رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الانتخابات الفوضوية والكارثة السياسية.. رد فعل صادم من ماكرون على الأزمة

ماكرون
ماكرون

كشفت مجلة "بولتيكو" الأمريكية، رد فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد الانتخابات التشريعية الفوضوية التي شهدتها فرنسا على مدار الأيام الماضية، والتي يمكن أن تقود فرنسا لأكبر أزمة سياسية في تاريخها الحديث، خصوصًا مع قرار الرئيس الفرنسي بالإبقاء على جابريال أتال رئيسًا للوزراء، وهو أمر من شأنه إشعال الأزمات مع اليسار.

وتابعت أن رد فعل ماكرون كان غريبًا وصادمًا، حيث كان متفائلًا وسعيدًا بالرغم من حالة الاحتقان الداخلي والخوف من فكرة البرلمان المعلق.

 

ماكرون متفائل بعد إبعاد اليمين المتطرف عن السلطة.. ماذا يحدث خلف الكواليس؟

وأضافت أنه بالرغم من أن الناخبين في فرنسا التفوا حول الجبهة اليسارية ونجحوا في منع اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان من الاستيلاء على السلطة، لكن الانتخابات الفوضوية أسفرت عن فوز ضعيف للأحزاب وعدم حصول أي منها على أغلبية في البرلمان تمكنه من تشكيل الحكومة، ما يعني أن ماكرون قاد بلاده لأكبر وأسوأ اضطرابات سياسية في تاريخها الحديث.

وتابعت المجلة أن البرلمان المعلق يعني إغراق السياسة الفرنسية في اضطراب قد يستمر لأشهر، الذي جاء بعد أن دعا ماكرون إلى إجراء انتخابات مبكرة في يونيو في محاولة لوقف صعود التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة لوبان، لكن حزبه عزز مكانته وفاز بخمسين مقعدًا أكثر مما كان عليه في عام 2022، في حين تراجع الائتلاف الليبرالي للرئيس.

وقال رئيس الوزراء، جابرييل أتال، إنه سيقدم استقالته، لكن ليس من الواضح من يمكنه تولي المسئولية.

وأشارت المجلة، إلى أنه يبدو أن كل هذه الأزمات لم تؤثر على مزاج الرئيس الفرنسي، ففي تجمع خاص مع حلفائه ليلة الأحد، كان ماكرون متفائلًا، قائلًا لهم: "أفكارنا لا تزال حية ولم نفقد الناخبين"، وفقًا لأحد الحاضرين الاجتماع.

وأضافت أن مع الفوضى التي تعيشها السياسة الفرنسية، وتوقعات بأن يكون الحكم في فرنسا ما يشبه الجحيم، لا يزال ماكرون متفائلًا بطريقة غريبة.

وأشارت إلى أن الجمعية الوطنية التي تضم 577 مقعدًا، وهي مجلس النواب في الهيئة التشريعية الفرنسية، ليست بالمشهد الجميل- فهي منقسمة بين اليسار والوسط واليمين المتطرف، ولا توجد أي مجموعة تقترب حتى من الأغلبية، حيث لا تصل جميعها إلى 200 نائب.

وقال سيلفان مايلارد، النائب عن حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون: "ليس من الممكن أن تحكم فرنسا إذا لم يكن لديك ما بين 240 و250 مشرعًا، كنت رئيسًا لجماعة النهضة مع ائتلاف يضم 250 عضوًا في البرلمان وكان الأمر معقدًا للغاية بالفعل".

ورغم أن التحالف اليساري وليبراليي ماكرون اتفقا على التعاون والتصويت تكتيكيًا لمنع حزب التجمع الوطني بزعامة لوبان من الفوز، فإن تشكيل تحالف أعمق بين المجموعتين لحكم فرنسا يبدو غير مرجح.

وأضافت المجلة أن زعيم اليسار المتطرف المخضرم جان لوك ميلينشون، أحد الأحزاب داخل التحالف اليساري، استبعد الحكم مع الليبراليين التابعين لماكرون، وبالمثل، قال رئيس وزراء ماكرون، جابرييل أتال، إن فريقه لن يتقاسم السلطة أبدًا مع ميلينشون.

وأشارت إلى أن أتال، فتح مساء الأحد، الباب أمام قيادة حكومة تصريف أعمال لتوفير بعض الاستقرار خلال دورة الألعاب الأوليمبية في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وأيًا كانت الحكومة التي ستخرج من هذه الفوضى، فمن غير المرجح أن تكون مستقرة لفترة طويلة، وستكون محادثات الميزانية هذا الخريف بمثابة نقطة التوتر المحتملة الأولى.

 وتتعرض فرنسا لضغوط لخفض عجزها بعد أن فشلت في تحقيق الأهداف في وقت سابق من العام. هناك العديد من الأفكار التي لن يتفق عليها اليسار والليبراليون واليمين المتطرف أبدًا، وتقع السياسة المالية بالقرب من أعلى القائمة.

وأضافت المجلة أن اليمين المتطرف تراجع لكنه لم ينهر، ما يعني إمكانية عرقلة أي محاولات حكومية لتمرير أي قرار في البرلمان.