أشرف الأنصارى مدير شركة المانجو المصرية: ربع مليون طن حجم صادرات المحصول
قال أشرف الأنصارى، مدير شركة المانجو المصرية للاستثمار والتنمية الزراعية عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن صادرات مصر من المانجو ازدادت زيادة مطردة خلال الخمس سنوات الأخيرة، من ٣٥ ألف طن فى موسم ٢٠١٨ إلى نحو ٢٥٠ ألف طن فى موسم ٢٠٢٣.
وأضاف «الأنصارى»، خلال حواره مع «الدستور»، أن المجلس والمصدرين يعتمدون معايير جودة عالية المستوى خلال التصدير، ويتم تطبيق تعليمات إدارة الحجر الزراعى وتعليمات وزارة الزراعة وهيئة سلامة الغذاء، بدءًا من الفرز ثم التعبئة؛ حتى مراقبة المحطات وتجهيز الحاويات، مع ضمان صحة مواصفات الثمار المصدرة.
وكشف عن أنه يتم إجراء تجارب لإنتاج مخلل المانجو المتميز جدًا والمطلوب عالميًا وذى القيمة المالية المرتفعة، الذى يُستخدم كفاتح شهية ومهضم طبيعى، ويساعد فى التخسيس ويستخدمه أصحاب النظم الغذائية الخاصة، إلى جانب تصدير معجون وشرائح المانجو المجمدة الجاهزة لتصنيع العصائر والحلويات والآيس كريم.
.. وإلى نص الحوار:
■ ما حجم نمو صادرات المانجو فى مصر والتحديات التى تواجه عملية التصدير؟
- نمت صادرات مصر من المانجو وازدادت زيادة مطردة خلال الخمس سنوات الأخيرة، من ٣٥ ألف طن فى موسم ٢٠١٨ إلى نحو ٢٥٠ ألف طن فى موسم ٢٠٢٣.
ويواجة قطاع المانجو فى مصر مجموعة من التحديات، أبرزها عدم وجود محطات غسيل وعدم تشميع الثمار، ويتم التصدير دون عمليات التشميع ما يقلل من جودة المنتج مقارنة بدول أمريكا الجنوبية وجنوب إفريقيا.
وهناك أزمة تتمثل فى عدم إطلاق حملات ترويجية خارجية، مثل المشاركة فى المعارض الزراعية بالخارج أو إقامة مهرجانات للمانجو المصرية فى الخارج لتعريف المستهلك على المنتج المصرى، كما نعانى أزمة تصدير بعض المصدرين ثمارًا لم تصل لمرحلة النضج الفسيولوجى استعجالًا للربح، ما يضر بسمعة المنتج.
لذلك يجب أن تكون هناك رقابة صارمة على تلك المنتجات أو التجار الذين يسعون إلى الربحية، ويوجد تحدٍ آخر يتمثل فى طريقة البيع بالعمولة للأسواق الخارجية.
■ هل هناك فرص غير مستغلة فى الأسواق الجديدة؟
- نعم هناك فرص غير مستغلة فى أسواق جديدة، مثل السوق الصينية التى تستهلك كميات كبيرة ولم نستفد من فرق المواسم بيننا وبين الصين والمنتجين المنافسين، وأيضًا تنمية الأسواق الحالية خصوصًا روسيا والشرق الأوسط، التى يمكن أن تستوعب ضعف الكمية المصدرة لها حاليًا.
أما بالنسبة للمنتجات المشتقة من المانجو، فهذا موضوع كبير ومتشعب ويجب الاهتمام به، لأنه قيمة مضافة للمنتج الزراعى، مثل العمليات التحويلية للمانجو وإنتاج العصير والمعجون والشرائح والمجمدات، وأيضًا المانجو المجففة ومخلل المانجو وعسل المانجو، وكلها إضافات ترفع قيمة العائد على المحصول وتزيد الصادرات.
■ ما المعايير التى يعتمدها المجلس لضمان جودة المانجو المصدرة؟
- يعتمد المجلس والمصدرون معايير جودة، ويتم تطبيق تعليمات إدارة الحجر الزراعى وتعليمات وزارة الزراعة وهيئة سلامة الغذاء فى كل عمليات التصدير، بدءًا من الفرز ثم التعبئة إلى مراقبة المحطات وتجهيز الحاويات وضمان صحة مواصفات الثمار المصدرة.
ويتم التعامل مع قضايا الصحة والسلامة المتعلقة بالمنتجات المصدرة، عن طريق الالتزام التام بتعليمات هيئة سلامة الغذاء والحجر الصحى الزراعى، مثل عمليات التبخير والتعقيم ومتابعة عملية التبريد والنقل والالتزام بحظر متبقيات المبيدات، والمسببات المرضية مثل البكتيريا والفطريات أثناء جميع العمليات بدءًا من الحصاد حتى تمام عملية الشحن والتصدير.
■ حدد لنا أهم الأسواق التى تستورد المانجو المصرية؟
- أهم الأسواق التى تستورد المانجو المصرية هى السوق العربية، على رأسها المملكة العربية السعودية والأردن ولبنان والإمارات العربية وسلطنة عمان وليبيا، أما عن الأسواق الأوروبية فعلى رأسها روسيا التى تستورد نصيب الأسد وأوكرانيا وروسيا البيضاء وإنجلترا وألمانيا وفرنسا.
■ ألا توجد خطط لتوسيع نطاق التصدير إلى أسواق جديدة؟
- نعم، الخطط والجهود موجودة لتوسيع نطاق تصدير المانجو لأسواق جديدة، على رأسها الصين التى تعد أكبر مستهلك للمانجو فى العالم على الرغم من إنتاجها العالى وترتيبها المتقدم، ونحاول الاستفادة من فرق المواسم بين إنتاج الدولتين لتوسيع السوق المصرية، وقطعت وزارة الزراعة شوطًا كبيرًا فى فتح السوق الصينية أمام المانجو المصرية.
■ كيف تستخدمون التكنولوجيا لتحسين عمليات الإنتاج والتصدير؟
- مع التطور الزراعى الكبير والمشهود له فى آخر ١٠ سنوات تحديدًا، مع اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقطاع، حققنا نقلة نوعية فى التوسع الزراعى فى كل المحاصيل، خصوصًا المانجو، ومع هذا التوسع زاد استخدام التكنولوجيا الحديثة من أول الميكنة الزراعية وتطوير الرى إلى الرى الحديث بدلًا من الرى التقليدى والغمر، وأيضًا استخدام أسمدة متخصصة تناسب طبيعة التربة وتزيد من الإنتاج والجودة، واستخدام مبيدات أكثر أمانًا وأقل أثرًا سلبيًا على البيئة والكائنات الحية الأخرى.
■ حدثنا عن الجهود المبذولة لضمان استدامة زراعة المانجو والمحافظة على البيئة؟
- المانجو من الأشجار المعمرة التى تنعكس زراعتها على المقاومة والحد من ظاهرة التصحر وخلق بيئة طبيعية مناسبة، وزيادة المسطح الأخضر المستديم الذى يقلل من الأثر السيئ للتغير المناخى، ونرى ذلك محسوسًا مع التوسعات فى زراعة المانجو فى مختلف محافظات مصر من شمالها إلى جنوبها.
■ ما طبيعة الدعم الذى يقدمه المجلس للمصدرين والمزارعين المحليين؟
- المجلس التصديرى يدعم المصدر بكل المعلومات عن الفرص التصديرية، وأفضل الأنواع والأسواق، ودورات الإرشاد أفادت المصدرين إفادة عظيمة.
وكان للمجلس دور الريادة فى تطوير زراعة المانجو بإدخال أصناف جديدة وطرق زراعة جديدة، حيث استعان بخبرات الدول المتقدمة ونقلها للمزارع المصرى الذى طور أسلوب عمله وطرق إنتاجه لزيادة الإنتاجية.
■ هل هناك تعاون بين المجلس وجهات أخرى مثل الحكومة والمنظمات الدولية؟
- المجلس لا يعمل بعيدًا عن ذلك، فهناك تنسيق كامل بينه وبين إدارة الحجر الزراعى وهيئة سلامة الغذاء ووزارة الزراعة ووزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، وأيضًا تعاون وثيق بينه وبين المنظمات الدولية، مثل «الفاو» ومجلس المانجو العالمى والمنتديات والمعارض الدولية.
■ ما التوقعات المستقبلية لصادرات المانجو خلال السنوات المقبلة؟
- من خلال المؤشر الصعودى لكميات الصادرات المصرية من محصول المانجو، نتوقع زيادة مطردة للصادرات خلال السنوات المقبلة لتمييز محصول المانجو المصرى من حيث الطعم واللون والرئحة وتوقيت الحصاد عن باقى المنافسين، إضافة لقرارات الدولة الإيجابية بربط الاستيراد بحصيلة دولارية ناتجة عن التصدير، ما انعكس على الاهتمام بالتصدير عمومًا، خصوصًا الحاصلات الزراعية، وبخاصة المانجو.
■ كيف ترى دور محصول المانجو فى الاقتصاد المصرى فى الفترة المقبلة؟
- المانجو من المحاصيل الرئيسية فى التصدير الآن، وتأتى فى المرتبة الثانية بعد البرتقال وقبل محصول العنب، ما يدل على أهمية محصولها كمًا وكيفًا فى زيادة الدخل الدولارى للدولة وزيادة الناتج القومى المحلى، ومع التوسعات الحالية ودخول مساحات أخرى فى الإنتاج ستزيد تلك القيمة.
■ ما الوسائل التى تستخدمونها للترويج للمانجو دوليًا؟
- يتم الترويج عن طريق وسائل التواصل وعن طريق عقد المؤتمرات والمعارض والمشاركة فى المعارض الدولية خارجيًا وعقد ورش العمل المرتبطة بها.
■ حدثنا عن الاستراتيجية المتبعة لجذب المزيد من المشترين الدوليين.
- باختصار، استراتيجيتنا تعتمد على التعامل المباشر وحملات الترويج وعقود الشراء بين المصدرين والمستوردين.
■ هل هناك ابتكارات جديدة أو منتجات مشتقة من المانجو تخططون لتطويرها وتصديرها؟
- دائمًا يوجد تطوير وأفكار جديدة تطرح من أجل إعطاء قيمة مضافة للمحصول، ما يعنى المزيد من الربحية وفتح الأسواق، مثلًا لدينا عمليات تجفيف للمانجو التى تحظى بإقبال كبير فى أوروبا وأمريكا التى تُباع بأسعار جيدة جدًا وعليها طلب كبير من المستهلكين لقيمتها الغذائية وطعمها المميز.
ويتم أيضًا إجراء تجارب وعمليات تعاون فى إنتاج مخلل المانجو المتميز جدًا عالميًا وذى القيمة المالية المرتفعة، الذى يُستخدم كفاتح شهية ومهضم طبيعى ويساعد فى التخسيس ويستخدمه أصحاب النظم الغذائية الخاصة، وأيضًا تصدير معجون وشرائح المانجو المجمدة الجاهزة لتصنيع العصائر والحلويات والآيس كريم.
■ ماذا عن تصدير البرتقال فى مصر خلال الموسم الماضى؟
- الدولة تصدر أصنافًا متعددة مثل اليوسفى، والليمون، والجريب فروت، وتمت زيادة صادرات البرتقال المصرى إلى إسبانيا بنسبة ١٠٠٪ خلال الموسم الماضى، حيث تم تصدير ٢٠٠ ألف طن من إجمالى ٥٠٠ ألف طن تم تصديرها إلى أوروبا، والبرتقال المصرى أصبح يغزو السوق الإسبانية بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
ومصر صدرت مليونى طن من الموالح فى الموسم الماضى، ٨٠٪ منها كانت من البرتقال، لأن منطقة شرق آسيا أصبحت تفضل البرتقال المصرى على الأمريكى بسبب جودته وسعره المناسب، والبرتقال المصرى يمثل ٧٠٪ من استهلاك السوق الآسيوية من تلك الفاكهة.
كما أن الحجر الزراعى المصرى يؤدى دورًَا فى فتح أسواق جديدة، ما أدى إلى تصدير الحاصلات الزراعية المصرية إلى اليابان والصين والفلبين.
■ كيف تطور محصول المانجو فى مصر خلال السنوات الخمس الماضية؟
- ركزنا على تحسين تقنيات الزراعة من خلال استخدام أحدث الأساليب والتكنولوجيا. ودربنا المزارعين على تقنيات الرى الحديثة، مثل الرى بالتنقيط والرى بالرش، ما ساعد فى تحسين كفاءة استخدام المياه.
■ ماذا عن مكافحة الآفات والأمراض؟
- بالتأكيد، مكافحة الآفات كانت إحدى أولوياتنا، حيث أدخلت الدولة أنظمة مكافحة متكاملة تشمل استخدام المبيدات الحيوية والممارسات الزراعية الصحيحة، وهذا ساعد فى تقليل استخدام المبيدات الكيميائية وحماية البيئة.
■ ماذا عن التسويق والتصدير؟ وهل هناك جهود لتحسين وصول المانجو المصرية إلى الأسواق العالمية؟
- نعم، عملنا على تحسين جودة المحصول وفقًا للمعايير الدولية، ما ساعد فى فتح أسواق جديدة فى أوروبا وآسيا، كما تم تنظيم حملات ترويجية للمانجو المصرية فى المعارض الدولية، ما زاد من الوعى بمنتجنا وجذب المزيد من المستوردين.
■ ألم تواجهوا تحديات خلال هذه العملية؟
- بالطبع، كانت هناك تحديات مثل التغيرات المناخية والاحتياجات المائية المتزايدة، لكن بفضل التعاون بين الحكومة والمزارعين واستخدام التكنولوجيا الحديثة، تمكنا من التغلب على العديد من هذه التحديات.
■ ماذا عن آخر بيانات صادرات المانجو خلال 2024؟
- خلال الفترة من سبتمبر ٢٠٢٣ حتى فبراير ٢٠٢٤، أظهرت صادرات مصر الزراعية من الخضروات والفواكه نجاحًا ملحوظًا، حيث تم تصدير ٦٨ ألف طن من المانجو بقيمة مالية بلغت ٧٧ مليون دولار، ما يشكل ٢٪ من حجم الصادرات الزراعية و٤٪ من قيمتها. وهذا النجاح جاء بفضل جهود المصدرين والتعاون المثمر مع الحجر الزراعى، ما أسهم فى إضافة المانجو إلى قائمة الصادرات المصرية، خاصة إلى أوروبا والدول العربية. وفى نفس الفترة، بلغت صادرات مصر الزراعية من الخضروات والفواكه نحو ٣.١ مليون طن بقيمة تُقدر بنحو ٢.٢ مليار دولار، وتعد السعودية وروسيا وبريطانيا من أهم الدول المستوردة الخضروات والفواكه المصرية، حيث تحتل مواقع الصدارة فى هذا المجال.