هل ينجح مسعود بيزشكيان فى حسم انتخابات الرئاسة الإيرانية؟
أكدت صحيفة الجارديان البريطانية، أن معدل المشاركة المنخفض القياسي في انتخابات الرئاسة الإيرانية في الجولة الأولى التي جرت الشهر الماضي يظهر ضعف الثقة في العملية الانتخابية، وسط ترقب للجولة الثانية التي تجري يوم الجمعة بين مسعود بيزشكيان وسعيد جليلي.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن السماح لمرشح إصلاحي وهو مسعود بيزشكيان بالترشح لم يمنع تراجع نسبة المشاركة.
تراجع نسب الإقبال فى انتخابات الرئاسة الإيرانية
ومن المقرر أن تجري جولة الإعادة الرئاسية يوم الجمعة بين المتشدد سعيد جليلي والإصلاحي مسعود بيزشكيان وهي الانتخابات التي لديها القدرة على إعادة إيران إلى مسار التعامل مع الغرب وفق الجارديان.
وقالت الجارديان إن الجولة الأولى من التصويت، التي انتهت يوم الجمعة الماضي، حطمت على الأقل بعض الأساطير الإيرانية الراسخة، الأول هو أنه من خلال السماح لمرشح إصلاحي بالترشح، وضمان انتخابات أكثر تنافسية، يمكن للنظام أن يوقف تراجع المشاركة على المدى الطويل وبدلًا من ذلك، وصلت نسبة المشاركة إلى مستوى قياسي بلغ 39.9% فقط من أصل 61.45 مليون ناخب، بما في ذلك 1.2 مليون ورقة تالفة.
وتراجعت نسب الإقبال على انتخابات الرئاسة الإيرانية رغم أن المرشد الأعلى، علي خامنئي، حث كل إيراني مؤهل على التصويت، فيما يشكل الإقبال الكارثي أزمة شرعية بالنسبة له.
فرص فوز مسعود بيزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية
وكان من المتوقع ألا يتمكن بيزشكيان من أخذ زمام المبادرة في الجولة الأولى ما لم تصل نسبة المشاركة إلى ما يقرب من 60% وبدلا من ذلك، تصدر نتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية، حيث حصل على 10.4 مليون صوت، أي أكثر بمليون صوت من جليلي.
ومن المرجح أن تذهب أصوات المرشحين المحافظين الآخرين الذين خرجوا من الجولة الأولى إلى جليلي، وبالتالي فإن الفوز في الانتخابات يظل مهمة شاقة بالنسبة لبيزيشكيان وهو في حاجة ماسة إلى إقناع الذين امتنعوا عن التصويت بأنهم لا يستطيعون أن يظلوا غير مبالين في الجولة الثانية، وأن رئاسة سعيد جليلي من شأنها أن تدفع إيران إلى العصور المظلمة بالنسبة للاقتصاد، والحريات الفردية، والسياسة الخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بيزشكيان يبذل قصارى جهده للحصول على دعم النساء بشكل خاص فسبق وقال: "أعلم أن النساء اليوم لا يرغبن في أن يقرر شخص آخر زواجهن وتعليمهن ومهنتهن وملابسهن وأسلوب حياتهن فهن يريدن تحديد خياراتهم الخاصة، ومن حقهن الطبيعي أن يتخذن قرارات بشأن حياتهن أنا أحترم اختياراتهن وسأبذل قصارى جهدي لتوفير منصة لهن ليصبحن أفضل نسخة لأنفسهن".
كما بذل بيزشكيان قصارى جهده لإظهار تفهمه لمن فقدوا الثقة في العملية الديمقراطية، مؤكدا أن أساس المجتمع هو شعبه، مشيرا إلى أنه عندما لا يتوجه 60% إلى صناديق الاقتراع، تكون هناك مشكلة.
وقال في مناظرة تليفزيونية يوم الإثنين إنه كان يُنظر إلى السياسيين في إيران على أنهم طبقة منفصلة موضحا: "إذا أردنا أن يتعاون الناس، يجب أن يصدق الناس أنني سأجلس على نفس الطاولة التي يجلسون فيها، وسيتم توظيف أطفالي وأقاربي بنفس الطريقة التي يعمل بها أطفالهم وأقاربهم"، كما تساءل عن سبب تعرض الطلاب الذين اشتكوا للضرب أو السجن.
وأوضح المرشح الإصلاحي أن جليلي، من خلال ابتعاده أكثر عن الغرب، يقدم وصفة لمزيد من العقوبات، وانخفاض سعر الصرف وزيادة القمع قائلا "كلما زدنا من تفاعلاتنا، كلما تمكنا من العيش بشكل أفضل فلنبدأ بجيراننا ثم نتقدم إلى أبعد ما نستطيع".
وحذر بيمان جعفري، الأستاذ المساعد في جامعة ويليام وماري في الولايات المتحدة، من أن جليلي يعرف دائرته الانتخابية، مشيرا إلى أنه حول تركيزه إلى المناطق الريفية وفقراء الحضر من خلال الوعد بالدعم الاجتماعي، في حين اتهم بعض حلفائه بيزشكيان بالتخطيط لزيادة عدد السكان.
وقالت الصحيفة إنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن التوتر المتزايد بين المرشحين سيترجم إلى نسبة إقبال أعلى بكثير يوم الجمعة.