محمد الحديني وذكريات العيد: "الأضحية" فيلم سينمائي عشته ابنا وأبا
عيد الأضحي، والذي تعيش مصر أجواءه هذه الأيام، يرتبط في الوجدان المصري بتفاصيله الثابتة، والتي لم تتغير على مدار عشرات العقود، تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.
العيد حيث الأضاحي من الخراف أو الماعز أو لحوم الأبقار والجاموس، كل على قدر استطاعته ومقدرته المادية، حتى ومع أدوات العصر الحديثة وتوكيل البعض من ينوب عنهم في الذبح أو ما يعرف بصكوك الأضاحي، إلا أنه تبقى الشعيرة في النهاية طقسا ثابتا لا يتخلى عنه المصريين.
يحافظ الشعب المصري على مفردات وتفاصيل عيد الأضحى والمرتبطة بالطعام ــ كأغلب سمات أعياده ــ وعلى رأسها “الفتة بالخل والثوم”، الرقاق، الكبدة، كإفطار أول أيام عيد الأضحى، فضلا عن الجملة التي تتوارثها الأجيال عند السؤال عن “العيدية”، “ده عيد لحمة”.
كأي طفل كان وجود الأضحية في المنزل يمثل حدثا مميزا لي
وعن ذكرياته المرتبطة بـ عيد الأضحي، تحدث الكاتب القاص محمد الحديني لــ“الدستور” بقوله: “الأعياد سواء دينية أو وطنية أو حتى شخصية هي أوقات بهجة وفرح وتجمع عائلي وعادة ما يسبقها مرحلة تحضيرية تتمثل في شراء مستلزمات الاحتفال بها من ملابس وطعام وخلافه”.
أضاف الخديني: “يرتبط عيد الأضحى المبارك عندي بذكريات محببة كطفل سابق وأب حالٍ، كطفل، كنت أنتظر دخول أبي، رحمه الله، علينا بالأضحية والتي كنا نضعها في البلكونة ونؤمن ربطها جيدا وعادة ما كان يحدث هذا يوم الوقفة”.
تابع: “طبعا كأي طفل كان وجود الأضحية في المنزل يمثل حدثا مميزا لي، وعقب صلاة العيد كنا ننتظر قدوم الجزار للقيام بعملية الذبح والسلخ والتقطيع وبشكل شخصي وعلى عكس أخي الأكبر لم أفكر أبدا في المشاركة في هذه العلمية، كنت أكتفي فقط بالمشاهدة وربما المساعدة من بعيد لبعيد، ثم يعقب ذلك عملية توزيع اللحم على الأقارب والجيران وغيرهم ممن يستحق”.
اختتم الكاتب: “وطبعا وبعد تناول طعام الغداء، كنت أرتدي ملابس العيد وأذهب بصحبة عائلتي لزيارة الأهل، أما كأب، فلا أظنني أفرق كثيرا عن أبي فالأمر نفسه يحدث وكأنه فيلم سينمائي يعيد نفسه ذاتيا خصوصا في مرحلة التجهيز والاستعداد، أما عن الفروقات فأظنها تكمن في زيادة القيمة المادية للعيدية وتكمن أيضا في قلة التجمعات العائلية خصوصا إذا أتى عيد الأضحى ونحن خارج مصر حيث نقيم”.