مكتبة متنقلة.. صاحب مبادرة "تاكسى بوك": هدفى عودة القراءة ومساعدة الغير (فيديو)
كتب وروايات بموضوعات مختلقة تراصت على مقدمة سيارة تاكسي في الإسكندرية، لتجذب المارة، وتجعلهم يقفون أمامها متسائلين عن كيف أصبحت السيارة الأجرة مكتبة متنقلة، ليبادر صاحب السيارة بعرض مبادرته وهدفه الذي يعمل على تحقيقه وهو عودة القراءة والتوعية بأهميته والحفاظ على كل كتاب نقتنيه لننتفع به وينتفع به غيرنا.
"الدستور" تواصل مع صاحب مبادرة " تاكسي بوك" الذي حول سيارته لمكتبة متنقلة للتعرف على تفاصيل مبادرته وأهدافها وكيف كانت ردود الأفعال من المواطنين.
قال محمد عزام صاحب مبادرة " تاكسي بوك"، إن المبادرة بدأت بفكرة بسيطة من خلال سيارة الأجرة الخاصة به، حيث بدأ في مناقشة زبائنه من مستقلي التاكسي وخاصة الشباب في أهمية القراءة، والحفاظ على الكتب، والتعريف بمبادرته والتي هدفها عدم التخلص من الكتب بل أن يستفيد منها شخص آخر من خلال المبادرة والتي لاقت قبولًا من الكثير.
وأوضح أنه أطلق على المبادرة "تاكسي بوك" وهي مستوحاة من كلمة "الفيسبوك"، والغرض منها محاولة الابتعاد عن العالم الافتراضي لنكون في العالم الواقعي عالم الكتاب، بهدف عودة الثقافة والقراءة مرة أخرى للشباب، وتصحيح المفاهيم والمعلومات المغلوطة، بعد أن أصبح الوصول للمعلومات أسهل عن طريق السوشيال ميديا، لذلك نحاول أن نكون سببًا في تفعيل الثقافة مرة أخرى.
وأضاف لـ"الدستور" أن بداية فكرة المبادرة طرأت له عندما رأي أن هناك العديد من الأسر تتخلص من الكتب المدرسية القديمة وغيرها من الروايات والقصص من خلال بيعها لأصحاب مهنة جمع الأشياء القديمة "الروبابيكيا"، ورأى أن هذه الكتب يمكن أن يستفيد منها شخص آخر يبحث عنها ويشتريها بأسعار مرتفعة، لذا بدأ في تدشين مبادرته بأن يكون همزة الوصل بين الشخص الذي يريد الاستغناء عن الكتب التي يمتلكها والشخص الآخر الذي يحتاجها.
وتابع أنه في البداية وبحكم عمله سائق تاكسي كان يحتفظ بمجموعة من الكتب معه في التاكسي ويحرص أن تكون موضوعاتها سلسة، لجذب الفئة التي لا تهوى القراءة، لافتًا إلى أنه يعرض على الشخص قراءة كتاب أثناء الرحلة، ثم يفتح الحوار مع زبائنه عن المبادرة وهدفها والغرض منها، لكي يتعرف على الآراء المختلفة.
وأشار إلى أنه عقب ذلك قرر تطوير الفكرة بتحويل التاكسي إلى مكتبة متنقلة، حيث بدأ الوقوف في الميادين المتاحة ويفترش مقدمة السيارة بالكتب المختلفة وأصبحت هناك تساؤلات من المواطنين عن المبادرة، حيث كان يؤكد على الأهداف وهي ليست بيع الكتب فقط، بل التشجيع على القراءة والتوعية بأهمية الكتب، وشراء الكتب المستعملة وتبادلها لرفع العبء عن الناس.
وأكد أن الكثير من البيوت والأسر لديها طالب أو دارس، وعند انتهاء العام الدراسي، يريد الاستغناء عن تلك الكتب، والمبادرة هدفها هنا الحصول على الكتب بشرائها أو بطريق أخرى أكثر إبداعًا وتوعية بأهمية الكتب وهي أن يكون البديل ليس مقابلًا ماديًا بل أن نعطي الطالب صاحب الكتب إذا كان في سن صغيرة كتب تلوين وأدوات تعليمية وألعاب تنمية مهارات، أما الشباب فيكون التبادل بالقصص والكتب والروايات التي تنمي عقولهم وتشجعهم على القراءة.
واختتم أن المبادرة لاقت استحسان الكثير من المواطنين، وزاد انتشارها لتحقيق الهدف منها، مشيرًا إلى أنه توسع في الفكرة التي بدأت بسيارته الأجرة، ليستطيع مساعدة الغير والتيسير على الناس.