ولا تزال النساء والأطفال يتأثرون بشكل غير متناسب بأزمة الجوع، كما أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات تثير القلق بشكل خاص.

وأدت الهجمات العشوائية والمستهدفة على المراكز السكانية إلى نزوح الملايين وألحقت أضرارا بالغة بالبنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك محطات معالجة المياه والمستشفيات.

وفي الوقت نفسه، لا يزال الوصول إلى المساعدات الإنسانية مقيدًا بشدة بسبب الحواجز الإدارية، والقيود المفروضة على حركة المدنيين، والنهب أو العنف الذي يستهدف العاملين في المجال الإنساني. 

وقد تم وضع مناطق مثل الفاشر في شمال دارفور وكادقلي في جنوب كردفان تحت الحصار، مما ترك مئات الآلاف من المدنيين دون الحصول على الغذاء والماء لعدة أشهر متتالية.