الكنافة بـ 10 جنيهات.. "محمد" طالب في معهد ببني سويف وصانع حلوى بحلوان (صور)
أمام مكان صغير، أعدّه محمد صاحب الـ 20 عامًا، تدور الصواني لتصنع الحلوى على نار هادئة.. يحفظ الشاب متى يضع الآنية فوق شُعلته، ومتى يحملها عنها ليُقدمها لزبائنه.. صنيع أتقنه الشاب، ليُقدمه في أطباق صغيرة بـ 10 جنيهات، في مهنة اتخذها من مدينة حلوان بالقاهرة ليسير فيها جنبًا إلى جنب مع دراسته في أحد المعاهد في محافظة بني سويف.
يروي محمد علاء بداية حكايته مع صناعة الحلوى، قائلًا: “طالما كنت شغوفًا بصناعة الحلويات منذ الصغر، لذلك قررت العمل في أحد مصانع مدينة شبرا الخيمة بعدما أنهيت دراستي الثانوية، واعتادت فيها مشاهدة صانعي الحلوى وهم يحضرون الحلويات بمختلف أشكالها المتنوعة والمميزة للزبائن وبمرور الوقت أصبحت أشاركهم في إعدادها، حتى أتقنت صناعتها”.
ويواصل حديثه، مؤكدًا أنه بعدما أصبح ماهرًا في إعداد الحلويات بأشكالها المختلفة، دار ينقب في كل مكان عن المناطق المزدحمة التي تشهد حركة مرور كبيرة ويقيس مدى إمكانية جذبها للزبائن، حتى استقر في النهاية على شارع رئيسي إلى جانب محطة مترو حلوان؛ لكثافته السكانية العالية، ما يوفر عائد ضخم من الأموال يغطي تكلفته من المعيشة والإيجار.
يختلف الشاب عن بقية منافسيه في صناعة الحلوى بأسعاره الرخيصة، حيث يقدم أطباق الكنافة بأسعار تتراوح بين 10 و15 جنيهًا، ما يجذب إليه الكثير من الزبائن الذين يبحثون عن الجودة بأسعار معقولة، وحرصًا منه على أن يتمكن الجميع من شراء الحلويات التي يصنعها.
ويواصل "محمد" حديثه قائلًا: أصررت على تقديم الحلويات بأسعار معقولة للمواطنين رغم ارتفاع أسعار المواد الأساسية المستخدمة في صناعة الحلوى مثل الزيت والسكر، حيث يتراوح أسعار أطباق الحلويات بين 10 و15 جنيهًا.
وواجه "علاء" الكثير من الصعاب، ومنها أن الإقبال على المحل لم يكن كبيرًا في البداية، حيث كان الزبائن يفضلون المحال المعروفة والقديمة، مواصلًا: لكن لم أستسلم لذلك، وقررت البحث عن طريقة لتمييز منتجاتي عن الآخرين، ولذلك استخدمت السمن البلدي في صناعة الحلويات، مما أكسبها نكهة مميزة وجودة عالية، وبدأت سمعتي المتمثلة في جودة منتجاتي تنتشر حتى أقبل الزبائن على محلي الصغير من مختلف أنحاء القاهرة، لتذوق الحلويات التي أقدمها وبمرور الوقت، أصبحت معروفًا في المنطقة بفضل جودة الحلويات ونكهتها، وأصبحت مبيعاتي منها أضعاف ما كانت عليه في البداية.
ويحلم الشاب، بتوسيع عمله ليصبح لديه براند خاص به معروف في جميع أنحاء البلاد، ويعمل الآن بجد لتحقيق هذا الحلم وفتح فروع جديدة لمحله في المستقبل.