فيديوهات العجول الهربانة كل أضحى.. "تريند" مهزلة أخلاقية أم مادة كوميدية
في كل عام جرت العادة أنه يتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع حلول عيد الأضحى المبارك بكثرة فيديوهات العجول الهربانة، باعتبارها مادة للضحك والسخرية ويتنافس الجميع في اختيار الفيديو الأكثر إضحاكًا للمواطنين، وتصبح “التريند” الأول في عيد الأضحى.
ولكن وبالتوقف أمام هذه العادة يتوارد سؤالًا في الأذهان عن مدى توافق تلك العادة مع المبادئ التي حثّنا عليها الدين الإسلامي نحو الحيوان وجميع الكائنات الحية، وكذا الأخلاقيات الإنسانية التي تفرضها الفطرة بالإحساس بالحيوان وجميع الكائنات الحية أيضًا.
أزهري: ضد الإنسانية والدين
"الدستور" تواصلت مع الشيخ محمود رأفت أحد علماء الأزهر الشريف الذي أكد أن السخرية من الحيوان الذي يلوذ بالفرار عندما يشعر بدنو أجله يتنافى تمامًا مع مبادئ الدين الإسلامي بل وكل الأديان السماوية، مؤكدًا أن الحيوان هو كائن حي مثله تمامًا مثل الانسان يخاف ويحزن ويشعر بالفرح وغيرها من الأحاسيس الأخرى ويجب الرحمة والرأفة به وليس الاستهتار به وبشعوره.
وتابع أن السخرية من هذه الحيوانات تعني تبلدًا في المشاعر بالكائن الحي، وهو ما يتنافى مع طبيعة المؤمن بل والإنسان بشكل عام، لذا أكد رأفت على أنه يجب على المضحي مراعاة شعور الأضحية بتجنب عدم رؤيتها ذبح أخرى أمامها حتى لا يصيبها الخوف، كما أضاف أنه بين آداب ذبح الأضحية وضع الذبيحة على جانبها الأيسر برفق، وتوجيهها في اتجاه القبلة، كما يضع الذابح قدمه اليمنى على جانبها الأيمن.
وأضاف: ثم بعد ذلك يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الله عند الذبح فيقول:" بسم الله، والله أكبر، اللهمّ هذا منك ولك، اللهمّ تقبّل منّي "، ثم يبدأ في الذبح فيقطع الحلقوم والودجين وهما العرقان الموجودان على جانبي الرقبة، وقد لفت الشيخ إلى ضرورة ألا يبدأ المضحي في سلخ الأضحية أو كسر عظامها قبل خروج روحها.
متابعون ينتظرون فيديوهات العجول الهربانة وآخرين ينددون بها
جديرًا بالذكر أنه في الوقت الذي تساءل فيه الكثيرون عن فيديوهات العجول الهربانة هذا العام، وصرحوا بأنها قد تأخرت في النزول هذا العام باعتبارها المادة الكوميدية المنتظرة له مع عيد الأضحى كل عام، انتشرت العديد من المنشورات الأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي التي توضح وجود الوعي الديني والأخلاقية، والتي فيها كتب المتفاعلون أن فيديوهات العجول الهربانة تعد أمرًا ضد الإنسانية.
حيث كتب أحد المتفاعلين "فيديوهات العجول الهربانة عمرها ما ضحكتني، عشان في كائن بيصارع للبقاء عادي اتكعبل بقى وقع اتلم عليه ناس كتفوه يصعب عليك مش أحسن حاجة تتشاف، تحويل الموضوع لمضحكة وترند مش ألطف حاجة أظن، حبة إنسانية لن تضر".
ووصفت إحداهما أن ما يحدث كل عيد من تصوير العجول الهربانة والضحك عليها يعتبر مهزلة بكل المقاييس، كما أن ما يظهر فيها من ضرب للحيوان للإمساك به يظهر وكأنه انتقامًا غير مبررًا من حيوان برئ، وأكدت أن هناك آداب للذبح وأن الله عز وجل أمر بالرحمه واللطف مع كافة الكائنات الحية، وأن الضحك على حيوان خائف يخالف ذلك.
وكانت قد برزت مشاهد هروب بعض العجول قبل ذبحها في محافظات مختلفة، وسط سخرية من انتشار المقاطع التي عادة ما تحقق تفاعلاً واسعاً وتحظى بملايين المشاهدات.