كمال كرار لـ"الدستور": الشعب السودانى يريد وقف الحرب.. وهناك منتفعون من استمرارها
انطلقت اليوم في القاهرة، أعمال مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية، بمشاركة العديد من القوى السياسية الفاعلة وأطراف إقليمية ودولية.
وفي هذا الإطار أوضح الكاتب والصحفي السوداني كمال كرار، أنه رغم أن غالبية الشعب السوداني تأمل في وقف الحرب، إلا أن الحرب نفسها أصبحت غاية لبعض القوى السياسية والحركات المسلحة، إذ يتخذونها وسيلة للبقاء في السلطة، ولهذا يشجعون على استمرارها، أو يشاركون فيها.
وقال كمال كرار، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن مؤتمر القاهرة قد لا يحدث أي اختراق لأنه يجمع التناقضات على طاولة واحدة، موضحًا: "كما نقول في السودان التعيس مع خائب الرجاء".
وتابع: "بالتالي فهو قفزة في الظلام، الذين قبلوا الدعوة للمؤتمر خلافاتهم على السلطة والنفوذ، وكانوا يومًا على رأس السلطة الانتقالية، سواء تجمع "تقدم" أو الحركات المسلحة، لكنهم فشلوا في كل المهام وباعوا الثورة السودانية لأول مُشترٍ، الشعب سماها الفترة الانتقامية، وهم المسئولون عن ما يحدث اليوم".
واختتم تصريحاته، قائلًا: "في رأيي أن المؤتمر لن يخرج باتفاق، وقد ينسحب البعض منه، والبعض سيعتبره تظاهرة سياسية".
انطلاق مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية بالقاهرة
وانطلق في القاهرة اليوم، مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية، بحضور شركاء إقليميين ودوليين معنيين، بهدف الوصول إلى توافق بين مختلف القوى السودانية حول كيفية بناء سلام شامل ودائم من خلال حوار وطني سوداني- سوداني.
ومنذ اندلاع الحرب السودانية بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، لم تنجح المساعي والمبادرات والوساطات المحلية والإقليمية والدولية في وقف الحرب، أبرزها منبر جدة التفاوضي بتسهيل ووساطة سعودية– أمريكية مشتركة، ومبادرة منظمة إيقاد والاتحاد الإفريقي واللجنة الرباعية التي ضمت كلًا من كينيا وجنوب السودان وإثيوبيا وجيبوتي، ثم مؤتمر قادة دول جوار السودان الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة في الـ13 من يوليو 2023، إلى جانب مساع ومبادرات أخرى من الجامعة العربية وتنسيقية (تقدم) ثم مفاوضات البحرين السرية، وصولًا إلى لقاءات سرية بالمنامة ووساطات ليبية وتركية لمفاوضات غير مباشرة بين الجانبين.
وعلى الرغم من نجاح منبر جدة، الأكثر فاعلية ضمن المبادرات في جمع الطرفين أكثر من مرة على مائدة التفاوض والتوصل في الـ11 من مايو 2023، إلى اتفاق مبدئي في شأن القضايا الإنسانية وتخفيف المظاهر العسكرية، فإن المفاوضات علقت مرتين، وما زالت معلقة منذ أكتوبر 2023 حتى اليوم.