التوحيد في مصر القديمة.. هل عرف المصريون القدماء الإله الواحد؟
مع الحضارة العريقة التي أسسها المصريون القدماء، والقيم والمبادئ التي اتهدوا إليها منذ فجر التاريخ، ما زال السؤال الجدلي القائم من أيام مصر القديمة حتى اليوم، هل عرف المصريون القدماء الإله الواحد؟.
هل عرف المصريون القدماء الإله الواحد؟
ووفقًا لكتاب "المسكوت عنه" لعالم المصريات وسيم السيسي، أن المصريون القدماء كانوا يؤمنون بـ الإله الواحد، وكانوا يقولون: “الله لا يمكن معرفة اسمه، لأنه فوق مدارك عقول البشر”.
أضاف وسيم السيسي: “كانوا يصفونه بصفات مثل آمون بمعنى الباطن، أو (رع) بمعنى الظاهر، أو (بتاح) بمعنى الخالق”، مشيرًا إلى أن أجدادنا المصريون القدماء كانوا يقولن (نتر واع واعو نن سنو إف) أي الله واحد أحد ليس كمثله شيء.
عقيدة “التوحيد” عند إخناتون
كما ترجع عقيدة "التوحيد" لـ إخناتون، فهو صاحب مشروع الإصلاح الديني الأشهر، لم يشغل باله الصراعات والحروب أو هجوم الطامعين، ولكنه كان فيلسوفًا دينيًا، حيث حكم إخناتون في حكم مصر من 1354 إلى 1336 قبل الميلاد.
وبدأ إخناتون في نشر عقيدته لعبادة إله الشمس وحده، ورمز له بقرصها الذي سماه "آتون"، ووصف إخناتون الإله "أنه القوة الكامنة وراء هذا القرص، وأنه واحد لا شريك له".
وقد نجح إخناتون في توجيه الفكر الديني في مصر، من خلال توحيده، فنشر مذهبه في طول البلاد وعرضها، ولم يكن من العسير عليه القضاء على المذاهب الأخرى، لأن المصريون القدماء كانوا يقدسون الفرعون وكلماته، ويروون أنه معصوم من الخطأ.
ومن أناشيد إخناتون لـ الإله "آتون"
أنت الذي يعطي الحياة أيضًا لكل البلاد الأجنبية البعيدة؛
لأنك خلقت نيلًا في السماء،
لينزل لأجلهم ويُحدث أمواجًا فوق الجبال،
مثل أمواج البحر؛
لتروي حقولهم في قراهم.
ما أجمل أعمالك يا رب الأبدية!
فالنيل الذي في السماء خلقته للأجانب،
ولكل حيوانات الصحراء التي تسعى على الأقدام.
ومن أناشيده الدينية أيضًا:
ما أعظم أعمالك التي عملتها!
إنها خافية على الناس،
أنت الإله الأوحد لا شريك لك في الملك.
لقد خلقت الدنيا كما شئت،
عندما كنت وحدك،
الناس والماشية والوحوش الضارية،
وكل ما على الأرض يسعى على قدميه،
وكل ما يرتفع في السماء ويطير بجناحيه.
"الإله الواحد" في دعوات المصريين القدماء
كما جاء في كتاب "الموتى"، ذكر لفظ "الإله الواحد" فى أكثر من موضع، كما تحدث المصريون القدماء في دعواتهم، مثل "الإله الواحد الذى وُلد فى بدء الزمان... خالق الأرض ومكون الإنسان"، وهو ما جعل المؤرخون يشيرون إلى معرفة المصريين القدماء بوجود الإله الواحد، وكانوا يصفونه بصفات عديدة.