قيادات إعلامية بحجم التغييرات الوزارية
كان من الأهمية بمكان ضرورة تماهي وتوافق آليات عمل الأجهزة الإعلامية مع ما حدث من تغييرات في بنيان وآليات عمل الحكومة الجديدة وما حدد لتلك الحكومة من أهداف ينبغي تحقيقها على عجل لنجاح أهداف عملها للتفاعل مع الشارع المصري في فترة تتزايد فيها التحديات وتتوالى فيها أهمية استكمال مشاريع إعادة البناء واستكمال آليات دعم الوعي عبر كل مؤسسات الثقافة والإعلام والفكر الإنساني المعاصر.
نعم، كان لابد من تماهي أجهزة الإعلام والثقافة والتفاعل مع الجماهير عبر كل وسائط الاتصال الإعلامية والفكرية، وحسن اختيار من يديرون أجهزتها بفكر متجدد وتفاعل متسارع يضع لتوصيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة الجديدة برامج إعلامية داعمة لوعي الجماهير بأهميتها وداعية لها للمشاركة لتفعيل أهدافها على أرض المحروسة.
وعليه، صواب ما تردد عن اختيار الكاتب الصحفي الرائع ضياء رشوان لتولي رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بعد أن حقق الكثير من النجاحات عبر إدارته فعاليات الحوار الوطني بخبرة إعلامية ووطنية رائعة ورؤية متجددة لواقع هموم الشارع المصري وأحلام مواطنينا.
أيضًا من القرارات الإيجابية ترشيح الإعلامي والنائب طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، لرئاسة الهيئة الوطنية للإعلام، بالإضافة إلى تجديد الثقة في المهندس عبدالصادق الشوربجي كرئيس للهيئة الوطنية للصحافة.
ويتعامل المراقبون مع هذه التغييرات على أنها لا تقل أهمية عن التغييرات التي تم إجراؤها على تركيبة الحكومة، والتي يريد الناس أن يروا نتائجها على الأرض.
ويمكن اعتبار التغيير الذي جرى في قيادات أجهزة الإعلام على أنه مؤشر على رغبة في التجديد وقياس مدى التأثير في هذا المجال، وهو يتواءم مع بدء الولاية الجديدة لحكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي من المنتظر أن تشهد تغييرات أخرى، قد تأتي شبيهة لما جاء في القطاع الصحافي، الذي ابتعد عن الصدمات، وظهر بلا مفاجآت.
ويمكن التعامل مع التغيير الإعلامي على أنه سياسي أيضًا، الهدف منه تدارك الثغرات في أداء بعض الصحف والمواقع الرسمية لتتمكن من التعبير عن طموحات الرئيس السيسي، الذي أبدى سابقًا تحفظات عديدة على الأداء الإعلامي الحكومي.
وينبغي أن يكون الهدف من تلك التغييرات إعادة الاعتبار للإعلام، حتى لا يبقى التباعد بين المواطن والحكومة والقيادة السياسية مستمرًا.
ولا شك أن التغييرات التي حدثت في القيادات الإعلامية والصحفية لابد تعكس طبيعة الفكر في اختيار الكوادر وتأهيلها في مصر، وأنها تتطور عن المراحل السابقة، وهي إشارة تنطبق على كل الاختيارات في المناصب الرئيسية بالدولة خلال السنوات العشر الماضية.
وللجماهير آمال عريضة أن تنعم كل محافظات المحروسة بمؤسسات إعلامية فرعية تحقق التواصل بينهم وبين كل مؤسسات الدولة عبر تفعيل عمل القنوات التليفزيونية المحلية ودعم وجود صحف إقليمية ومراكز لدعم الوعي الجماهيري وقياس الرأي العام.