رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

75 عاما من المحاولات.. لماذا لا تصل مفاوضات الفلسطينين والإسرائيليين إلى نتائج؟

المفاوضات بين الجانبين
المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي

منذ السابع من أكتوبر الماضي، والحرب لا تزال مشتعلة بين الفلسطينيين من جهة وقوات الاحتلال الإسرائيلية من جهة أخرى، تسعة أشهر من لهيب نيران لا يهدأ، وأصوات "الزنانات" الإسرائيلية كما يطلق عليها أهالي فلسطين لا تنتهي، الخوف والقلق يسيطران على المشهد، ورائحة الدماء تفوح من كل ماء. 

تعتبر هذه الحرب من أقوى الحروب التي دارت بين الجانبين، وأشدها فتكًا بالفلسطينيين، حيث تسببت في مقتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، بل أنها كانت سببًا في إبادة عائلات ومناطق، ومدن بأكملها، الأمر الذي جعلها تعرف عالميًا بحرب الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي. 

كل هذا وأكثر جعل الكثيرين يسألون لماذا لا يتفق الطرفان، خاصة أولئك الذين يتابعون القضية عن قرب للمرة الأولى، لماذا لم يتوصلا إلى حل على مدار السنوات الخمس بعد السبعين، هي عمر الخلاف والاحتلال. 

في السطور التالية نشير إلى تاريخ المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي طوال هذه المدة، ومن خلال العرض تتضح أسباب الخلافات وأسباب فشل المفاوضات. 

قرار مجلس الأمن رقم 242

سنة 1967 وتحديدًا في نوفمبر، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 242، والذي جاء فيه ضرورة انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها مؤخرًا، وهي الأرض التي احتلتها في حرب 1967، من مصر وسوريا والأردن، وبالطبع فلسطين، لكن شيء من ذلك لم يحدث. 

اتفاقية كامب ديفيد

الرئيس السادات، المنتصر في الحرب التاريخية، حرب أكتوبر المجيدة، أعلن من مصر، رغبته في السلام، وتصديقًا لدعواه ذهب إلى الكنيست الإسرائيلي وكرره طلبه ومد يده بالسلام، تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية التي لعب دور الوسيط في إتمام عملية السلام تلك، وحاول الرئيس الراحل محمد أنور السادات، طرح جميع الخلافات العربية مع إسرائيل على الطاولة، وعلى الرأس منها القضية الفلسطينية، أراد تنفيذ بنود القرار الصادر من مجلس الأمن سابقًا رقم 242، لكن رفض الفلسطينيين أنهم التفاوض ولم يحضروا إلى طاولة الاتفاق، مما صعب الموقف على السادات وحال دون الوصول إلى اتفاق آمن. 

السادات ورغم حالة الرفض الكبيرة في الداخل والخارج لما قام به من سلام مع إسرائيل إلا أنه لم ييأس وحاول مرة أخرى أواخر السبعينيات، في عام 1979، الوصول إلى اتفاق آمن يرضي فلسطين لكن هذه المرة فشلت أيضًا، وتوفي السادات بعدها. 

مؤتمر مدريد 1991

مرت أثني عشر سنة كاملة على محاولة السادات الثانية والأخيرة؛ لتعلن الولايات المتحدة الأمريكية رعايتها لمؤتمر مدير للوساطة بين إسرائيل من جهة والعرب من جهة أخرى، وفي مقدمتهم فلسطين، وجاء ذلك كله على خلفية الاتفاق السابق بين مصر وإسرائيل وأسوة به، غير أن الفلسطينيين لم يتفقوا على كلمة واحدة، ووافق بعض منهم على الحضور وتخلف البعض الآخر، وعلى الرغم من ذلك تم الوصول إلى حل وأسفر عن رغبة في الاتفاق تجلى أثرها بعد ذلك فيما عرف باسم اتفاقية أسلو. 

اتفاقية أوسلو 1993

بوساطة ورعاية نرويجية، أجريت المفاوضات هذه المرة بين إسرائيل وفلسطين، وعنها منظمة التحرير الفلسطينية، وفي سبتمبر من العام 1993، توصل الطرفان إلى اتفاق يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية وغزة على مراحل وإنشاء سلطة حكم ذاتي فلسطينية، في المقابل الاعتراف بالحقوق الشرعية والسياسية لإسرائيل مع العودة إلى بنود القرار الصادر من الأمم المتحدة رقم 242، وقع الطرفان وتبادلا المصافحة، إلا أن حماس رفضت، واستمرت في عملياتها الانتحارية ضد إسرائيل ومعها المجموعات التي يقودها المستوطنون داخل إسرائيل، الأمر الذي حال دون الاتفاق إلى حل كامل. 

اتفاقيات من العام 2000 حتى اليوم 

بداية من العام 2000 وحتى اليوم جرت عدد من المحاولات بين الطرفان، منها كامب ديفيد 2000، طابا 2001، خطة السلام السعودية 2002، خارطة الطريق 2003، اتفاق جنيف 2003، وأنابوليس 2007، وما بعدها، لكنها جميعا باءت بالفشل ولم تسفر عن اتفاق واحد يرضي الطرفان.