"تمهيد لعزلة طويلة".. رواية جديدة لزياد محافظة عن دار فضاءات
صدر حديثا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعمّان، رواية جديدة للروائي زياد أحمد محافظة بعنوان "تمهيد لعزلة طويلة".
الرواية تقع في 285 صفحة من القطع المتوسط، وتتناول حكاية رجل يعمد إلى تغيير مصائر الآخرين والتلاعب بها، وإعادة رسمها وتشكيلها بصورة متخيلة أجمل من تلك التي قررها عليهم القدر، محاولًا بهذا منحهم شيئًا من البهجة الزائفة والطمأنينة المشتهاة، أو تجنيبهم لحظات قاسية أو موتًا محتمًا، وهو إذ ينذر نفسه لهذه المهمة التي ينساق فيها لمخيلته الخصبة وسرده الأنيق، إنما يفعل هذا سعيًا منه للتكفير عن زلاّته والتطهر مما علق بروحه من سقطات وأكاذيب وخيبات. لتكون الرواية بهذا، رواية الاحتمالات المتعددة، وجواز كل الوجوه وعدم جوازها في آن واحد.
تمضي فصول رواية “تمهيد لعزلة طويلة” والتي تجري أحداثها في عمّان، في أزمنة متداخلة، وأجواء تتشابك فيها العلاقات الإنسانية وقصص الحب والمصائر الغامضة، مع الأحداث السياسية والاجتماعية التي تفرض نفسها على المشهد الروائي وتدخل طرفًا فاعلًا فيه. ومع تصاعد البناء الدرامي للحكاية، تتوالد القصص وتتعقد الأحداث لتميط اللثام عن تفاصيل صغيرة، كانت تتشكّل على مقربة من القارئ كتمهيد للحظة فارقة، تدفع بطل الرواية للانسحاب من الحياة، واللجوء لعزلة طوعية طويلة، يُخضع فيها نفسه وحياته لمحاكمات نفسية عميقة، ترهق ذاته المكبلة بالأسى، لتمسي العزلة ملاذًا، والألم مهربًا، ومواجهة الذات سبيلًا وحيدًا للخلاص، ليدرك بطل الرواية في نهاية المطاف أن المسالك المختصرة لا تصل بنا عادة للوجهة المنشودة، وأن الحياة أكبر من أن تنطلي عليها حيلنا وألاعيبنا، علاوة على أن عبثنا بأقدار الأخرين وتلاعبنا بها، لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يغيّر شيئًا من قدرنا نحن.
وزياد أحمد محافظة روائي أردني، حصلت روايته "نزلاء العتمة" على جائزة أفضل رواية عربية لعام 2015 ضمن جوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب، كما اختيرت روايته "يوم خذلتني الفراشات" للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2012. وصدرت له إضافة لهذين العملين الروائيين، أعمال أخرى هي رواية "بالأمس كنت هناك"، ورواية "أنا وجَدّي وأفيرام"، ورواية "أفرهول"، ورواية "حيث يسكن الجنرال"، ورواية "سيدة أيلول"، ومجموعة قصصية بعنوان "أبي لا يجيد حراسة القصور"، وأخيرا رواية تمهيد لعزلة طويلة.
يحمل زياد أحمد محافظة درجة الماجستير في الإدارة، وهو عضو رابطة الكتّاب الأردنيين، ورابطة القلم الكندية، واتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، والاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، وقد كتب في العديد من القضايا الفكرية والأدبية، كما شارك في تحكيم عدد من الجوائز والمسابقات الأدبية.
اقرأ أيضًا..