"العيدية من المليمات إلى القروش".. كيف احتفل عباس العقاد بالعيد في طفولته؟
شكلت الأعياد، ذكريات خاصة منذ أيام الطفولة، في وجدان الكثير من الكتاب والمثقفين، حيث أنها تظل عالقة بالذهن حتى بعد مرور الزمن، وبمناسبة الاحتفال بـعيد الأضحى، هذه الأيام، كشف محمود عباس العقاد، عن تقاليد أسرته في العيد، وعن ذكريات طفولته في هذه المناسبة السعيدة.
كيف احتفل عباس العقاد بالعيد في طفولته؟
وقال عباس العقاد، في كتابه "أنا"، تبتدئ تهنئات العيد في مدن الريف بعد مغرب الشمس من يوم الوقفة، وتكون مقصورة في ذلك اليوم على الجارات القريبات من المنزل؛ لأن الغالب عليهن أن يذهبن صباح العيد مبكرات إلى "القرافة" لتفريق الصدقة على أرواح الأموات.
وعن أشهر العبارات التي كانت ترددها النساء في البيوت، بمناسبة العيد، كشف العقاد: "يعود عليك كل سنة بخير.. أنت وصغيريك وصاحب بيتك والحاضرين والغائبين في حفظ الله".
ومن تقاليد العيد أن ترسل رؤوس الذبائح إلى الجدات: “أم الأب، أو أم الأم”، من كانت منهما على قيد الحياة، وأم الأب مفضلة إذا كانت الجدتان تعيشان.
ولفت العقاد إلى أنى "الطفولة" كانت هي قوام العيد كله، موضحًا: فلولا الأطفال لما استطاع المجتمع أن يوقِّت الفرح مقدمًا بميقات معلوم في يوم من الأيام، ولكن هاتِ للمجتمع أطفالًا يفرحون بالكساء الجديد واللعب المباح، وأنت الكفيل بفرح المجتمع كله على الرغم منه.. إذا صح الفرح بالإرغام وهو صحيح في شريعة “الديكتاتوريين” الصغار، فليس في استطاعة كبير أن يعصي سلطان الفرح وهو ينظر إلى صغار فرحين.
العيدية وذكريات الطفولة
كما كشف العقاد في مذكراته، أن "العيدية" في ذلك الوقت، كانت تتفاوت من خمسة قروش على الأكثر إلى خمسة مليمات على الأقل.
وكان هناك أصول ولياقة، عند طلب أو تقديم "العيدية"، فيتذكر العقاد عندما كان صغيرًا: لم نكن نحن نطلب "عيدية" من أحد يبذلها أو لا يبذلها، ولكن أبانا- رحمه الله عليه- كان حريصًا على أن يحذرنا من طلب العيدية خاصة من هذا الصديق؛ لأنه "على قد حاله" كما كان يقول، فكان هذا الصديق "الذي على قد حاله" على رأس القائمة بين المنتظرين من المعيدين، وكنا نميزه بالحصة الوافية من ضيافة الأعياد: قرفة، وكعك، وبقايا المكسرات.