كيف تؤثر مشاهد الذبح على نفسية وسلوك الأطفال قبل سن الـ10 سنوات؟
![أرشيفية](images/no.jpg)
في أول أيام عيد الأضحى المبارك وعقب الانتهاء من الصلاة، شرعت أسرة الطفل عمر علي، في أداء سُنة الذبح، وحرص الأب والجد على أن يرى الطفل ذو الثلاث سنوات مشاهد الذبح كاملة، حتى يشعر بشعيرة الله، ويفرح بالعيد.
سارة طاهر، والدة عمر، قالت إنه بمجرد ما إن رأى طفلها الصغير عملية الذبح حتى أخذ في الصراخ والبكاء بشكل هستيري، صراخ طويل غير منقطع، حاول الأهل التهدئة من روع الطفل لا بحجبه عن رؤية هذا المشهد وإنما بالاستمرار في المشاهدة، تعقب: "حاولنا نهديه بأننا نوريه أنه مش مؤذي ونخليه يلمس الدم ويعمل كف على الحيطة عشان يفرح".
النتيجة كانت أن تبول الطفل بشكل لا إرادي طوال اليوم، وفي الليل يستيقظ كل فترة بصراخ شديد، أخيرًا أدركت الأم أن هناك خطبًا ما، وأن ما يحدث لطلفها لم يحدث إلا بعد أن شاهد عملية الذبح في صباح يوم العيد.
تواصلت مع طبيبة الأطفال والتي أكدت لها أن الطفل أصيب بنوبة هلع جراء هذه المشاهدة الحادة والقاسية على نفس طفل صغير لا يدرك معناها وأنه لم يكن يجب أن يراها، ووجهتها إلى زيارة طبيب نفسي لمساعدتها في علاج الطفل.
عمر ليس الطفل الوحيد الذي تعرض لمثل هذه العمليات، فالكثير من الأهالي يعرض الأطفال الصغار لمثل هذه المشاهد معتقدين أنها من الإيمان وأن مشاهدة الطفل له تعزز من دينه وتزيد من حبه في قلبه.
إصابة الطفل بأمراض نفسية جراء مشاهدة عمليات الذبح
بحسب ما قالت عائشة أحمد، أن من يدعون إصابة الأطفال الصغار بمشاكل نفسية جراء هذه المشاهدة ما هي إلا عمليات تهويل وتخويف لا أساس لها من الصحة يروج لها أعداء الدين الذين يدسون السم في الكلام المعسول، ليبعدوا النشء الصغير عن دين الله وعن العبادات، هذا بحسب ما جاء في حديثها لـ"الدستور".
ما حدث مع عمر، تكرر مع تاليا، ذات الخمس سنوات، ففي العام الماضي، اعتقدت الأم أن طفلتها كبيرة بما يكفي لمشاهدة الأضحية والاحتفال معًا بعيد الأضحى المبارك، لكن النتيجة جاءت مماثلة تبول لا إرادي ونوبات هلع، إضافة إلى عدم رغبتها في تناول اللحوم منذ ذلك الحين، والخوف من أن تتكرر مثل عمليات الذبح معها، بل ومحاولة تكرار مشهد الذبح مع عرائسها التي تلعب بها.
متى يمكن أن يرى الطفل مشاهد الذبح دون أن يؤثر سلبًا على صحته النفسية؟
هبة الله أكرم، إخصائية نفسية وتعديل سلوك، قالت إن الكثير من الآباء يفتقرون للوعي فيما يخص الأشياء التي يتعرض لها الطفل، والتي لا يجب أن يتعرض لها حتى لا تؤثر سلبًا على صحته النفسية وسلوكه، ومن بين هذه الأشياء، السلوك الخاطئ والشهير الذي يقوم به البعض بالإصرار على حضور الأطفال الصغار مشاهد الذبح في أيام عيد الأضحى المبارك.
أضافت الإخصائية النفسية وتعديل السلوك، لـ"الدستور" أن تعاطي الأطفال الصغار إلى مثل هذه المشاهد يؤدي إلى الكثير من الآثار السلبية ومنها الإسراف في تبول الطفل بصورة لا إرادية حتى وإن كان تخلى عن الحفاضات منذ وقت طويل، الاستيقاظ في أوقات متأخرة من الليل مع الهلع والصراخ المستمر، وكثير من الأطفال يصل الأمر معهم إلى محاولة تكرار مشهد الذبح سواء كان ذلك مع الألعاب الخاصة بهم أو مع أخوانهم الصغار، بالإضافة إلى عدم رغبتهم في تناول اللحوم مرة أخرى.
وأكدت، أنه يجب على أولياء الأمور الحرص على ألا يشاهد الأطفال الذين هم دون الـ10 سنوات مشاهد الذبح تجنبًا لمثل هذه الآثار السلبية على نفسية الطفل وسلوكه.