توجو مزراحي.. حكاية تحول أقدم ستوديو سينمائي لمكان مهجور
![جانب من تصوير أقدم](images/no.jpg)
داخل أحد الأزقة الضيقة بميدان الجيزة، وتحديدًا خلف السينما الصيفي الفنتازيو، يوجد واحدًا من أقدم وأشهر ستوديوهات التصوير وصناعة السينما في مصر، في فترة ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وهو ستوديو تاجو مزراحي.
مخرج سينمائي وواحدًا من أشهر صناع السينما في أوائل القرن الماضي، والذي اكتشف القيثارة ليلي مراد وعدد من نجوم الزمن الجميل، وتعود جذوره إلي أسرة ايطالية مصرية ذات ديانة يهودية،كان لها عامل رئيسي في رحيله عن مصر بعد حرب سنة ١٩٤٨م، وبداية الأزمة بين العرب والكيان الصهيوني، حيث تعرض مزراحي إلي بعض الانتقادات التي كانت سبب في رحيله عن مصر والهجرة إلي إيطاليا، حتي توفي بها عام ١٩٨٦م.
أقدم ستوديو تصوير
قامت الدستور بجولة ميدانية في المكان السينمائي التاريخي داخل شارع حسني بوسط الجيزة، للوقوف علي ما ألت عليه أحواله بعد زمن طويل من سفر صاحبه ورحيله عن مصر.
وجدنا أن الأمور اختلفت تمامًا عن سابقها، ولم يتبقي منه سوي المبني التاريخي لتحميض الأفلام ولكنه تحول إلي مكان مهجور، واجهته متهالكة، وعمدانه أيلة للسقوط، مع وجود بوابة حديدية تستر ما تبقي من هذا المكان التاريخي، الذي تحاوطه من كل جهة المحلات التجارية والمقاهي الشعبية.
وتحدثنا مع عم هاشم رجل سبعيني وأحد أقدم سكان المنطقة، الذي قال " الجيزة كانت مليئة بالمبدعين ونجوم الزمن الجميل في جميع المجالات، علي سبيل الذكر لا الحصر الكاتب الكبير الراحل محمود السعدني، نجم نادي الزمالك في فترة الستينات كابتن عمر النور، ويوسف بك وهبي الذي كان يملك السينما الصيفي المتواجدة خلف الإستوديو.
ويعتبر توجو مزراحي واحدًا من الفنانيين الذين سطروا تاريخ كبير في مجال صناعة السينما، حيث اكتشف عدد كبير من الفنانين، واشترك في أفلام عديدة النجم الكوميدي الراحل علي الكسار، بينما كان يعتبر سببًا في متاعب للكوميديان الكبير اسماعيل ياسين، بسبب عدم اقتناعه به في بداياته، حيث قرأت في إحدي الصحف قديمًا انه كان يصفه بالفنان ذو الفم الكبير، وهو ما سبب مشاكل نفسية لإسماعيل ياسين في بداياته، وكان مزراحي دائم التواجد داخل هذا الاستوديو الذي شهد تصوير أفلام عديدة في فترة أربعينات وخمسينات القرن الماضي، وعند تأسيسه اطلق عليه أسم ستوديو الجيزة.
وعقب حرب 1948، ترك مزراحي مصر وسافر إلي إيطاليا موطن أهله، حت توفي بها، وتوارث ما تبقي من أهله في مصر المكان، حتي أصبح علي هذا الحال، مهجورًا منذ سنوات طويلة".
وبالحديث مع شخص أخر وهو شاب ثلاثيني يدعي كريم ويعمل بأحد فرشات الملابس الملاصقة للإستوديو، قال " بصراحة أنا من أبناء المنطقة، وأول مرة أعرف ان هنا يوجد ستوديو سينمائي، كل معلوماتي عن سينما الفانتازيو فقط، وان صاحبها كان الفنان الراحل يوسف وهبي، وان الورثة كانوا عارضينها للبيع منذ فترة طويلة، ولكن الاستوديو المذكور مشهور بالنسبة لينا كمكان مهجور منذ عدة سنوات ".
![جانب من تصوير أقدم ستديو سينمائي](/Upload/libfiles/446/9/190.jpeg)
![جانب من تصوير أقدم ستديو سينمائي](/Upload/libfiles/446/9/191.jpeg)
![جانب من تصوير أقدم ستديو سينمائي](/Upload/libfiles/446/9/192.jpeg)
![جانب من تصوير أقدم ستديو سينمائي](/Upload/libfiles/446/9/193.jpeg)
![جانب من تصوير أقدم ستديو سينمائي](/Upload/libfiles/446/9/194.jpeg)
![جانب من تصوير أقدم ستديو سينمائي](/Upload/libfiles/446/9/195.jpeg)