رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد انتخاب بزشكيان.. مستقبل "النووى الإيرانى" فى يد الرئيس الأمريكى الجديد

بزشكيان
بزشكيان

قال الباحث في القانون الدولي، كميل البوشوكة، إن كلا من الرئيس الإيراني المنتخب حديثا مسعود بزشكيان، والمرشح الخاسر سعيد جليلي، من الشخصيات الرئيسية في النظام الإيراني، ولذلك فإن النظام يعين الرئيس وفقا للظروف الدولية، ويكون الأمر متصلا تحديدا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف البوشوكة، وهو باحث إيراني- أحوازي، لـ"الدستور"، أنه لا يستطيع أي رئيس أن يتخذ قرارا بشأن الأجندة الاستراتيجية للنظام. وعلى سبيل المثال، في عام 2019، كان وزير الخارجية السابق جواد ظريف غاضبا من بعض القرارات التي اتخذها النظام دون التعاون معه، فأخبره خامنئي صراحة بأن الخطة الاستراتيجية لا تضعها وزارة الخارجية، بل النظام نفسه.

وانتخبت إيران مسعود بزشكيان رئيسا لها، في انتصار غير متوقع للمعسكر الإصلاحي في البلاد، وسط استياء اجتماعي عميق، وصعوبات اقتصادية، وحرب إقليمية.

وحصل بزشكيان على 16.3 مليون صوت، حسب التقارير التي نقلت عن السلطات المحلية، حيث شهدت انتخابات الرئاسة الإيرانية نسبة إقبال بلغت 49.8%. وأنهى منافسه سعيد جليلي، وهو مفاوض نووي يميني متشدد سابق، السباق بحصوله على 13.5 مليون صوت.

وتابع البوشوكة: الوزارات الست الرئيسية في الحكومة الإيرانية يتم تعيينها دائما بعد إعطاء خامنئي قراراته، مثل الخارجية والدفاع والمخابرات، والداخلية، والعدل، والاقتصاد، ويخضع قائد أركان الجيش الإيراني أيضًا لسيطرة المرشد، ويخضع الاقتصاد الإيراني، خاصة قطاعي النفط والغاز، لسيطرة الحرس الثوري الإيراني. ومن ثم، يتعين على كلا الطرفين الإصلاحي والأصولي المتشدد في إيران اتباع الخطة الجيوسياسية للنظام. 

البحث عن الهوية

وأشار إلى أن الناخبين في إيران معنيون بشكل أساسي ببعض الحقوق مثل الحقوق الاجتماعية والثقافية، وبالتالي فإن كل مجموعة من الناس لديها رسالتها الخاصة ضد النظام. وعلى سبيل المثال، قامت الشعوب غير الفارسية في إيران بالتصويت لصالح بزشكيان لأنه تركي أذري وليس فارسيا. لذا، فإن رسالة هذه المجموعة من الناس هي في الغالب رسالة سياسية تبحث عن الهوية.

وحول الملف النووي الإيراني، يرى "البوشوكة" أن أي حكومة في إيران لا تستطيع أن تتخذ قرارها بنفسها بشأن هذه القضية، لكن الحكومة يمكنها استخدام طريقتها الخاصة في التفاوض مع الغرب، وهذا يعني أن طريقة التفاوض بين بزشكيان وجليلي تكاد تكون مختلفة.

وواصل قائلا: إذا بقي الديمقراطيون في السلطة الأمريكية، فقد يكون ذلك حلا مؤقتا للقضية النووية. لكن إذا عاد ترامب إلى السلطة، فلن ينجح الحل المؤقت أبدا، وستواجه إيران عقوبات شديدة. وعلى سبيل المثال، أشار جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق في عهد حسن روحاني، إلى أن بايدن منح إيران بعض الطرق للالتفاف على العقوبات، ولكن إذا عاد ترامب فسنواجه عقوبات صارمة من قبل الولايات المتحدة، ربما أصعب من عام 2017 إلى عام 2020. 

وتوقع "البوشوكة" أن يتبع بزشكيان سياسة محمد خاتمي وحسن روحاني في التواصل مع دول المنطقة. لكن بعض القضايا، مثل ملف العراق وسوريا ولبنان واليمن، تخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني، لذلك سيتم تعيين السفراء من قبل الحرس وليس وزارة الخارجية الإيرانية.