كيف تنعكس الانتخابات الأمريكية على الأوضاع في غزة ولبنان؟.. خبير يجيب
قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد الرز، إنه لا شك في إن جبهة لبنان مع فلسطين المحتلة ترتبط تطوراتها مع المستجدات التي تشهدها حرب الإبادة الإسرائيلية ضد غزة، لافتا إلى إبلاغ حزب الله كل الوسطاء العرب والأجانب أن معاركه تنتهي لحظة توقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف الرز في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه مقابل ذلك فإن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بات يدرك أنه لم يحقق أي إنجاز سياسي في غزة وبالتالي أصبح مستقبله كرئيس حكومة وزعيم تكتل الليكود على حافة الانهيار، مشيرًا إلى أنه لذلك يتبع اليوم نهجا يراهن عليه لإنقاذ موقعه وهو تمييع اي مبادرة لإنهاء الحرب بانتظار شهر نوفمبر المقبل الذي سيحسم فيه انتخاب رئيس الولايات المتحدة الأميركية حيث يمني النفس بوصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
هروب نتنياهو من المبادرات المصرية والأمريكية
وتباع: "وبناء على هذا الرهان تملص نتنياهو من المبادرة المصرية، ثم من مبادرة الرئيس جو بايدن، ومع أن حركة حماس تخلت عن شروطها بوقف دائم لاطلاق النار خلال مفاوضات الإفراج عن الأسرى، إلا أن نتنياهو أعلن أنه لن يوقف الحرب إلا بعد تحقيق أهدافها التي عجز عن الوصول إليها طيلة الأشهر التسعة الماضية"، موضحًا أن بذلك نتنياهو يشتري المزيد من الوقت.
انعكاس التطورات على جبهة لبنان
في سياق متصل، اعتبر الرز أن هذه التطورات انعكست بالمزيد من التوتر على جبهة لبنان الجنوبية، لكن قادة الكيان الإسرائيلي يدركون أن اي مغامرة عسكرية بمحاولة الدخول البري إلى لبنان سوف تفشل خاصة إذا تحولت المعركة إلى حرب إقليمية ذات ثقل كبير لن يكون بوسع إسرائيل تحمله، مردفًا: "ولذلك فإن إرباكا عميقا حصل عند القيادة في تل أبيب، وأربك حساباتهم، فهي أن دخلت الحرب ضد لبنان بجيشها الحالي المنهك على امتداد تسعة أشهر ستدفع ثمنا باهظا، وإذا لم تدخلها واستمرت في حربها العنصرية ضد غزة فإن صواريخ ومسيرات المقاومة اللبنانية تتواصل وتبلغ مديات واسعة حتى عكا وما بعدها، فيما تتفاقم أزمة استمرار تهجير نحو مئة الف مستوطن من مناطق الجليل".
انعكاس الانتخابات الامريكية على لبنان وغزة
إلى ذلك أشار الرز، إلى تصريحات كل من وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي جالانت ونتنياهو، التي تحمل تهديدات شديدة اللهجة ولكنها ختتم بالدعوة إلى حل دبلوماسي، لافتًا إلى أنه من هنا يمكن الاستنتاج بأن الوضع في الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة، لن يشهد حربا موسعة الآن بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، أيضا لنفس أسباب تملص نتنياهو من مبادرات وقف إطلاق النار خاصة وأن الولايات المتحدة التي لا تستطيع إسرائيل خوض الحروب بمعزل عن دعمها، دخلت في سباق التنافس الرئاسي ضمن مرحلة صعبة ومعقدة تحمل الكثير من المفاجآت مما يمنعها حاليا من المشاركة الفاعلة في حروب اقليمية موسعة.