هل يشعل هجوم داغستان جبهة حرب جديدة في الصراع الروسي الأوكراني؟
أدى هجوم داغستان الإرهابي على مراكز الشرطة والكنائس ومعبد يهودي في جمهورية داغستان شمال القوقاز الروسية إلى مقتل أكثر من 15 ضابط شرطة والعديد من المدنيين، كما قُتل ستة مسلحين، وكانت بمثابة إشارة جديدة على تورط داغستان في الحرب الروسية الأوكرانية.
وبشأن تفاصيل هجوم داغستان بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن الهجمات المنسقة استهدفت مدينتي ديربنت ومخاتشكالا في عيد العنصرة، ولم يتم التعرف على هوية المهاجمين، لكن داغستان كانت في الماضي مسرحا للهجمات المتطرفة.
وقال رئيس الجمهورية سيرجي مليكوف إنه تم فهم الجهة التي تقف وراء تنظيم الهجمات، دون أن يذكر تفاصيل.
تفاصيل هجوم داغستان تثير جبهة حرب جديدة بين روسيا وأوكرانيا
وأفادت الإذاعة البريطانية، بأن هجوم داغستان يوم الأحد استهدفت كنيستين ومعبدًا يهوديًا، بالإضافة إلى مركز للشرطة في محج قلعة، أكبر مدن داغستان، وكان كاهن الكنيسة الأرثوذكسية من بين القتلى.
وذكر ميليكوف أن عدد القتلى يزيد عن 15 ضابط شرطة، وقال أيضًا إن العديد من المدنيين فقدوا حياتهم، بما في ذلك القس الأب نيكولاي كوتيلنيكوف، الذي قال إنه خدم في ديربنت لأكثر من 40 عامًا، وأعلن مليكوف أن الحداد لمدة ثلاثة أيام سيبدأ يوم الاثنين.
وتابعت الإذاعة البريطانية، أنه لم يتم التعرف على هوية المسلحين بعد المتورطين في هجوم داغستان، لكن في مقطع فيديو على تطبيق تيليجرام، قال ميليكوف إن هجومهم تم الإعداد له في الخارج، وإن داغستان متورطة الآن بشكل مباشر في الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال "إننا نفهم من يقف وراء تنظيم الهجمات الإرهابية والهدف الذي كانوا يسعون إليه".
وحذر ديمتري روجوزين، أحد القوميين الروس البارزين في أوكرانيا، من أنه إذا تم إلقاء اللوم في كل هجوم على "مكائد أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، فإن هذا الضباب الوردي سوف يقودنا إلى مشاكل كبيرة".
وتضمن هجوم داغستان نشر لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يرتدون ملابس داكنة يطلقون النار على سيارات الشرطة، قبل وصول قافلة من سيارات خدمة الطوارئ إلى مكان الحادث.
هجوم داغستان يستهدف المعابد اليهودية والكنائس
وضمن هجوم داغستان المتعدد في ديربنت، موطن الجالية اليهودية القديمة، هاجم مسلحون معبدًا يهوديًا وكنيسة، ثم أضرموا النار فيه.
كما ورد أن سيارة للشرطة تعرضت للهجوم في قرية سرجوكال، واعتقلت الشرطة ماجوميد عمروف، رئيس منطقة سيرجوكالينسكي بالقرب من ماخاتشكالا، في أعقاب تقارير تفيد بأن اثنين من أبنائه كانا من بين الذين نفذوا هجمات يوم الأحد.
وذكرت وكالات أنباء روسية صباح اليوم الاثنين أن عملية مكافحة الإرهاب التي بدأت بعد الهجمات قد انتهت الآن، وداغستان، إحدى أفقر مناطق روسيا، هي جمهورية ذات أغلبية مسلمة.
بين عامي 2007 و2017، شنت منظمة إرهابية تسمى إمارة القوقاز، وفيما بعد إمارة القوقاز، هجمات في داغستان والجمهوريات الروسية المجاورة مثل الشيشان وإنغوشيا وقباردينو بلقاريا.
هل ينتقم بوتين من الغرب بسبب هجوم داغستان
وفي أعقاب الهجوم على مقر مجلس مدينة كروكوس بالقرب من موسكو في مارس، وجهت السلطات أصابع الاتهام إلى أوكرانيا والغرب، على الرغم من أن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عنه.
وتعليقا على هجوم داغستان الإرهابي أصر الرئيس فلاديمير بوتين على أن روسيا لا يمكن أن تكون هدفًا لهجمات إرهابية متطرفة لأنها تعرض نموذجًا فريدًا من الانسجام بين الأديان والوحدة بين الأديان والأعراق.
ومع ذلك، قبل ثلاثة أشهر، أعلن جهاز الأمن الداخلي الروسي (FSB) أنه أحبط مؤامرة لتنظيم داعش لمهاجمة كنيس يهودي في موسكو.