رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانتخابات الفرنسية.. كيف تحول ماكرون من سياسي ناجح إلى زعيم ضعيف؟

ماكرون
ماكرون

ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الفشل السياسي المتوقع للرئيس إيمانويل ماكرون في الانتخابات البرلمانية الفرنسية الحاسمة غدًا الأحد، قد يؤدي إلى شل البلاد وإضعافه في الخارج ويلقي بظلاله على إرثه، في الوقت الذي تستعد فيه فرنسا لدخول دائرة الضوء العالمية باعتبارها مضيفة أولمبياد باريس.

وأسفرت الجولة الأولى من الانتخابات المبكرة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي، عن فوز حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بنسبة 33% من الأصوات، فيما حصلت الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية على 28%، وحصل ائتلاف الأحزاب الداعمة لماكرون على 20% من الأصوات.

وقالت أسوشيتد برس في تقرير لها اليوم السبت، إن أصغر رئيس لفرنسا على الإطلاق معروف على الساحة الدولية بجهوده الدبلوماسية الدؤوبة ومبادراته المؤيدة لأوروبا، لكن الآن يتساءل الكثيرون كيف سيتمكن من الحفاظ على زمام الأمور في البلاد مع احتمال عدم وجود أغلبية في البرلمان وحكومة مواجهة.

وأضافت: “أنه دستوريا يمنع ماكرون من الترشح لولاية ثالثة على التوالي في عام 2027، وأنه مهما كانت نتيجة جولة الإعادة يوم الأحد، فمن غير المتوقع أن تكون أخبارًا جيدة للرئيس صاحب الـ46 عامًا”.

ووصفت وسائل الإعلام الفرنسية مؤخرًا أجواء نهاية الحكم في قصر الإليزيه الرئاسي، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن تحالف ماكرون الوسطي يتجه نحو الهزيمة في جولة الإعادة يوم الأحد، بعد أن احتل المركز الثالث في الجولة الأولى.

وقال المحلل السياسي المقيم في باريس دومينيك موسي لوكالة أسوشيتد برس: "يبدو كما لو أن الفرنسيين أرادوا في الاقتراع الأول معاقبة رئيسهم".

وأضاف: “إذا فاز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاؤه بأغلبية في البرلمان، فإن ذلك سيضع الرئيس الوسطي في موقف حرج حيث يتعين عليه العمل مع رئيس وزراء قومي مناهض للهجرة”.

وتابع: “بخلاف ذلك، قد يضطر ماكرون إلى البحث عن وسيلة لتشكيل حكومة فاعلة، ربما من خلال عرض صفقة على منافسيه اليساريين”، مشيرًا إلى أنه في كل الأحوال، فإنه لن يكون قادرًا على تنفيذ خططه الخاصة، التي كانت مبنية على سياسات مؤيدة للأعمال التجارية تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الفرنسي.

وقال موسي: "نحن في المجهول"، لأن الحكومات الائتلافية ليست تقليدا فرنسيا.

الناتو قد يناقش مصير ماكرون الذي اعتاد الظهور كلاعب عالمي

وفي الخارج، اعتاد ماكرون الظهور كلاعب عالمي رئيسي معروف بنشاطه الدبلوماسي المتواصل، حيث شارك بشكل كبير في الخطوات الغربية المتخذة لدعم أوكرانيا منذ الغزو الروسي في فبراير 2022. 

وفي الشرق الأوسط، تضغط فرنسا من أجل بذل جهود دبلوماسية مع شركائها العرب.

وفي وقت سابق من هذا العام، حدد ماكرون أيضًا رؤيته للاتحاد الأوروبي، وحث الكتلة المكونة من 27 دولة على بناء دفاع قوي خاص بها وإجراء إصلاحات تجارية واقتصادية كبرى من أجل التنافس مع الصين والولايات المتحدة.

في هذا السياق، نوهت أسوشيتد برس بأن الدستور الفرنسي يمنح الرئيس بعض الصلاحيات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والشؤون الأوروبية والدفاع. لكن تقسيم السلطة بين رئيس وزراء من حزب منافس لا يزال غير واضح، وبدون دعم الحكومة، قد يصبح دور ماكرون محدودا.

وتوقعت الوكالة، أن يصبح مصير ماكرون موضوعا للنقاش الأسبوع المقبل في قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن والتي ستكون مناسبة لاجتماع زعماء العالم مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر.

وقال موسي: "إن المفارقة في الوضع الحالي هى أنه نتيجة للانتخابات الأخيرة في بريطانيا العظمى وفرنسا، سيكون هناك عدد أكبر من بريطانيا العظمى وعدد أقل من فرنسا في قمة الناتو"، وستكون الشخصية الأقوى هى رئيس الوزراء الجديد لبريطانيا العظمى والشخصية الضعيفة ستكون رئيس فرنسا.