سعد القرش: 2067 رواية تسرد تفاصيل المستقبل
أعلنت جائزة غسان كنفاني للرواية العربية القائمة القصيرة، والتي تحمل شعار "وما زلنا ندقّ جدران الخزّان» "، وجاء اسم الكاتب الصحفي والروائي المصري سعد القرش ضمن الأسماء المرشحة في القائمة عن روايتها 2076، الرواية التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
جاء الروائي العماني محمد سيف الرحبي عن روايته "ربيع الإمام " والروائي الفلسطيني عبدالله تايه عن روايته وجع لا بد منه" والروائي التونسي نصر سامي عن روايته برلتوس والروائي الكويتي عبد الله الحسيني عن روايته "باقي الوشم".
رواية 2067 في قائمة جائزة غسان كنفاني
عنوان «2067» يحيل مباشرة إلى المستقبل، لكن الرواية تتساءل: أي مستقبل؟ وتبحث قضية الزمن، رصدا لجيل حلم بالتغيير ويعترف بالعجز، وجيل تال لم يشارك في الحلم القديم، وتوقف به الزمن، وناله ما نال الآباء الحالمون الكسالى من تآكل الأحلام وتوالي الإحباطات، ولم يعد من هروب من الحاضر إلا باختلاق مستقبل، لعله يكون أكثر رحمة.
تسرد رواية "2067" ضمن القائمة القصيرة لـ جائزة غسان كنفاني، تفاصيل قصة حب طرفاها محام ومرشدة سياحية سابقة تبحث عن التحقق الشخصي عبر امتلاك مشروع لبيع التحف، كلاهما يعاني أزمة منتصف العمر وهو لا يدري، وتقرب بينهما مصادفة عابرة، ستكون الشرارة التي تذيب المسافات بينهما، فإلى أي مدى تتيح حياة بخيلة لهذا الحب أن ينشأ؟ وإذا نشأ فكيف وإلى أين يمضي والدروب غير مواتية؟
سعد القرش
سعد القرش روائي مصري، أصدر ست روايات هي: «حديث الجنود» 1996، «باب السفينة» 2002، «المايسترو» 2019، وثلاثية أوزير: «أول النهار» 2005، «ليل أوزير» 2008، «وشم وحيد» 2011، وجاءت «أول النهار» في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية (الدورة الأولى 2008)، وفازت الرواية نفسها بالمركز الأول لجائزة الطيب صالح (الدورة الأولى 2011)، وفازت «ليل أوزير» بجائزة اتحاد كتاب مصر (2009).
من أجواء الرواية "امرأة قوية تفتقد اللمسات البسيطة"
قالت سونهام إن احتفالا كهذا لا يكون في مكتب. وكان رشيد ينتظر أن تدعوه، وينزّه نفسه عن التلميح بطلب الذهاب أقصى الهواتف في حجرتها. ورأى باب حجرة النوم مفتوحا، فتجنب استراق النظر.
وأعادت قراءة البيان التفسيري الذي يلي اسم «أنتيكا»، وتخيلته مضيئا في الواجهة، ومكتوبا في الوثائق والمكاتبات والتعاقدات: «شركة محدودة لبيع ونشر وتوزيع التحف والأعمال الفنية والمستنسخات الأثرية والتراثية». ولم يلبث وجه مالكة الشركة ومديرتها أن أُخلي لفرح طفلة بالعباءة المغربية الوردية. لمستْها بأناة، ثم لفّتها وعصبت بها رأسها عمامة تتدلى منها ضفيرتان، وتحسّستها بخديها وأحبت ملمسها، وارتدتها فتورّد وجهها تُويجا لزهرة لوتس. حدقت بعيني رشيد، وتحول جسدها كله إلى بريق عيون تفيض بالعرفان، ولم تجد في العربية والإنجليزية كلاما يكافئ مشاعرها، فصمتت.
طلب بقاءها بالعباءة، ونبهته إلى استحسان التغزل في ثيابها، ولو كانت هديته، ولو أنه حاكها وطرّزها. لم تعد «عباءة سونهام» ثوبا معروضا في فاس أو مكناس لمن يشتري، أو للراغبة في ارتدائه في أي مكان. العباءة الآن لها اسم، وتحمل بصمة روحها، ورائحة عرقها وعرقه. لا أحد يحصي عيونا رأت العباءة التي كانت مشاعا. المطار أيضا مشاع، ساحة للعابرين، ولا يدعي أحد امتلاك سهم فيه، مهما يتردد عليه، فهو لا مكان. والفندق لا مكان، بأسرّته المرتبة بوتيرة لا ابتكار فيها، وطعامه الجاهز ببذخه لأي أحد، هو لا طعام. وأما ما يطبخه الإنسان لنفسه أو لضيفه فهو «طعامه».