رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موقف محمد مستجاب من رفض صنع الله إبراهيم لجوائز الدولة

محمد مستجاب
محمد مستجاب

يظل اسم محمد مستجاب عند مجايليه، والأجيال التالية رمزًا من رموز الإبداع المصري؛ نظرًا لمشروعه الإبداعي والفكري كواحد من علامات الثقافة المصرية. 

 هجر محمد مستجاب  الجنوب بعد رحلة طويلة من العمل والشقاء  بأرضه "ديروط الشريف"، وسده العالي"أسوان"، ليستقر بالقاهرة ليصبح فيما بعد أحد أهم مبدعي جيله، ظهرت موهبة مستجاب وتفردها عبر نشر القصة الأولى له "الوصية الحادية عشرة عام 1968".

صدر له أيضًا مجموعة قصصية «ديروط الشريف» و«القصص الأخرى» و«زهر الفول»، وروايات «مستجاب الفاضل» و«هذا ليس كتاب البأف» و«كلب آل مستجاب» و«اللهو الخفي» وغيرها.

وشارك في تقديم عدد من الأعمال الفنية بينها في عام 1992 حولت إحدى قصصه إلى فيلم سينمائي عنوانه «الفاس في الراس» بطولة ليلى علوي وعزت العلايلي، وتوفي يوم 26 يونيو 2005 عن 67 عامًا.

يصف الناقد والروائي سيد وكيل مشروع مستجاب  بأنه "نجا من مذبحة الإ يدلوجيا،  والتغني بحكايات المعتقلات والمنافي، فصنع مذاقًا خاصًا للسرد لا تعرف فيه الواقع من المتخيل، ولا الذاتي من الموضع".

 يؤكد الوكيل على أنه نجا بنفسه، ولكنه ظل شاردًا في نظر النقاد  لا يمكنهم تصنيفه.

ويرى الوكيل أن أعمال مستجاب "تضرب في عمق ثقافة المجتمع كله، ولا تقف عند حدود بيئتها الجغرافية كمجرد مرآة عاكسة، إن شخصية الصعيدي عند مستجاب تتتمرعلى صورتها النمطية الموسومة بالشهامة.

 وقال: "قدر لي أن  أجلس في حضرة مستجاب، وقد جاء اللقاء  قبل رحيله بشهور، كنت  قد عرفت عنه الكثير، فهو ساخر، وغاضب، ولا يمنعه شيء من أن يصب غضبه إذا لم يعجبه شيء ما، كنت  حذرًا جدًا، وصارحت بداية  عن مجمل ما وصلني، وكان على عكس  المتوقع  تمامًا، كان كريمًا إلى أقصى حد،  وحدثني عن  بداياته مع الكتابة  والشقاء، وقال  لي ساخرًا، انقذتني الكتابة من أكون قاطع طريق".

وأضاف: "سألته عن رأيه في موقف رفض الكاتب الروائي  صنع الله إبراهيم من جوائز الدولة، كان رده صادمًا ومنطقيًا بالنسبة لي، فهو رأى  أن ما فعله الكاتب الروائي صنع الله إبراهيم مشهد تمثيلي بقبوله الجائزة والحضور لمراسم التسليم  ثم إعلان رفضه في وسط حضور جمهور المثقفين، كان يرى في نفسه أنه أجدر بالجائزة من أي آخر، وقبوله بها لا يعنى موافقته على  تضييق النطام على حرية الرأي والتعبير".

 وتابع: "حدثني مستجاب الأب عن مستجاب الابن، ذلك عندما لمحت صورة الأخير معلقة على صدر حيطان البيت وهو يضع على كتفيه ثعبان  قابضًا على رأسه بيد وأخرى  تحمل باقي جسده،  كان ينتقل في حديثه من نقطة إلى أخرى  ضاحكًا، قال لي  اشتريت شقة في أكتوبر فيها حمامين، واخترت أن يكون في بيت حمامين  لكى لا  أنتظر احد متى أردت الاستحمام، قد يكون شغف بالنظافة الشخصية، أو تخلص بما علق بجدران الذاكرة  من سنوات  الشقاء".