مغامرة "الخيار الجنونى".. هل يتطور التصعيد الإسرائيلى مع حزب الله إلى "حرب شاملة"؟
تصاعدت حدة الاشتباكات في الجبهة الشمالية بين حزب الله وإسرائيل، مع استخدام حزب الله أسلحة نوعية والمئات من الصواريخ التي أشعلت النيران في عمق إسرائيل، حيث وصفته وسائل الإعلام العبرية بـ"هجوم الشمال الحارق"، وسط مخاوف من اشتعال حرب شاملة بين الطرفين، تفجر نيران حرب إقليمية في المنطقة.
قلق أمريكي
وتشعر الإدارة الأمريكية بقلق بالغ من أن العنف المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله في الأيام الأخيرة قد يتدهور إلى حرب شاملة.
وأشار موقع أكسيوس الأمريكي، إلى أن الإدارة الأمريكية، حذرت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من فكرة "حرب محدودة" في لبنان، ولفتت انتباه الحكومة الإسرائيلية إلى أن إيران يمكن أن تتدخل وتغمر لبنان بمسلحين موالين لإيران من سوريا والعراق، وحتى اليمن الذين يرغبون في الانضمام للقتال.
محاولات لاحتواء الأزمة
ونقل الموقع الإخباري الأمريكي، عن مسئولين في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء اندفاع إسرائيل إلى حرب مع حزب الله- أو الانجرار إليها- دون استراتيجية واضحة أو النظر في التداعيات الكاملة لصراع أوسع، وأن إدارة بايدن تحاول احتواء القتال بين إسرائيل وحزب الله قدر الإمكان.
خيار جنوني لإسرائيل
ويرى الباحث السياسي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية، دكتور إياد أبو زنيط، أن رئيس حكومة الاحتلال "نتنياهو" بين خيارين، الأول يكمن في توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعقد صفقة تبادل الأسرى، والثاني توسيع جبهة الشمال، مشيرا إلى أن التوسيع هنا "خيار حنوني" فعليا لإسرائيل.
وقال "زنيط" في حوار على شاشة الغد: "هذا الخيار الجنوني، ليس مستبعدا، وقابلا للتنفيذ، نظرا لأن إسرائيل في حروب سابقة كانت تعاني من ضغوط داخلية ومن نقص عتاد وأسلحة ولكنها تفاجئ الجميع بضربات استباقية ووسعت من جبهات حرب، وكانت مستعدة لذلك، فإسرائيل تعمل دائما من وجهة نظر مخادعة، وهو ما تتضمنه نظرية الأمن القومي الإسرائيلي".
توسيع جبهة الشمال ليس سهلا
وأضاف الباحث السياسي: "إن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ربما بعمل على توسيع جبهة الشمال إذا ما تم الضغط عليه لقبول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولكن جبهة الشمال وفقا للخبراء الاقتصاديين والعسكريين والسياسيين، هي بحاجة إلى إعداد جيد ومحكم، خاصة أن على الجبهة خصم قوي (حزب الله) ولديه خبرة وذراع طويلة في الحرب ضد إسرائيل".
وتابع أستاذ العلوم السياسية قائلا: "رغم المواجهات في غزة والضفة الغربية، اعتقد أن نتنياهو قد يلجأ إلى توسبع حبهة الشمال رغم عدم جاهزية الجيش ونقص العتاد، ولكنه سيفرض أمرا واقعا على الولايات المتحدة والدول الغربية، للخروج من مأزق غزة ولكنه في هذه الحالة سوف يجر على دولة الاحتلال كثير من التكالبف، وربما تدخل أطراف إقليمية في الحرب، ولذلك نرى التحركات الأمريكية والفرنسية لوقف عملية توسيع الحرب في جبهة الشمال".
حرب شاملة
من جانبه، يرى الباحث السياسي، فراس طنينة، أنه رغم التصعيد على جبهة الشمال منذ 4 أيام، إلا أن هذا التصعيد لن يؤدي إلى حرب شاملة في هذه المرحلة القريبة، باعتبار أن الإدارة الأمريكية تدرك تمامًا أن 8 أشهر من القتال في غزة، انهكت جيش الاحتلال، وأصبح غير قادر على تحقيق أي إنجاز عسكري داخل ساحة الميدان طوال أكثر من 8 أشهر في قطاع غزة المحاصر منذ 17 عامًا.
وأشار إلى أن السبب الآخر، يعود إلى أن حزب الله يتمتع بتدريب أعلى من المقاومة الفلسطينية، ولديه أسلحة أكثر تطورًا، وهناك من يمده بالسلاح بشكل دائم.
وقال "فراس طنينة" في حوار على شاشة الغد، إنه تأسيسًا على هذه الحقائق، فإن اتساع الحرب في جبهة الشمال، أمر مستبعد، خاصة أن الإدارة الأمريكية لا تريد هذه الحرب
وأصبح التساؤل داخل إسرائيل وخارجها، إذا اتسعت الحرب في الجبهة الشمالية، فهل تمتلك إسرائيل القدرة على مواجهة كل الجبهات بالقوة النارية؟
يرى خبير الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، دكتور سعيد عكاشة، أن إسرائيل تعتقد أن لديها القدرة على مواجهة أكثر من جبهة، وكان وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، قد صرح بأن إسرائيل تتعرض للهجوم في 7 جبهات منفصلة (غزة ولبنان وسوربا والضفة الغربية والعراق واليمن وإيران"، وقال: "قمنا بالرد بالفعل واتخذنا إجراءات في 6 من هذه المناطق".
إسرائيل لن تغامر
وأضاف عكاشة، في مداخلة على شاشة الغد: هناك أولويات لإسرائيل، وهي المواجهات في غزة والضفة، ولكن جبهة الشمال مهمة أيضا حيث لا إمكانية لعودة النازحين الإسرائيليين من بلدات في الشمال إلا إذا تم إبعاد الخطر عن الحدود.
وتابع قائلا: "إذا غامرت إسرايئل بالدخول في حرب شاملة مع حزب الله ستكون قد خسرت الحرب في غزة، لأن الحرب مع حزب الله ستكون أكثر صعوبة، وأكثر تكلفة، وبالتالي تخفيف التركيز الإسرائيلي على قطاع غزة مما يمنح حماس الفرصة لاستعادة قواها بشكل ما".
وأكد عكاشة، أن إسرائيل لن تغامر وسيقتصر تركيزها على غزة والضفة الغربية.