سيد هويدى: شعرت بإهانة منصب رئيس الجمهورية وقت وصول محمد مرسى للحكم
تحل اليوم الذكرى الـ11 لثورة 30 يونيو، ذلك اليوم المشهود من أيام مصر في تاريخها الحديث والمعاصر، حيث خرج الملايين للدفاع عن هوية الشخصية المصرية وفي هذا اللقاء يستدعي الفنان التشكيلي سيد هويدي أيام اعتصام المثقفين بوزارة الثقافة.
أين كنت يوم 30 يونيو 2013؟
كنت في اعتصام المثقفين الثوار بمقر وزارة الثقافة في شارع شجرة الدر علي نيل جزيرة الزمالك، ذلك الاعتصام الذي استمر أكثر من أربعين يوما وليلة، وبدأ بطرد الوزير الذي اختارته وزارة الإخوان، رغم أننا بدأنا الاعتصام بمجموعة صغيرة جدا، إلا أن هذه المبادرة استمرت، وإن كانت في الأيام الأولى تعاني تهديدات الإخوان المغيبين، ثم تحولت المبادرة إلى حجر أساس في مناهضة حكم الإخوان وانضم إليها عدد كبير من الوطنيين والمثقفين، وامتد الاعتصام إلى شارع شجرة الدر والشوارع المحيطة من خلال إقامة فعاليات فنية لدرجة عرض "بالية زوروبا" على الأسفلت، علاوة طبعا على الندوات وعرض الكتب داخل المقر على مدار الساعة.
ويوم 30 يونيو خرجت مظاهرة حاشدة من هذا المقر جمعت العديد من المثقفين والمبدعين والفنانين في اتجاه شارع 26 يوليو ويمينا إلى كورنيش الجزيرة وصولا إلى كوبري قصر النيل ومن بعده ميدان التحرير في يوم مشهود بالحضور الجماهيري على الأرض والطيران في السماء.
هل شاركت فى مسيرات أو مظاهرات سابقة على ثورة 30 يونيو 2013 أو اعتصام المثقفين؟
شاركت في المظاهرات من يوم 25 يناير وحتى 30 يونيو بهدف التغيير ومناهضة الإسلام السياسي ممثلا في وجود الإخوان، ذلك التوجه الذي دفع الكثيرين إلى ساحات الحرية متخلين عن فكرة التجارة بالدين.
هل وقعت على استمارة تمرد؟ وهل شاركت فى جمع التوقيعات عليها؟
وقعت على استمارة تمرد، وصورتها ووزعتها، وانزعجت جدًا ليلة تعرض مقر تجميع الاستمارات في شارع معروف وسط البلد للاعتداء السافر بحرق مدخل المقر، ولم أطمئن إلا عندما تركت الاعتصام وزارة الثقافة في هويد الليل مسرعا للتعرف علي ما حدث، وعدت ثانية برسالة طمأنة للزملاء.
حدثنا عن شعورك ورد فعلك عقب سماع نبأ وصول محمد مرسى لحكم مصر؟
عقب سماع نبأ وصول محمد مرسي لحكم مصر شعرت بإهانة لمنصب رئيس الجمهورية، خاصة أن وصوله للحكم جاء نتيجة استقطاب سياسي حاد وعنيف من الجماعة، مارسوا من خلاله ضغطا على أغلب أطياف المجتمع مرة بالتهديد ومرة بالوعيد، على أرضية سطح ملتهب، وفي ظل مناخ ملتبس، مرتبك، وغاضب.
كمبدع، ما السيناريو الذى تتخيله لو كان الإخوان استمروا فى حكم مصر؟
مناخ أكثر سواد، كبت للحريات، دوران الشرائح المختلفة في دوائر مفرغة مغلقة نتيجة للخوف والتقوقع، المعاناة من أزمة هوية، تراجع الإبداع كنشاط إنساني، وسيطرة العقل الخرافي علي مظاهر الحياة المختلفة.
ما رؤيتك للحكم الدينى الثيوقراطى لأى بلد مقارنة بأى شكل من أشكال الحكم الأخرى؟
الحكم باسم الدين انتهى من العالم مع فجر عصر النهضة الأوروبية، إلا من حالات استثنائية منها الكيان المحتل لفلسطين، فقد كانت الكنيسة قبل خمسة قرون من الآن مسيطرة على الحكم في القرون الوسطى وتصدير العقل الخرافي إلي كل مناحي الحياة، لكن ثقافة العقل الواعى كسبت الصراع الدامي لصالح أن أي شىء يمر في المجتمع من خلال المختبر لإعلاء قيمة العلم والمنطق، اعتمادا على منهج عقلي، وليس خرافيا أو بمرجعية من وراء الطبيعة.
هل يفرز العيش تحت حكم دينى إبداعًا حقيقيًا؟
من أهم شروط الإبداع وجود حرية فكرية، وحرية حركة، بينما الحكم الديني يصادر على الحريات، ويشجع على الغيبيات، في ظل مرجعية ماضوية، وهنا المشكلة أن الحكم الديني يُكره الحاضر بماض يتصور أنه مثالي.