الفن مقاومة.. «الدستور» تحاور صاحب فكرة اقتحام مكتب وزير الثقافة الإخواني
أيام قليلة وتحل علينا ذكرى ثورة 30 يونيو التي سبقها اعتصام المثقفين أمام مكتب وزير الثقافة الإخواني علاء عبدالعزيز في مقر وزارة الثقافة بمنطقة الزمالك.
عصام السيد: كريم مغاوري أول مَن اقترح اقتحام مكتب وزير الثقافة الإخواني
ومنذ أيام، كشف المخرج عصام السيد خلال لقائه مع برنامج "الشاهد" الذي يقدمه د.محمد الباز على فضائية "إكسترا نيوز"يوميات اعتصام المثقفين أمام مكتب وزير الثقافة الإخواني علاء عبدالعزيز وأن الفنان الشاب كريم سامي مغاوري هو أول مَن طرح في اجتماع المثقفين بالمجلس الأعلى للثقافة فكرة احتلال مكتب الوزير الإخواني بمقر وزارة الثقافة الذى سبق ذكرى 30 يونيو، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة عندما طرحها كريم لاقت مصادرة من قبل بعض المثقفين فى اجتماعهم، نظرًا لأنها طرحت من قّبل مجموعة أخرى من المثقفين في اجتماعاتها السابقة.
عصام السيد أشار إلى أن أحد السينمائيين طرح في إجتماع المثقفين الأول في مكتب المنتج هشام عبد الخالق احتلالهم للمسارح وهو ما لاقى الرفض من حضور الاجتماع، نظرًا لكون هذه المسارح عهدة على مسؤولية بعض الموظفين فيها، وبالتالي قد ينتج عن هذه الفكرة الاصطدام مع المسؤولين عن هذه المسارح، لافتًا إلى أن هناك سب آخر لرفض الفكرة المتعلقة بالاحتجاج على تعيين الوزير الإخواني إلا هى أن المسارح من الداخل مكان مغلق وهو ما قد يسمح لإغلاق ابوابها وتركهم داخلها وهو ما قد يؤيد فكرة الاحتجاج داخل المسارح.
ومع اقتراب ذكرى 30 يونيو، تحدث الفنان كريم سامي مغاوري حول أول اقترح لفكرة الدعوة لاحتلال مقر وزارة الثقافة الإخواني التي سبقت ثورة الملايين من المصريين ضد النظام الإخواني بأكلمه.
_ وأنت أول مَن طرح فكرة احتلال مقر وزارة الثقافة .. لماذا اخترت هذا التصوّر؟
دعني أشير إلي أن اجتماعات الجماعة الثقافة والفنية سبقت 30 يونيو بشهر ونصف او شهرين وأرى أن اجتماعات المثقفين قبل الاعتصام كانت من ارهاصات ثورة يونيو خاصة بعد تعيين علاء عبد العزيز وزيرًا للثقافة، وقتها قولت لهم إن اى تحرك فى وزارة الثقافة سيقابله صدام، وان المطلوب في البداية دخول المجلس الأعلى للثقافة والاعتصام فيه قبل اقتحام الوزارة ؛ حيث اقترحت إقامة فعالية فى المجلس الأعلى للثقافة بقيادة مجموعة من المثقفين منهم محمد العدل وفتيحة العسال وبهاء طاهر سيد حجاب وخالد يوسف وعصام السيد وهو ما حدث حيث دخلوا هناك ورفضوا الخروج من المجلس الاعلى للثقافة، وقتها تحركت مجموعة لإقتحام وزارة الثقافة، ومن يومها دخلنا الوزارة ومخرجناش الا لما رحلوا.
فى هذا الاعتصام كنت مسؤولًا عن المسرح الخاص باعتصام وزارة الثقافة والمتحدث الإعلامي لإئتلاف فناني الثورة.
_ كيف يرى كريم مغاوري مشهد خروج الملايين ضد جماعة الإخوان؟
خروج ملايين المصريين على نظام الجماعة يحمل عدة أسباب جوهرية: منها انهم شعروا أن هذه المجموعة الإرهابية تستهدف الهوية المصرية وهوية الشعب المصرى، وأن قوة الهوية المصرية في تعدديتها مقابل ما كانوا يريدونه "أننا نروح لسكة مانرجعش منها وأن نتحول لطالبان او داعش"، مؤكدًا أن المكون المصرى لكونه مكونًا متعددًا لكان لهم ما أرادوه، إضافة الي الظروف الاقتصادية، لكن مكون الهوية هى التى كانت دافع لخروج ملايين المصريين، إضافة لحب الشعب المصري للجبش المصرى خاصة عندما شعروا ان الجماعة تريد أخونة الجيش المصرى وانهم كانوا عايزين تحويله لميليشيات.
• اشتباك مع الجماعة: هل استهدف الإخوان أروقة المسرح قبل 30 يونيو؟
كان للإخوان خلايا نائمة كثيرة فى المسرح المصرى وفي الفن المصرى عموما؛ مثل (محمد شومان، وهشام عبدالله وهشام عبد الحميد) وهم خلايا مستترة داخل الطبيعة الفنية المصرية حاولوا عندما تولي علاء عبد العزيزمنصب وزير الثقافة وبمساعدته أن يستبدلوا كل القيادات بالوزارة برجالهم وهو ما تكشف في اقالة د.ايناس عبد الدايم ود.احمد مجاهد ومحاولاتهم السيطرة على الواقع الفنى المصرى لكنهم فشلوا في إتمام ذلك بعد ان تنبهت الحركة الفنية لهذا المخطط وقمنا بإعداد الاعتصام وهو اعتصام لم يسبق سوى اعتصام الفنانين فى ثمانينيات القرن الماضى عندما حاولوا العبث بقانون النقابات الفنية.
أما بالنسبة لسؤالك هل اشتبك المسرح المصرى مع أفكار تلك الجماعة بعد 30 يونيو، بالفعل حدث أن قدمت بعض الأعمال المسرحية بكل شجاعة الاشتباك مع أفكار الجماعة الإرهابية، وهو ما برز في عمل مسرحي عرض اثناء حكم الاخوان اسمه "أبو ثوار" من اخراج ياسر صادق، وهو عرض يكشف كيف كانت الجماعة تدفع باهل الثقة علي أهل الكفاءة بالإضافة الى العديد من الاسقاطات الكثيرة على حكم الإخوان، وكذلك العمل المسرحي "عايزين دستور جديد" لمازن الغرباوي، وعرض اخر لمحمد الشرقاوي تناولوا الاوضاع السياسية والاجتماعية في تلك الفترة.
_ هل قمت بتوثيق تجربة الاعتصام داخل وزارة الثقافة مسرحيًا أو من خلال كتاب لك؟
أتمني توثيق هذا الحدث في عمل سينمائي، رغم أنى قمت بتوثيقه على مستوى الصور او الأحداث، وأتمني أن يكون هناك مشروع للتوثيق الفني لفكرة إعتصام المثقفين قبل 30 يونيو؛ وموقفهم الوطني من الجماعة الإرهابية حفاظًا على قوتنا الناعمة وهويتنا.
_ ماذا يفعل صاحب أول من اقترح مكتب وزير الثقافة الإخواني وأعمالك الجديدة ؟
من بعد اعتصام وزارة الثقافة قمت بادارة بعض الفعاليات الفنية مثل مهرجان "ألوان" لفنون مسرح الشارع وهي من ادارة إئتلاف فناني الثورة، بالإضافة الى إدارة العديد من الفعاليات فنية في معرض الكتاب 2014، وكذلك تقديم عروض مسرح الشارع للتواصل مع الناس بشكل مباشر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الهوية المصرية من خلال الفن الذى أستهدفت جماعة الإخوان الإرهابية تغييره وتدميره، وكذلك قمت بإخراج عرضًا مسرحيًا بعنوان" البيت النفادى" يرصد أحداث ثورة الثلاثين من يونيو"؛ وهو من انتاج مسرح الشباب السابع للبيت الفني للمسرح، وهو عرض قالت عنه المسرحية الكبيرة نهاد صليحة:"اللى عايز يعرف ويفهم 30 يونيو يتفرج على "بيت النفادي"، وكذلك قمت بمجموعة اعمال كثيرة فى السينما والتليفزيون والي اليوم.